تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[روح لا إله إلا الله (الحلقة الثانية)]

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:21 م]ـ

ذو النون (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1) يونس بن متى u

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في قصّة يونس u:

هذه القصّة مذكورة هناـ يقصد سورة الأنبياء ـ وفي سورة الصافات، وفي سورة ن، وذلك أنّ يونس بن متّى u بعثه الله إلى أهل قرية نِينْوَى، وهي قرية من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله، فأبوا عليه، وتمادوا على كفرهم، فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلمّا تحقّقوا من ذلك، وعلموا أنّ النبيّ لا يَكذِب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم، وأنعامهم، ومواشيهم، وفرّقوا بين الأمّهات وأولادها، ثمّ تضرّعوا إلى الله عزّ وجلّ وجأروا إليه، ورَغَت (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2) الإبل و فِصلانُها، وخارت (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3) البقر وأولادُها، وثَغَت (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4) الغنم و سِخالُها، فرفع الله عنهم العذاب (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5) كما أخبر: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (يونس: 98)، وأمّا يونس u، فإنّه ذهب فركب مع قوم في سفينة فلجلجت بهم، وخافوا أن يغرقوا، فاقترعوا على رجل يلقونه بينهم، يتخفّفون منه، فوقعت القرعة على يونس، فأبَوا أن يُلقوه، ثمّ أعادوها فوقعت عليه أيضا فأبَوا، ثمّ أعادوها فوقعت عليه أيضا، قال تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ} (الصافات: 141)، فقام يونس u وتجرّد من ثيابه، ثمّ ألقى بنفسه في البحر، وقد أرسل الله سبحانه من البحر الأخضرـ فيما قاله ابن مسعود رضي الله عنه ـ حُوتًا يشقّ البحر حتّى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة، فأوحى الله إلى ذلك الحوت أن لا تأكل له لحما، ولا تهشم له عظما، فإنّ يونس ليس لك رزقا، إنّما بطنك له سجنا. اهـ (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)

وقد حفظ لنا الباري جلّ شأنه أخبار هذه القصّة في سورة الصافات فقال سبحانه: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَvإِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِvفَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَvفَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌvفَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَvلَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (الصافات 139: 144)، وحفظ لنا سبحانه جلّ في علاه التسبيح الذي كان من يونس uبقوله في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَvفَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (الأنبياء 77: 88).

ومعنى قوله (مغاضبا) قال النّسفي رحمه الله: أي مراغما لقومه، ومعنى مغاضبته لقومه أنّه أغضبهم بمفارقته، لخوفهم حلول العقاب عليهم عندها، روي أنّه تبرّم بقومه لطول ما ذكّرهم، فلم يتّعظوا وأقاموا على كفرهم فراغمهم، وظنّ أنّ ذلك يسوغ حيثُ لم يفعله إلاّ غضبا لله وبغضا للكفر وأهله، وكان عليه أن يصابر وينتظر الإذن من الله تعالى في المهاجرة، فابتلي ببطن الحوت. اهـ (7) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7)

وذكر الإمام الشوكاني رحمه الله عن بعض السلف في قوله (مغاضبا): ذهب مغاضبا لربّه ... قال والمعنى: مغاضبا لأجل ربّه، كما تقول غضبت لك أي من أجلك. اهـ (8) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)

و أمّا قوله تعالى {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}:

فقال ابن كثير رحمه الله: أي نضيّق عليه، كما في قوله تعالى: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله} (الطلاق: 7).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير