تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الله الله يا مسلمين في الرواية عن رسول الله]

ـ[عبدالله بن علي صغير]ــــــــ[23 - 10 - 09, 09:50 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

- إنّ دراسة السيرة النبوية الصحيحة الثابتة تعطي بناءً فكرياً متيناً لشخصية المسلم عموماً والداعي خصوصاً , وأشدِّد على كلمة الصحيحة لأنّ البعض راح يستسهل الحديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم , فتراه يتحدث عن الرسول الكريم دون تحقق أو تدبر فللأسف تنتشر في مجتمعنا الكثير من الأحاديث والقصص عن الرسول الكريم علماً أنّها واهية السند أو حتى موضوعة , واحذر نفسي وجميع المسلمين من خطورة ذلك فالله عزّ وجلّ يقول ((مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) الآية 18 من سورة ق.

فكل كلمة يقولها المرء مسجّلة عليه وسوف يحاسب عليها , والناس في حديثهم عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثة أقسام:

- القسم الأوّل: يحدث بكل ما سمع دون تفحّص ولا تدقيق ولا متابعة لمدى صحة الرواية: وهذا القسم من المسلمين يعتبر فاسق وكاذب وجاهل وخصوصاً إذا كان يعلم أن الرواية غير صحيحة أو حسنة أو غير مقبول الاحتجاج بها ,ومع ذلك يرويها نصرة لأفكاره وتعصّباً لآرائه, لأنّ الأحاديث النبوية و الآثار عن الصحابة والتابعين قد تضافرت وكثرت في النهي عن الحديث بكل ما يسمعه الإنسان ومن هذه الأحاديث والآثار:

عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» أخرجه مسلم في صحيحه.

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللّهُ تَعَالَى عَنْهُ ـ" بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ". أخرجه مسلم في صحيحه.

- عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ:" اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ, وَلاَ يَكُونُ إِمَاما أَبَدا، وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ". أخرجه مسلم في صحيحه

- وحّدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْم?نِ بْنَ مَهْدِيَ [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1) ، يَقُولُ: "لاَ يَكُونُ الرَّجُلُ إِمَامَا يُقْتَدَى بِهِ حَتّى يُمْسِكَ عَنْ بَعْضِ مَا سَمِعَ". أخرجه مسلم في صحيحه

فيجب الحذر كل الحذر عندما نروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وهنا أذكِّر نفسي وطلبة العلم بضرورة التدقيق عند قراءة الكتب الدينية وسماع الخطب والمواعظ فيجب أن لا نقبل وأن لا نروي أي حديث نبوي إلا بعد التأكد من صحته , وأشدد على نفسي وعلى طلبة العلم بضرورة الانتباه إلى هذه النقطة, والتي تعتبر من أساسيات بناء الشخصية الإسلامية , فنحن أمة عُرفت بدقَّتها وتدقيقها للروايات التاريخية عموماً والأحاديث النبوية خصوصاً.

القسم الثاني: يتعمَّد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

وهذا القسم هم فجّار وضلال وقد يكونوا كفاراً إذا لم توبوا عن ذلك , وهذا القسم أخطر على الإسلام من أي شيء آخر , هذا القسم من الدجالين لعنهم الله , هم أخطر من الملاحدة والكفار والمنافقين على دين الإسلام ..... لأنّ هذا القسم من الدجالين يأتونك باسم الإسلام ليخرِّبوا الإسلام , وقد حذرنا رسولنا الكريم منهم وتنبَّأ بظهورهم فيقول محذراً من هذه الفتنة:

: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ». أخرجه مسلم في صحيحه.

ويقول أيضاً: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لاَ يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ». أخرجه مسلم في صحيحه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير