تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لستُ أنصر قولا ألا ترى أن الراجح عندي أن الزيادة لا تصح وإنما لأن البلية عمت والشريعة لا حرج فيها كما يعلم الجميع بحثت عن حل ومخرج فملت لهذا (مدارسةً فقط كما قلت أعلاه) ولو كنت أنصر قول من يرى جواز الزيادة لانتهى الأمر بالنسبة لي ولما أتعبت نفسي بالبحث عن مخرج.

زادك الله علما ورفع قدرك واعذرني على التأخر في الرد، رفع الله قدرك.

ـ[محمود محمود]ــــــــ[07 - 11 - 09, 09:55 م]ـ

أخي البراء

أشكرك كثيرا على تواضعك الجم وأدبك الكبير وأسلوبك الراقي

وأود أن أشير إلى أن مجرد إثارة هذا الموضوع للنقاش هو في حد ذاته إنجاز ورفض للتسليم بالأمر الواقع

والحقيقة أنني مثلك أؤيد وجهة النظر المفتية بالمنع

وأدعو طلبة العلم إلى النظر في أدلة المسألة ليتبين لهم صحة ذلك من عدمه وألا يكتفوا بالتقليد المحض من دون نظر في الأدلة

خاصة وأن مجموعة من أكابر العلماء وأهل الاختصاص بالفتوى قد عارضوا التوسعة وهم لا ينالون حقهم كاملا في الدعاية لفتاويهم ونشرها ولذلك فأنا أدعو طلبة العلم المتبنين لهذا القول والمقتنعين به إلى القيام بهذا الواجب ماداموا يعتقدون أن هذا القول "أعني المنع " هو القول الحق

وأدعوهم إلى الالتفاف حول أعضاء الهيئة وتأييدهم ليس من باب التعصب والتقليد بل من باب اتباع الحق والعمل بالدليل

وعلى كل من يقول أن المسألة محل خلاف ويفتي بناء على ذلك بالتيسير ورفع الحرج أن يتأكد أولا من كون هذا الخلاف معتبرا وهل توجد فيه أدلة قوية على الجواز قبل أن يفتي بجواز العمل بالقول المجيز فليس كل خلاف جاء معتبرا وليست المسألة هي البحث عن الرخصة المجردة عن الدليل

وهذا لا يعني أبدا عدم احترام العلماء الذين أفتوا بالمنع حاشا لله

لكن العالم المجتهد قد يخطئ بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد "أو كما قال عليه الصلاة والسلام

وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: ثلاث تهدم الدين .. فذكر منها زلة العالم

وقد أجمع العلماء على أن الخلاف منه ما هو معتبر ومنه ما هو شاذ عار عن الدليل.

وأشكرك أخي البراء مجددا على اهتمامك بالموضوع وإثارتك له.

ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[08 - 11 - 09, 09:52 ص]ـ

أخي الفاضل أبو البراء:

أقول لا يصح قياس مسألة المسعى الجديد على مسألة رؤية الهلال لأن ذلك متعلق بالزمان ومسألتنا متعلق بالمكان.

أوضح أكثر فأقول: إن هذه العبادات المتعلقة بالزمان (أي الصوم والحج والعيدين) زمان فعلها مضيق أي المخالف للجماعة في هذه المسائل بين أمرين فقط لا ثالث لهما. لنأخذ مسألة الصيام مثلا وبقية المسائل (أي الحج والعيدين) مثلها تماما. فالذي رأى هلال رمضان ولم يعتد برؤيته إما أن يصوم ذلك اليوم أو يفطر و لا ثالث لهما. ولا يقال هنا أن لهما ثالث وهو أنه يصوم اليوم الذي رأى الهلال له وكذلك اليوم الذي أعلن فيه بداية رمضان لأن ذلك منهي عنه بالنص الصريح كما أشار إلى ذلك الأخ محمود. وما الذي سيفعله هذا الرجل إذا كان الشهر ثلاثين يوما فهل يصوم واحد وثلاثين يوما أم يصلي العيد مرتين مرة مع الناس و مرة منفردا؟

المهم الذي أريد أن أشير إليه هو أنه لا يمكنه أن يخرج من مخالفة جميع الناس (أو أهل منطقته) إلا بعدم اعتداده لرؤيته ومتابعة الناس على ما هم عليه أي ليس هنا حل وسط يتفق عليه الجميع وذلك لأن وقت العبادة مضيق.

فخلاصة ما سبق أن المخالفة في مسألة رؤية الهلال متحققة ولا يمكن رفع هذا الخلاف إلا بحكم حاكم أو من ينوب عنه.

أما مسئلة المسعى الجديد فمكانه ليس بمضيق بل هو موسع لوجود المسعى القديم. فالمخالف في هذه المسئلة له خيار ثالث وحل وسط يتفق عليه الجميع وهو السعي في المسعى القديم. فليس هناك حاجة للحاكم لرفع الخلاف لأن المخالفة ليست متحققة لوجود المخرج والحل الوسط.

نعم، يتأتى ما ذكرته إذا أغلق المسعى القديم ولم يبق خيار للناس إما أن يسعوا في المسعى الجديد أو لا يسعوا أصلا. فهنا بإمكاننا أن نقول أن حكم الحاكم يرفع الخلاف تيسيرا للناس ومنعا للمنازعة والخلاف مع أننا نرجح أن حكم الحاكم إنما يرفع الخلاف في المسائل الخلافية التي تحتمل الخلاف فقط. والله أعلم.

(أرجوا أن يكون كلامي واضحا وأعتذر إن كان فيه غموض.)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير