ثم قال رحمه الله: ((وقد قال بأنه إسحق طائفة كثيرة من السلف وغيرهم. وإنما أخذوه والله أعلم من كعب الأحبار أو صحف أهل الكتاب وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم حتى نترك لأجله ظاهر الكتاب العزيز ولا يفهم هذا من القرآن بل المفهوم بل المنطوق بل النص عند التأمل على أنه إسماعيل. وما أحسن ما استدل محمد بن كعب القرظي على أنه إسماعيل وليس بإسحق من قوله {فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب} قال: " فكيف تقع البشارة بإسحق وأنه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح إسحق وهو صغير قبل أن يولد له هذا لا يكون لأنه يناقض البشارة المتقدمة والله أعلم ")).
ثم قال رحمه الله ((فمن حُكي القول عنه بأنه إسحق كعب الأحبار، وروي عن عمر والعباس وعلي وابن مسعود ومسروق وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والشعبي ومقاتل وعبيد بن عمر وأبي ميسرة وزيد بن أسلم وعبدالله بن شقيق والزهري والقاسم وابن أبي بردة ومكحول وعثمان بن حاضر والسدي والحسن وقتادة وأبي الهذيل وابن سابط وهو اختيار ابن جرير وهذا عجب منه وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس ولكن الصحيح عنه وعن أكثر هؤلاء أنه إسماعيل عليه السلام.
قال مجاهد وسعيد والشعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عباس: هو إسماعيل عليه السلام، وقال ابن جرير حدثني يونس أنبأنا ابن وهب أخبرني عمرو بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه قال: المفدى إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحق وكذبت اليهود. وقال عبدالله بن الإمام أحمد عن أبيه: هو إسماعيل. وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن الذبيح فقال: إنه إسماعيل عليه السلام)). اهـ[1/ 157 - 160].
قلت: فقد تبين لك مما نقلته من كلام الأئمة أن ظاهر القرآن يدل على أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، وأنه مما يجب القطع به، وأنه هو قول أهل الملل، وهو القول المعتبر الذي نصره أئمة السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وهو قول الإمام أحمد وأبي حاتم. وأما القول الآخر فهو باطل، كما قال ابن تيمية وابن القيم وابن كثير، وهو مأخوذ مما حرفه أهل الكتاب في التوراة، ونصره كعب الأحبار، وأخذه عنه طائفة من السلف.
وقد مر معنا قول ابن كثير بعد أن سرد أسماء من قال بأنه إسحق، من الصحابة والتابعين، " وهو اختيار ابن جرير، وهذا عجب منه، وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس، ولكن الصحيح عنه وعن أكثر هؤلاء أنه إسماعيل عليه السلام " اهـ.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب / سمير بن خليل المالكي المكي الحسني
جوال 0591114011
تاريخ 23/ 10 /1430هـ
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 12:40 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:00 م]ـ
أحسنت يا أخي وجزاك الله خير .. ونفع بك فقد أجدت ...
وقول ابن القيم رحمه قوي واستدلال في محلة عندما قال:
((وأيضاً فلا ريب أن الذبيح كان بمكة، ولذلك جعلت القرابين يوم النحر بها ... )) إلى أن قال ((ولو كان الذبح بالشام كما يزعم أهل الكتاب ومن تلقى عنهم لكانت القرابين والنحر بالشام، لا بمكة)).
فلله درك ودر ابن القيم ...
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:28 م]ـ
سمعت كلمة من الشيخ المغامسي حفظه الله علي قناة المجد فيما أذكر وانه إمام في مسجد قباء منذ مدة وقد خطب بها اكثر من ثلاثمائة خطبة فما تطرق مرة لهذا الموضوع.وقد ترجح لديه بعد بحث دقيق وطويل استمر لسنوات-كما يقول-أن الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام.
والمسألة خلافية ولا ضير فيمن يقول بهذا أو بذاك
لانه لاينبني عليها عمل مهم مباشر.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:47 م]ـ
السلام عليكم
ومما يؤيد القول بكونه إسماعيل، إضطرار أهل الكتاب إلى تحريف التوراة لكي يجعلوا الذبيح إسحاق وذلك بزيادة لفظة إسحاق في الإصحاح الذي يذكر القصة
خُذِ ابْنَكَ وحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إسحاق وقد وضح الأمر جمع من المتخصصين في الرد على أهل الكتاب,
¥