مُلْقُونَ} (7) {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (8) {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (9) والآيات التي في سورة طه {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} (1) {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (2) {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} (3) {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} (4) {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (5)
وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله, وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء)).
وقال: ((وإن قرأ هذه الرقية والدعاء في ماء ثم شرب منه المسحور واغتسل بباقيه كان هذا من أسباب الشفاء والعافية بإذن الله، وإن جعل في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان هذا أيضا من أسباب الشفاء، وقد جرب هذا كثيرا ونفع الله به، وقد فعلناه مع كثير من الناس فنفعهم الله بذلك. فهذا دواء مفيد ونافع للمسحورين وهكذا ينفع هذا الدواء لمن حبس عن زوجته؛ لأن بعض الناس قد يحبس عن زوجته فلا يستطيع جماعها، فإذا استعمل هذه الرقية وهذا الدعاء نفعه بإذن الله، سواء قرأه على نفسه أو قرأه عليه غيره أو قرأه في ماء ثم شرب منه واغتسل بالباقي - كل هذا نافع بإذن الله للمسحور والمحبوس عن زوجته، وهذه من الأسباب، والله سبحانه وتعالى هو الشافي وحده، وهو على كل شيء قدير، بيده جل وعلا الدواء والداء، وكل شيء بقضائه وقدره سبحانه، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله»، وهذا فضل منه سبحانه وتعالى. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل))
وقال: ((وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر , وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة , وآية الكرسي , وبقل هو الله أحد والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور , أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله , إن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسبا , كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في (فتح المجيد) عن بعض أهل العلم في باب (ما جاء في النشرة).
ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث , وهي: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (1) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (2) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (3) ثلاث مرات.
والمقصود: أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء: وهو السحر , ويعالج به أيضا من حبس عن زوجته , وقد جرب ذلك كثيرا فنفع الله به , وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى , وقد يعالج بقل هو الله أحد والمعوذتين وحدها ويشفى.
ومن المهم جدا أن يكون المعالج والمعالج عندهما إيمان صادق , وعندهما ثقة بالله , وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور , وأنه متى شاء شيئا كان , وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى , فالأمر بيده جل وعلا , ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة , وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية.
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يرضيه , إنه سميع قريب)).
وقال: ((ولا حرج في القراءة في الماء والزيت في علاج المريض والمسحور والمجنون , ولكن القراءة على المريض بالنفث عليه أولى وأفضل وأكمل. قال:وقد قرأ صلى الله عليه وسلم في ماء لثابت بن قيس رضي الله عنه، وأمر بصبه عليه، كما روى ذلك أبو داود في الطب بإسناد حسن. قال: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا» رواه مسلم وأبو داود واللفظ له.
وهذا الحديث الصحيح يعم الرقية للمريض على نفسه وفي الماء والزيت ونحوهما , والله ولي التوفيق)).ا. هـ
من مجموع فتاوي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
¥