تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحذير من بعض الرسائل الدينية المشبوهة]

ـ[أمل العلمي]ــــــــ[27 - 10 - 09, 03:16 م]ـ

[تحذير من بعض الرسائل الدينية المشبوهة]

إخواني أخواتي في الله ... نتوصل من الفينة إلى أخرى ببعض الرسائل ذات الصبغة الدينية التي تطلب منا القيام ببعض الأدعية والأذكار وتوزيع الرسائل على معارفنا وذوي صلة بنا عبر البريد الالكتروني أو بطباعة عدد من صفحات تلك الرسائل وتوزيعها على عدد من الناس ... وتتوعد تلك الرسائل من يخل بهذا الواجب بسوء الخاتمة أو بقارعة تحل به وبأهله ويضربون أمثالا على تلك الافتراءات والترهات التي لا تستند على منطق ولا على دليل شرعي ... بل هي على عكس منطق الإسلامي السليم المرتكز على الدليل والبرهان ... وعلى إعمال الفكر ... والموضوع هذا يستحق المناقشة والتنبيه ... وتنطلي الحيلة على جل الناس ... وتلك الافتراءات مدسوسة لتخلي الأمة عن قضاياها الكبرى ... وترتكن إلى الدعة والاهتمام بالآخرة في معزل عن حياة الناس وقضاياهم ... وقضية المسلمين الكبرى ألا وهي بيت المقدس وتحرير فلسطين كل فلسطين ... وطرد المستعمر من أراضي المسلمين ... والجهاد فرض؛ والعبادات التطوعية تصنف ضمن النوافل ... فلا تغرنكم تلك الرسائل ... ولا ينبغي أن توهمكم بالوعيد ... فلن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا ...

منذ يوم توصلت من زميل طبيب بملف Noomaa.pps به شرائح للعرض وقمت كما فعل زميلي بنشر الملف على بريدكم ... وهذا خطأ أستدركه بهذا التنبيه ... وكان عذري ما احتواه الملف من بعض الأمور التي تحث المسلمين بالرجوع إلى الدين وإصلاح أحوالهم الفاسدة وذلك بسبب زيغهم عن تعاليم الإسلام ... والملف المعنون "يوم القيامة قريب والدليل" ... يذكر تلك الرؤيا لرجل يحمل مفاتيح حرم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حسب زعم المرسل ... ومهما يكن من أمر هذا الملف (هل هو عسل أم سم في عسل؟) تستوقفني بعض الملاحظات والتساؤلات المنطقية: ولن أكثر عليكم من: من، وما، وكيف، وأين، ومتى ... وما شابه ... حتى أبرهن على الافتراء الواضح في الرسالة تلك ... أقتصر على متى؟ ... وأسأل المرسل متى كتب الحوادث المذكورة ... من توسعة الأرزاق لبعضهم والمصير المشئوم لآخرين ... هل وقعت تلك الحوادث قبل الإرسال، أو بعد الإرسال، أو أثناء الكتابة ... وهي الاحتمالات البديهية الثلاث التي نفترضها ونناقشها بفكر منطقي:

- أما الحالة الأولى: تصديق أو تكذيب محتوى الرسالة قبل إبلاغها (قبل إعلام الناس بها) فهي مستحيلة وغير منطقية. إذا يستحيل وقوع أحداث قبل أن نعرف خبر الرسالة الموجهة إلى المصدقين والمكذبين على السواء. فسلم الكل من وعيد الرسالة ... والحمد لله ...

- وأما الحالة الثانية: تصديق أو تكذيب محتوى الرسالة بعد إبلاغها، فهي مستحيلة كذلك ... لأن خبر التصديق والتكذيب واقع في أخبار الرسالة ... فكيف يتأتى لكاتب الرسالة أن يعرف خبر المصدقين والمكذبين وما أصابهم من خير وشر ... وقد أرسل رسالته ... المفروض أنها كانت قبل وقوع الحوادث الناجمة عن التصديق والتكذيب. ولا يعقل أن تتحدث الرسالة عن تلك الأحداث ... فتسبق الخبر وتعطي النتائج وتحذر منها ... إلا أن تكون من نسج الخيال ... ومن افتراء قلم خبيث ...

- ويبقى الاحتمال الثالث: وهو افتراء الأحداث أثناء كتابة الرسالة وهو الاحتمال الوحيد من الوجهة المنطقية (فهو إذا باطل) ... وهذا من دأب من يريد إشغالنا عن قضايا الأمة بالاهتمام بالساعة واقترابها وأن نتقوقع في ركن نعبد الله بالإكثار من الأذكار ... ولا نهتم بقضايا الأمة المصيرية ونترك المستعمر والصهاينة يفعلون فينا الأفاعيل ... ولا ندبر لأنفسنا أمرا؛ لأن أهل التدبير هلكا ... على حد زعم أنصار هذا الفكر الفاسد المتغلغل عند بعض الجماعات ... وأن نلغي من قاموسينا وثقافتنا فريضة الجهاد ...

ويمكننا أن نسوق حججا أخرى للاستدلال على بطلان الرسالة: فالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يطلب من الصحابة رضوان الله عليهم إبلاغ الحديث أو الآية عنه ... لم يتوعد أحداً ... إن لم يبلغ ... بل كان يشجع ويبشر بالأجر لمن صدق في التبليغ ... ويحذر من عدم الصدق في التبليغ والافتراء عليه كذبا ... ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ... فكيف يطلب من الشخص أن يصور صفحات ويوزع منها عددا كبيرا ... (وقد يكون ممن لا يتوفر على مستلزمات القوت اليومي)؛ ولا يعلم أكان ما ينشره صحيحا أو خطأ ... فيقع في المحظور بنشر أحاديث موضوعة على سبيل المثال ... أو الكذب متعمدا أو غير متعمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخوكم الدكتور أمل العلمي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير