تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نختلف ولانفترق]

ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:44 م]ـ

أيها الأخوة إن هناك فرق بين الإختلاف والإفتراق وكلاهما ذكرا في الكتاب العزيز

(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119))

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103))

فالإفتراق مذموم وقد أخبر نبينا عن وقوعه عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

: (إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة. وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة. كلها في النار إلا واحدة. وهي الجماعة)

في الزوائد إسناده صحيح. رجاله ثقات.

قال الشيخ الألباني: صحيح

فالأختلاف دون فُرقة غير مذموم: فهنا وصفان: الاختلاف، والافتراق، وهما خلافان لا يلزم وجود أحدهما حصول الآخر، فالافتراق وصف مذموم في الشرع، ولهذا نهى الله عنه نهياً مطلقاً فقال: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " [آل عمران: 103]. وقال: "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" [الشورى:13]. أما الاختلاف فقد يكون رحمة، وأهله معذورون. قال ابن تيمية: (والنزاع في الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض إلى شر عظيم من خفاء الحكم، ولهذا صنف رجل كتاباً سماه: كتاب الاختلاف، فقال أحمد: سمه كتاب السعة، وإن الحق في نفس الأمر واحد، وقد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه لما في ظهوره من الشدة عليه) (24). وقد حصل الاختلاف في الاجتهاد الفقهي والتنزيل الواقعي للأحكام بين سلف هذه الأمة الذين هم أفضل قرونها – من الصحابة و التابعين – ولم يلزم منه افتراقهم، بل كانوا أهل مودة وتناصح، كما لم يكن سبباً للذم أو مدعاةً للتأثم ما دام هذا الخلاف في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد وإبداء الرأي. قال ابن القيم: (وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه؛ لتفاوت إرادتهم وأفها مهم وقدرات إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه، وإلا إذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب، وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله، لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية. ولكن إذا كان الأصل واحداً والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة، لم يكد يقع اختلاف، وإن وقع كان اختلافاً لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة؛ فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والقصد واحد، وهو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والطريق واحد وهو النظر في أدلة القرآن والسنة وتقديمها على كل قول ورأي وقياس وذوق وسياسة) (25).

لذلك ينبغي ألا تضيق صدورنا بما نسمعه من خلافات فقهيه على الساحة ولعلنا نوضح ذلك

أولا الخلاف في أصول الدين والعقيده:-

أ- فمن خرج عن موارد إتفاق السلف قيل خرج من السنة إلى القبله وقد تكون البدعة كفرية وقد لاتكون

ب-من خرج عن موارد إتفاق أهل القبلة فقد خرج من الكفر إلى الإسلام

2 - الخلاف في فروع الدين:-

وهو على أقسام:

أ- إختلاف تنوع:- كالختلاف أهل العلم في صيغ بعض الأدعية وصفة الأذان والتسليم وغيرها

ب-إختلاف التضاد:- وهذا النوع وقع فيه خلط وتحصل فيه ضجة وإنكار وتهجم وقدح لأهل العلم وهو على نوعين

النوع الأول:-الخلاف الغير السائغ:- كمخالفة إجماع العلماء وكذلك الخلاف في أحكام هي من الأمور المعلومه من الدين بالضرورة ومخالفة صريح الكتاب والسنه قال الناظم

وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر

الثاني:-الخلاف السائغ:- فهناك جملة من المسائل يسوغ الخلاف فيها لعدم وجود دليل من الكتاب والسنه أوللإختلاف في أوجه الدلالات وإختلافهم في جملة من مسائل الأصول أو الإختلاف في صحة الحديث

قال شيخ الأسلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير