تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من لا يعرف قدر العلماء،لن يعقل علمهم!]

ـ[أبو بشر الغامدي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 01:59 م]ـ

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...

وبعد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومعلوم أنا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة مثل الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشايخ المختلفين في العلم والدين وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال قال تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلآ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَب لِلتَّقْوَى} سورة المائدة وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار وهو بغض مأمور به فإذا كان البغض الذي أمر الله به قد نهى صاحبه أن يظلم من أبغضه فكيف في بغض مسلم بتأويل وشبهة أو بهوى نفس فهو أحق أن لا يظلم بل يعدل عليه)

قلت: وإن من أعظم الجهل و الظلم للعلماء هو الجهل بقدرهم والرعونة في نقاشهم وسوء الأدب في حوارهم ....

قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الزمر الآية 9، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) رواه أحمد والحاكم وقال العلامة الألباني حديث حسن، كما في صحيح الترغيب والترهيب 1/ 152.وبوب النووي في رياض الصالحين بابا قال فيه رحمه الله: (باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم)

فمن جهل قدرهم فكيف سيعقل علمهم ويفهمه؟!!!

وكيف سيقبل العلماء على تعليمه والإجابة عن سؤاله وقد قال تعالى لهم: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الأعراف 199؟!

وكيف يقبل طلاب العلم وجوده بينهم وقد غدا عالة غير محترمة؟!!

قال الحافظ ابن عساكر [إنما نحترمك ما احترمت الأئمة]

أما أهل العلم فلهم مما يسلى نفوسهم ما يعلمونه مما أصاب الرسل عليهم السلام من صد وجحود ونكران ورعونة!

ولا عجب فالجهل كاد يكون جنسه واحد!

أما العلم فأصله واحد وحاملوه ورثة يتوارثونه والعلماء هم ورثة الأنبياء، فصار جنس ابتلائهم واحد وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل) ومن أمثل من العلماء؟!

هداني الله وإياكم لمحاسن الأخلاق والأقوال والأعمال .... آمين.

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 10 - 09, 03:06 م]ـ

جزاك ربي خير الجزاء ...

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 10 - 09, 03:21 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أبا بشر ونفع بما كتبت

والحقيقة أن المشايخ والطلبة - المشاركين في مواقع الانتر نت - في هذا الباب طرفان ووسط

المشايخ:

• فالطرف الأول من المشايخ من يحرم الناس من علمه وفوائده ودرره بحجة أنه إن شارك في المواقع الحوارية فإنه سينزل من عيون طلبته، فقد يشاركه بعضهم في تلك المواقع، ولذلك تجدهم يعتزلون المواقع الحوارية العلمية المفيدة أو يشاركون بأسماء مستعارة حتى لا يعرفهم طلبتهم أو غيرهم.

• والطرف الآخر من ابتذل علمه ونفسه في مواقع الانترنت، فتجده يشارك باسمه الصريح في كل موقع، ويرد على كل ساقط و ساقطة، ويحشر نفسه في الدقيق والجليل مما يجبره على مجاراة السفهاء في سفاهتهم، وهذا يسقطه من عيون وقلوب محبيه قبل غيرهم.

• ووسط يشارك في المواقع التي يعرف أن قدره سيبقى محفوظا وشخصة مصونا من التعدي عليه بجهل أو سب أو شتم، أما النقاش العلمي فهو لا يتأفف منه ولا يجد غضاضة من الحوار والنقاش مع من يناقشه به.

ولعل بعض المشايخ لحداثة عهدهم بالمواقع العلمية الحوارية، يظنون أنها شبيهة بالفصول والقاعات والمساجد، فلا يناقشه إلا من يريد، ولا يقال له إلا ما يحب، ولكنه مع الأيام سيتعود على هذه الطريقة في الحوار، لأن المشاركين يناقشون الفكرة أو المسألة بعيدا عن قائلها أو كاتبها، ويريدون الإجابة الشَّافيه عن أسئلتهم واستفساراتهم التي يدلون بها، وهم مع ذلك لا يقصدون التعدي على الكاتب أو التقليل من شأنه أو الحط من قدره.

والطلبة:

• الطرف الأول من يعرف عين الكاتب الذي يناقشه، فإنه يتوقف كثيرا قبل مناقشته في أي مشاركة يشارك بها، ولو كان يعلم أنه سيبين الخطأ أو الخلل الذي في مشاركته، لأن المعرفة المسبقة والقدر الذي في النفس تمنعانه من نقاشه، وهذا يشبه حال بعض المتعصبين لمشايخهم، ممن يغضون الطرف عن زللهم أو خطئهم، ولا يتوانون عن بيان خطإ غير مشايخهم إذا وقفوا عليه.

• والطرف الآخر هم الذين لم يتعلموا العلم على أيدي مشايخ، أو تعلموا على أيدي مشايخ سوء لقنوهم بعض العلم دون أدب، وأرضعوهم الطعن والتبديع وعدم الاحترام لمن يخالف أقوالهم أو أقوال مشايخهم، ولم يعلموهم آداب الحوار والنقاش، ولا احترام من يناقشونه، فتجدهم من محبي الردود والتدقيق فيما لا يقدم أو يؤخر، أو فيما لا يبنى عليه مصلحة كبيرة، وهؤلاء لا بد من التلطف معهم بداية، والأخذ على أيديهم إذا تمادوا في غيهم.

• ووسط يشاركون في المواضيع التي يجدون أنهم سيفيدون إخوانهم أو من يناقشهم أو يناقشونه فيها، وتجدهم يتأدبون مع من يناقشونه إن وجدوه من أهل الأدب، أو ينصرفون عنه إن وجدوه من غيرهم، وهم مع كل هذا يعرفون لأهل الفضل والقدر قدرهم، وإن خالفوهم أو وقفوا على أخطائهم، لأنهم يعرفون أن المشايخ يقع منهم الخطأ كما يقع من غيرهم.

والحقيقة أن المواقع العلمية الحوارية تختلف من موقع لآخر، ولا تخلو من وجود أصناف المتعلمين، فينبغي للمشايخ أن لا يتعجَّلوا ويغضبوا من هذه الأمور الجديدة عليهم، ويعلموا أن منزلتهم محفوظة، وأن النقاش غالبا لا يقصد منه إلا الوصول إلى الحق لا التنقص منهم

هذا رأيي أدلي به من خلال خبرتي – المتواضعة - في المشاركة في المواقع الحوارية على الشبكة، سواء العلمية أو بعض المواقع القبلية أو القروية

والله أعلم وأحكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير