تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وراهق أمر بذبحه بدليل قول الله جل وعلا "فلما بلغ معه السعي" ومعلوم أن قوله جل شأنه "معه" يدل على أن هذا الغلام نشأ مع والده وهذا لم يكن إلا إسحاق لأن إسماعيل كان بعيداً عن والده مع أمه في مكة، وهذا يرجح أن إسحاق عليه السلام هو الذبيح، ومع ذلك فلا أقطع ولا أجزم لأنه ليس في المسألة نص صريح".

وأوضح المغامسي حديث " أنا ابن الذبيحين " فقال:"أن هذا الحديث له لفظان: أحدهما "أنا ابن الذبيحين" وهذا اللفظ لا أصل له والآخر ما جاء عن معاوية رضي الله عنه أن أعرابيا خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا ابن الذبيحين" فقال الشيخ إن سند هذا الحديث واهٍ جداً وقرأ الشيخ من كتاب الحاوي للفتاوى للسيوطي وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني وحكم الشوكاني في تفسيره على أحاديث الباب بأنها إما موضوعة أو ضعيفة جداً لا يصح أبدا الاحتجاج بها، وقال إن أي أحد من علماء الحديث لم يقل بصحتها، أما ما جاء في كتاب كشف الغطاء أن الزرقاني حسّن حديث الإمام الحاكم "يا ابن الذبيحين" فقد قرأ المغامسي في الحلقة قول الإمام الألباني أن هذا وهم فاحش وأن الحديث لا يصح الاحتجاج به".

كما بين المغامسي أن الآثار والأخبار التي تدل على أن هناك ارتباطا بين الذبح ورمي الجمرات لا ترقى في صحتها الى أن تقوم بها حجة بل قال بعض السلف نصاً أن مكان الذبح كان في بيت المقدس كما نقل ذلك عن سعيد بن جبير، والصواب أنه ليس في هذا أثر يصح للاحتجاج به لكلا الفريقين، كما أبدى الشيخ صالح تعجبه ممن يقول إن مكان الذبح مكة بدليل الأضاحي، وبين أننا بالأضحية نُحيي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام لما شرع في ذبح أحد أبنيه ففدى الله الابن الذبيح بكبش عظيم، لكن لا علاقة بهذا بمكة ومتى ذلك أنه مقرر عند المسلمين جميعا أن الذبح يكون في أي مكان فهو مرتبط بالمكان الذي يعيش فيه المضحي حال نحره لأضحيته، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين في المدينة كما في حديث أنس ويستطيع المسلم يوم النحر أن يضحي في أي مكان، أما الهدي وما يشرع في الحج فهذا لعلاقته بالنسك هل هو دم جبران أو دم قربان وشكر ولا علاقة له بمسألة الذبيح لا من قريب ولا من بعيد". وأضاف المغامسي إنه يرجو بهذا التوضيح أن يكون قد أزال اللبس ودفع المغبة عن نفسه، وبين أن لطرائق العلم مناهج بحثية ومن لم يكن له ارتباط بالمكتبة الإسلامية وما دوّنه العلماء فلا يحق له أن يخوض برأيه، وبين أنه لا بد من الديانة الحقة والتقوى مع العلم حتى لا يقع الإنسان في عرض أخيه، وختم المغامسي لقاءه بقوله:" إن المسألة لا نص فيها ولهذا فهو لا يقطع ولا يجزم بل يرجح أنه إسحاق عليه السلام، وأياً كان الذبيح فإسماعيل وإسحاق نبيان كريمان من أنبياء الله"، وعقب المغامسي في لقائه على من فهم أن القول بأن الذبيح ليس بإسماعيل قد يفهم منه – خطاً- أن ذلك يقلل – لا قدر الله- من مقام رسولنا صلى الله عليه وسلم، فبين الشيخ –بأسلوب علمي رصين- خطأ هذا الظن وقال إن العرب والعدنانيين وبني كنانة وقريش ثم بني هاشم كلهم هم الذين شرفوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم واستشهد بقول ابن الرومي: وكم أبٍ علا بابن ذرا شرفٍ كما علت برسول الله عدنان واختتم المغامسي حديثه قائلاً "إنني قد عفوت عن كل من أساء إلي بهذه المسألة، لكن الله الله في الديانة والتقوى والحذر من الكلام على الله بلا علم.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:46 ص]ـ

ينبغي لطالب العلم المبتدئ أو المتوسط = الانشغال بمسائل الأبواب الكبار، والمهمات، والقواعد الكليَّة، وإحكام الفروع المرعيَّة، وأن لا يغرق نفسه، ويضيع وقته في أمثال هذه المسائل العلميَّة التي لا يتحقَّق بالتصويب فيها مصلحةٌ قويَّة.

الذبيح إسماعيل أم إسحاق .. ثم ماذا؟؟

هذا في حق مَنْ لم يتقن أصول العلم؛ حتى لا يعترضَ كاتبٌ عليَّ، ويصفني بالتزهيد في العلم!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير