تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا الغناء الحاضر مركب من تلك الأصوات بعد تعديلها ومعالجتها .. فالعبرة بالنتائج وعواقب الأشياء، كما قال ابن الجوزي: «ولما يئس إبليس أن يسمع من المتعبدين شيئاً من الأصوات المحرمة كالعود نظر إلى المعنى الحاصل بالعود فدرجه في ضمن الغناء بغير العود وحسَّنه لهم، وإنما مراده التدرج من شيء إلى شيء. والفقيه من نظر في الأسباب والنتائج، وتأمَّل المقاصد» [12].

وكما يُحكى عن إياس بن معاوية (ت 122هـ) أن رجلاً قال له: ما تقول في الماء؟ قال حلال. قال: والتمر؟ قال: حلال. قال: فالنبيذ تمر وماء! فقال له إياس: أرأيت لو ضربتُكَ بكفٍّ من تراب أكنتُ أقتلكَ؟ قال: لا. قال: فإن ضربتُكَ بكفٍّ من تبن أكنتُ أقتلكَ؟ قال: لا. قال: فإن ضربتُكَ بماء أكنتُ أقتلكَ؟ قال: لا. قال: فإن أخذتُ الماء والتبن والتراب فجعلتها طيناً، وتركته حتى جفَّ، وضربتُكَ به أقتلك؟ قال: نعم! فقال: كذلك النبيذ.

ومقصوده أن القاتل هو القوة الحاصلة بالتركيب، والمفسد للعقل هو القوة المسكرة الحاصلة بالتركيب [13]. فكذا النشيد الحاضر بعد التركيب؛ فقد تغيَّرت صفاته السابقة، وانمحت آثاره السالفة.

وأخيراً: فإن فتنة الأصوات والصور المحرمة قد وَلِعَ بها كثير من أرباب التعبُّد المحدث، وإن كانت فتنة الصور أشد فتكاً، ولئن سلم فئام من المتديِّنة من شراك الصور الفاتنة، لكن أسرتهم الأصوات الملحنة؛ فإن غناء المجون وفتنة الأصوات سبيل الولوج في فتنة الصور، فالغناء رقية الزنى ..

قال ابن القيم: «أهل الأصوات طرقوا لأهل الصور الطريق، ونهجوا لهم السبيل، وطيَّبوا لهم السير، فساروا وجدّوا بهم إلى مطارح الجمال، فطاب لهم اللعب، ووصفوا لهم سمر القدود وورود الخدود وسواد العيون وبياض الثغور، ونادوا (حيَّ على الوصال)، فأجاب القوم منادي الهوى إذ نادى بهم بحيَّ على غير الفلاح، وباعوا أنفسهم بالغبن، وبذلوها في مرضاة الصور الجميلة» [14].

والمقصود أن هذا النشيد «المستنسخ» من الغناء حافل بمفاسد ظاهرة؛ كالصدِّ عن سماع القرآن، والإعراض عن التفقه في دين الله تعالى، واستثارة العواطف الرعناء، وتحريك الشهوات من مكانها، والتحايل على المحرمات، ومشابهة لحون أهل الفسق والفجور .. فهل من توبة نصوح عن ذاك الغناء؟!

ولقد أحسن القائل:

برئنا إلى الله من معشر بهم مرض من سماع الغنا

وكم قلتُ يا قوم أنتم على شفا جُرُف ما به من بِنَا

فلما استهانوا بتنبيهنا رجعنا إلى الله في بِنَا

فعشنا على سنة المصطفى وماتوا على تِنْتِنا تِنْتِنا [15].


[1] التصوف الإسلامي ص 193ـ195 بتصرف

[2] يعني: حماقات أتباعه من النحيب وضرب الصدور وإسالة الدماء ..

[3] موقع علي الخامنئي مركز العهد الثقافي بدمشق 4/ 2/2006م.

[4] أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى، 2/ 704.

[5] انظر: الاستقامة لابن تيمية 1/ 393، وإغاثة اللهفان 1/ 374، ومدارج السالكين 1/ 497.

[6] الاعتصام للشاطبي 1/ 280.

[7] انظر: العبودية لابن تيمية ص 71، والاستقامة 1/ 261.

[8] انظر: الاستقامة 1/ 306، 373. ومجموع الفتاوى 2/ 242، 10/ 76. والاعتصام 1/ 280.

[9] الاستقامة 1/ 374، وانظر: مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 2/ 313.

[10] انظر: مجموع الفتاوى 30/ 223.

[11] إعلام الموقعين: 3/ 163؛ باختصار.

[12] تلبيس إبليس، ص 249.

[13] السماع، ص 362 = باختصار. وانظر: الاستقامة: 1/ 346.

[14] انظر: الاستقامة لابن تيمية: 1/ 244.

[15] إغاثة اللهفان 1/ 346.

http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=14029

ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 06:46 م]ـ
أعتقد أن الأمر لا يدخل فيه حلال و حرام .. و لكل شخص رأيه و وجهة نظره .. فما يراه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - أنه يجب تنزيهه عن أصواتهم و من هذا القبيل، لا يعطي رأيه الصحة المطلقة، و تبقى وجهة نظر ..
و في تقديري أن الشيخ عائض القرني - حفظه الله - كان ذكيًا جدًا، إذ أنه - في تقديري - يريد أن يذيب جبل الجليد الذي يحول بين المجتمع، و يريد أن يمزج المجتمع ببعضه، بعيدًا عن الإقصاء .. و في تقديري أن الاحتواء بحد ذاته فكرة سديدة .. و لكل شخص رأيه

في حفظ الرحمن

ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 07:49 م]ـ
خل رأيك لنفسك .. فالمشايخ تكلموا عن علم أما أنت فعن ماذا؟؟!!!!

ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:45 ص]ـ
خل رأيك لنفسك .. فالمشايخ تكلموا عن علم أما أنت فعن ماذا؟؟!!!!

الكلام موجه لي؟

بارك الله في الشيخ عائض القرني .. حكيم جدًا ..

ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:38 م]ـ
أخي المسألة ليست طرح وجهات النظر وإبداء آراء بل هذه أحكام شرعية بأدلتها تكلم بها العلم ممن هم أهل للكلام ولا يتكلم كل أحد وعايض القرني في الآونة الأخيرة صدر منه العديد منالأخطاء والزلات حتى أنه في ورقات نشرت تراجع عن خمس عشرة خطأ أو يزيد منها في العقيدة و غيرها فالأولى بمتحر الصواب التزام كلام الكبار من العلماء ....
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير