ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 04:13 م]ـ
جزاك الله خير أخي ونفع بك ..
هل نفرق بين من يُسأل ويُجيب ويأخذ على هذا أجرا فنقول هذا لا يجوز بلا شك، وبين من يتفرغ لذلك بحيث يشغله عن الكسب ويأخذ أجرا على التفرغ والجلوس للناس لا بقصد الفتوى؟
الذين افتوا بعدم الجواز كان ظاهر رأيهم يدل على أن الأجر إنما كان على الفتوى وليس على التفرغ
هذا من وجه
أما الذين افتوا بالجواز فهم يرون بأن الأجر إنما هو على الوقت الذي يقتطعه المفتي و المعبر للجلوس للناس وقضاء ما يحتاجون في هذا الباب
وهذا من وجه آخر
ولعل الله ييسر الجمع بين الأقوال
المهم أن نأخذ رأي أخواننا هنا , ما إذا كان هناك بعض الإيرادات على من يقول بعدم الجواز
نفع الله بك أخي أبو البراء الإسلام والمسلمين
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[02 - 11 - 09, 04:31 م]ـ
الذي يظهر هو جواز أخذ الأجرة على تعبير الرؤيا
وتعبير الرؤيا هو من العلوم المباحة ليس من العلوم الشرعية بل هو كعلم العربية أو الحساب. ولا يختص المسلمون به، بل الكفار منهم من يجيد التعبير، والمعبرون المسلمون ينقلون عن المعبرين الكفار في كتبهم، وكما أنه تصح رؤيا أهل الكفر والفساد فكذلك يصح تعبيرهم
وخرج ابن حبان والطبراني وغيرهما عن ابن عمر (
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ بِعَيْنَيْ صَفِيَّةَ خُضْرَةٌ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ الْخُضْرَةُ بِعَيْنَيْكِ؟ فَقَالَتْ: قُلْتُ لِزَوْجِي: إِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمِ قَمَرًا وَقَعَ فِي حِجْرِي فَلَطَمَنِي، وَقَالَ: أَتُرِيدِينَ مَلِكَ يَثْرِبَ؟) وقال الألباني "إسناده صحيح " وكان زوجها كافرا يهوديا، فأولها بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان تأويله وتعبيره صحيحا.
والذي أشكل على الأخوة هو ما جاء في سورة "يوسف " من قولك الملك (أفتوني) فالجواب: أن الملك كافر ولم يرد الاستفتاد الدنيي إنما أراد السؤال والجواب. قال ابن الأثير في "النهاية "- (ج 3 / ص 778) (يقال: أفتاه في المسئلة يفتيه إذا أجابه. والاسم: الفتوى)
ومن أردت أن تسأله في الحساب أو العربية تقول أفتني في مسألتي هذه وجاء في (المزهر - (ج 1 / ص 304) التحري في الفتوى
فصل: ويكون تحريه في الفتوى أبلغ مما يذكر في المذاكرة. قال أبو حاتم السجستاني في كتاب الليل والنهار، سمعت الأصمعي مرة يتحدث فقال: في حمرة الشتاء، فسألته بعد ذلك هل يقال: حمرة الشتاء؟ فجبن عن ذلك وقال: حمرة القيظ.) فقد جعل جواب الأصمعي فتوى مع أنه سؤال في العربية وليس سؤلا شرعيا.
فعلم تأويل الرؤى من العلوم المباحة التي تصير بالنية علما شرعيا كالحساب وغيرها. فكما أنه يجوز أخذ الأجرة على الإجابة في مسائل الحساب فكذلك يجوز في التعبير. ولا يشترط القطع في الإصابة بل يكفي غلبة الظن. والله أعلم
أخي الكريم بنيت كلامك على أن علم تعبير الرؤيا علم غير شرعي ثم استنتجت كل هذه الاستنتاجات بناءً على هذا الأساس وهو أساس أحسبه غير صحيح فكيف يكون علم غير شرعي والنبي صلى الله عليه وسلم عدّه جزء من النبوة كما ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام.
كما أنه ورد في الصحيحن من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل اصحابه فيقول (هل رأى أحد منكم رؤيا؟)
وحديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله علي وسلم قال: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الأواخر)
وأحاديث أخرى كثيرة تدل على أن الرؤيا وتعبيرها من الشرع فكيف وهي مصدر من مصادر الوحي للأنبياء عليهم السلام
وقال ابن عبد البر رحمه الله (وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها لأنه لم يكن صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من صلاة الغداة:" هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ " إلا ليقصها عليه ويعبرها ليتعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها وذلك دليل على فضل عبارة الرؤيا وشرف علمها وحسبك بيوسف عليه السلام وما أعطاه الله منها وفي أنبياء الله أسوة حسنة صلوات الله عليهم).
وقال الحافظ ابن حجرفي الفتح: (وفي هذه الأحاديث الاهتمام بأمر الرؤيا بالسؤال عنها وفضل تعبيرها)
فلا يلزم من معرفة بعض الكفار تعبير بعض الرؤى أنه علم غير شرعي فقد تكون معرفتهم مبنية على ما بقي من آثار الأنبياء عليهم السلام في أممهم، اضافة إلى أن الرؤى وتعبيرها درجات فمنها ما يعرف بالتتبع والملاحظة وهذا هو الذي أخذه بعض المسلمين من معبري الرؤى غير المسلمين.
ومما يدل على أن علم تعبير الرؤى علم شرعي هو اعتماده بالأساس على تفسيرات النبى صلى الله عليه وسلم من خلال الأحاديث التي وردت عنه عليه الصلاة والسلام في هذا المجال.
والله أعلم
ـ[السيد زكي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 04:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
¥