ولا يمكن أن يكون المعنى أن اليهودية على دينها ترقي بالقرآن فهذا لا يعقل أبدا وحيث أن اليهودية على دينها وهي تقول (افتراه ... مع أنها تعلم أنه الحق من رب العالمين ... )
وهذا غير السؤال عن شيء من التفسير .. وربما يطول شرح ذلك وليس هذا محله .......
رابعا:
وَعَنْ عَائِشَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرهَا أَنْ تَسْتَرِقِي مِنْ الْعَيْن ".
أي ترقي عائشة نفسها من العين حيث تصاب بها كثيرا خصوصا لمنزلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
وليس كما يظن البعض أن تلتمس راقيا ولو كان ذلك لرقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: "اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَة"َ متفق عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "استرقوا لها" لا يعني إلا ارقوها!!! وإلا فبيت النبوة أولى أن يرقي بكتاب الله! ولو كان المعنى أن يلتمسوا من يقرأ عليها لرقاها هو صلى الله عليه وسلم ...
خامسا: أجاز بعض أهل العلم للراقي بما هو جائز أن يرقي وينشر , وهو منقول عن سعيد بن المسيب ومالك ... : فالراقي بما هو جائز من الأدوية أن يصاحب ذلك بالأدعية والذكر والتوكل على الله حيث أن الدواء بذاته لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ..... والله أعلم.
فكل إنسان أولى أن يرقي بتلاوة آيات الله على نفسه وإن كان لا يحفظ شيئا فيرقي بالفاتحة أو يرقيه به أقرب الناس له ....
أولا: أنه لم يؤثر عن أحد من الصحابة التخصص في الرقيا من الجن والسحر والعين ... والله تعالى يقول:
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 100.
ثانيا:" أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا هل معكم من دواء أو راق فقالوا إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا فجعلوا لهم قطيعا من الشاء فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقال وما أدراك أنها رقية خذوها واضربوا لي بسهم" متفق عليه.
فلو كان التخصص بذلك جائزا أو حتى معروفا: لكن ذلك الصحابي (والراجح أنه أبو سعيد الخدري) من أولى الناس به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثا:
عن سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ
اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" فَقَالُوا لِلرَّجُلِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ.
فالشاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ولم يقل لو قال أحد عليه أو قرأ عليه القرآن ............. الخ.
رابعا: وذكر ابن عبد البر في التمهيد وعن سحيم بن نوفل قال كنا عند عبدالله نعرض المصاحف فجاءت جارية أعرابية إلى رجل منا فقالت أن فلانا قد لقع مهرك بعينه وهو يدور في فلك لا يأكل ولا يشرب ولا يبول ولا يروث فالتمس له راقيا فقال
عبدالله لا نلتمس له راقيا ولكن ائته فانفخ في منخره الأيمن أربعا وفي الأيسر ثلاثا وقل لا بأس أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت فقام الرجل فانطلق فما برحنا حتى رجع فقال لعبدالله فعلت الذي أمرتني به فما برحت حتى أكل وشرب وبال وارث.
فأمر عبد الله بن مسعود صاحب المهر أن يرقيه بنفسه. أَمَّن
خامسا:
¥