[الفوائد التربوية من شرح النووي على صحيح مسلم]
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 06:03 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه فوائد تربوية استخرجت من شرح الإمام النووي على صحيح مسلم، والطريقة في عرضها هو ذكر الحديث، ثم ذكر الفائدة عقبه، هذا إن كان الحديث قصيراً، وأما إن كان طويلاً اقتصرت على موضع الشاهد الذي يدل على الفائدة المستنبطة منه، وأحياناً أثبت الإسناد إذا كانت الفائدة متعلقة به،وقد ذكرت قبل كلِ حديثٍ رقمه وفق ترقيم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وذكرت الفائدة بلفظ النووي – رحمه الله – دون تصرف إلا لحاجة كإضافة كلمة ووضعتها بين معكوفتين []، أو حذف يسير، ووضعت لكل فائدةٍ رقماً تسلسليا، وأتبعت كل فائدة رقم الجزء والصفحة في شرح النووي، والطبعة التي رجعت إليها هي طبعة دار المعرفة بتحقيق: الشيخ / خليل مأمون شيحا، واعتمدت رقم المجلد لا الجزء إذ كل مجلدٍ يحوي جزءين.
وأشكر - بعد شكري لله- الشيخ الفاضل / محمد بن صالح الراشد " المحاضر بجامعة القصيم " إذ هو صاحب هذه الفكرة فوفقه الله وسدد خطاه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه /
أبو المهند القصيمي
[email protected]
******
(5) قال عمر بن الخطاب ?: (بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع).
1 - [فيه] الزجر عن التحديث بكل ما سمع الانسان فإنه يسمع فى العادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لإخباره بما لم يكن. [1/ 34]
...
قال مسلم: حدثني عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي قال كتبت إلى شعبة أسأله عن أبي شيبة قاضي واسط فكتب إلي لا تكتب عنه شيئا ومزِّق كتابي
2 - أمره بتمزيقه مخافة من بلوغه إلى أبي شيبة ووقوفه على ذكره له بما يكره لئلا يناله منه أذى أو يترتب على ذلك مفسدة. [1/ 70]
...
(8) عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبدالرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحد من أصحاب رسول الله ? فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والأخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت أبا عبدالرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف قال فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله ? ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي ? فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله ?: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ? وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا) قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) قال فأخبرني عن الساعة قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) قال فأخبرني عن أمارتها قال: (أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان) قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)
3 - في هذا تنبيه على أدب الجماعة في مشيهم مع فاضلهم وهو أنهم يكتنفونه ويحفون به. [1/ 110]
¥