[روح لا إله إلا الله (الحلقة الأولى)]
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:36 ص]ـ
روحُ
((لا إله إلاّ الله))
إعداد:
حسّان بن حسين بن محمد آل شعبان
P
إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبدُه ورسوله r
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (آل عمران: 102)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء: 1)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً v يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب 70: 71)
أمّا بعد:
فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد r، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار، نعوذ بالله من النار ومن مآل أهل النار.
بادئ ذي بدء أقول لك أخي القارئ الكريم: لعلّك تستغرب من هذه الترجمة، وهذا العنوان، وعن وجه هذه الإضافة، وتقول في نفسك: ماذا دها الكاتب؟ وما الذي جرى له؟ وهل لـ ((لا إله إلا الله)) روح؟!!!
فأقول: إي وربّي إنّ لـ ((لا إله إلا الله)) روحًا من لم يحي بها فهو الميت، ومن لم يهتد بها فهو الضّال، ومن لم يستأنس بها فهو المستوحش، أولم تسمع إلى قول الحقّ تبارك وتعالى:
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأنعام: 122)
وقوله لا إله غيره: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام: 125).
وقوله لا ربّ سواه: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الزمر: 22).
وقوله جلّ في علاه: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (الأنعام: 82)
إذن أخي في الله ((لا إله إلا الله)) ليست مجرّد كلمة تقال، أو عبارة تردد على الألسن ـ وإن كان مجرّد التلفظ بها تحصل به عصمة الدم والمال والعرض ـ وذلك أنّ المنافق يقولها، والجاهل بمدلولها ومعناها يقولها، وكثيرا ممن نصبوا العداء لأهل الإسلام وحزبه يلوكون ألسنتهم بإظهارها لا تجاوز تراقيهم.
ولكن هي بمثابة الدّم للبدن، والهواء للأحياء، و الماء للنبات قال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء v تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم24: 25).
فإذا ما تسرّبت إلى بدن العبد، وسرت في جثمانه، وتمكّنت منه، إلاّ وأعلنها مدويّة بأنّه لا معبود بحقٍّ يستحقُّ أن تُصرف له العبادة إلاّ الله الواحد الأحد الفرد الصمد، فتصبح أقوالُه وأعمالُه، حركاتُه وسكناتُه، قيامُه وقعودُه، يقظتُه ونومُه، أكلُه وشرابُه، ذهابُه وإيابُه لله ربّ العالمين لا شريك له كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ vلاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام 162: 163).
¥