أما الأمور التعبدية التي سئُل عنها السائل: لماذا تفعل] هذا [(6)؟ قال التقرب إلى الله!
فأقول: لا سبيل إلى التقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بما شرع الله , ولكني أريد أن أُذكر بشيء وهو – في اعتقادي – مهم جدا لتأسيس ودعم هذه القاعدة (كل بدعة ضلالة) , لا مجال لاستحسان عقلي بتاتاً.
يقول بعض السلف: ما أُحدثت بدعة إلا و أُميتت سنةٌ.
وأنا ألمس هذه الحقيقة لمس اليد بسبب تتبعي للمحدثات من الأمور , وكيف أنها تخالف ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحيان.
وأهل العلم والفضل حقاً إذا أخذ أحدهم المصحف ليقرأ فيه , لا تراهم يُقبلونه , وإنما يعملون بما فيه , وأما الناس – الذين ليس بلعواطفهم ضوابط – فيقولون: وماذا في ذلك؟! ولا يعلمون بما فيه! فنقول: ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة.
ومثل هذه البدعة بدعة أخرى: نرى الناس – حتى الفُساق منهم الذين لا زال في قلوبهم بقية إيمان- إذا سمعوا المؤذن قاموا قياماً! وإذا سألتهم: ما هذا القيام؟! يقولون: تعظيما لله عزوجل! ولا يذهبون إلى المسجد , يظلون يلعبون بالنرد والشطرنج ونحو ذلك , ولكنهم يعتقدون أنهم يعظمون ربنا بهذا القيام! من أين جاء هذا القيام؟! جاء طبعاً من حديث موضوع لا أصل له وهو (إذا سمعتم الأذان فقوموا) (7).
هذا الحديث له أصل , لكنه حُرف من بعض الضعفاء أو الكذابين , فقال (قوموا) بدل (قولوا) واختصر الحديث الصحيح (إذا سمعتم الأذان , فقولوا مثل ما يقول , ثم صلوا علي .. ) (8) الخ الحديث , فانظروا كيف أن الشيطان يُزين للإنسان بدعة] بدعته [(9) , ويقنعه في نفسه بأنه مؤمن يُعظم شعائر الله , والدليل أنه إذا أخذ المصحف يُقبله , وإذا سمع الأذان يقوم له؟!
لكن هل هو يعمل بالقران؟ لا يعمل بالقران! مثلاً قد يُصلي , لكن هل لا يأكل الحرام؟ هل لا يأكل الربا؟ هل لا يُطعم الربا؟ هل لا يُشيع بين الناس الوسائل التي يزدادون بها معصية لله؟ هل؟ هل؟ أسئلة لا نهاية لها , لذلك نحن نقف فيما شرع الله لنا من طاعات وعبادات , ولا نزيد عليها حرفاً واحداً , لأنه كما قال عليه الصلاة والسلام (ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به) (10) , وهذا الشيء الذي أنت تعمله , هل تتقرب به إلى الله؟ وإذا كان الجواب: نعم. فهات النص عن الرسول عليه الصلاة والسلام. الجواب: ليس هناك نص. إذا هذه بدعة , ولكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ولا يُشْكلن على أحد فيقول: إن هذه المسألة بهذه الدرجة من البساطة , مع ذلك فهي ضلالة وصاحبها في النار؟!
أجاب عن هذه القضية الإمام الشاطبي بقوله (كل بدعة مهما كانت صغيرة فهي ضلالة).
ولا يُنظر في هذا الحكم – على أنها ضلالة – إلى ذات البدعة , وإنما يُنظر في هذا الحكم إلى المكان الذي وضعت فيه هذه البدعة , ما هو هذا المكان؟ إن هذا المكان هو شريعةُ الإسلام التي تمتْ وكملتْ , فلا مجال لأحد للاستدراك ببدعة صغيرة أو كبيرة , من هنا تأتي ضلالةُ البدعة , لا لمجرد إحداثه إياها , وإنما لأنه يعطي معنى للاستدراك على ربنا تبارك وتعالى وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم.
منقول: من كتاب كيف يجيب علينا أن نفسر القرآن
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:46 م]ـ
قول الشيخ الألباني - رحمه الله وغفر له - في مسألة تقبيل القران ضعيف، ولا يأتي الان من ينافح وكأننا انتقصنا من قدر الشيخ، ولكن كلام كبار أهل العلم من السف والخلف أولى وأقوى، وليس الشيخ بمعصوم وهو قال بما رأى فهو مأجور بإذن الله.
وينظر الرابط التالي في المسألة وفيه الردود أو التعقيبات على ما قاله الشيخ، ولا تلقي بالاً لمن تعصب للشيخ، فالمسألة في حكم فقهي لا شخصية كما يأخذها البعض:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22263
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:49 م]ـ
أحسنت أخي أيمن. وبهذا يقول الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمة الله عليه ـ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:48 م]ـ
الإخوة والمشايخ الفضلاء الكرماء ...
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وزادكم علما على علما
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[26 - 10 - 09, 11:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
¥