[دعوى المضللين بأن نبينا سب أصحابه .. حجة عليهم لا لهم]
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:24 ص]ـ
[دعوى المضللين بأن نبينا سب أصحابه .. حجة عليهم لا لهم]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وتبعه واستن بهداه إلى يوم الدين , ثم أما بعد ..
خرج علينا من يشكك في خلق الحبيب محتجا بأحاديث صحيحة عنه صلى الله عليه وسلم
يدعي من أراد التشكيك في الإسلام أنها إساءة!!
بيد أن من أمعن فيها ونظر وتفكر فسيعلم أن هذا من كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم
ورحمته بأمته عليه الصلاة والسلام
ومما يتغنى به هؤلاء: -
1 - قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: " كف عليك هذا فقال معاذ: يا نبي الله وإنا لموآخذون بما نتكلم به فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "
2 - وحديث: " تُنكح المرأة لمالها وحسبها، عليك بذات الدِّين تَرِبَت يَداك "
وذا بيانه من وجهين: -
الأول: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
" يا أم سليم! أما تعلمين أن شرطي على ربي؟ أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، و أغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها له طهورا و زكاة و قربة يقربه بها منه يوم القيامة "
فالنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا على شخص فهو له رحمة ودعوة بالخير فهز عليه الصلاة والسلام بشر
والبشر يرضى ويغضب وهذا معلوم
لذلك إذا زجر النبي صلى الله عليله وسلم أو دعا على أحد
فإنه قد سأل الله أن يكون هذا له خيرا وقربة يوم القيامة إلى الله
وما أعظمها من دعوة ويالها من قربة ..
فإنما يكون الدعاء آنذاك من باب الزجر والتنبيه
كما هو مشهور عند العرب قديما وحديثا
وهذا هو الوجه الثاني:
*فقد كان العرب يقولون لا أبا لك
فذه ظاهرها أن الشخص يدعو عليك بفقد الأب
لكن معناها غير ذلك وهي مشهورة عند العرب
وأمثلتها كثيرة في الأشعار مثل: قُمْ لا أَبا لَكَ سارَ النَّاسُ فاحْتَزِمِ
ومن المجاز: لا أبا لك، ولا أبا لغيرك، ولا أبا لشانئك، يقولونه في الحث
*وكلمة تربت يداك:
قال أبو عبيد: هذه كلمة جارية على لسان العرب يقولونها ولا يُريدن وقوع الأمر.
وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض أَصحابه ثَكِلَتْك أُمُّك أَي فَقَدتْك , الثُّكْل فقد الوَلد كأَنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أَو قوله , والموت يعمُّ كل أَحد فإِذاً هذا الدعاء عليه كَلَا دعاء , أَو أَراد إِذا كنت هكذا فالموت خير لك لئلاَّ تزداد سوءاً , قال ويجوز أَن يكون من الأَلفاظ التي تجري على أَلسنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم تَرِبَتْ يَداك وقاتَلك الله
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:28 ص]ـ
جزاكم ُ الله خيرا ً ووفقكم ..
حبذا لو تطرّقتم إلى حديث ابن عباس (لا أشبع الله بطنك) .. والرد ّعليه ..
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[29 - 10 - 09, 10:10 ص]ـ
وإياكم جزى الرحمن
كل الألفاظ التي ظاهرها سب فهي تدخل في الحديث السابق
من شرح النووي على مسلم:
فَإِنْ قِيلَ: كَيْف يَدْعُو عَلَى مَنْ لَيْسَ هُوَ بِأَهْلِ الدُّعَاء عَلَيْهِ أَوْ يَسُبّهُ أَوْ يَلْعَنهُ وَنَحْو ذَلِكَ؟ فَالْجَوَاب مَا أَجَابَ بِهِ الْعُلَمَاء، وَمُخْتَصَره وَجْهَانِ: أَحَدهمَا أَنَّ الْمُرَاد لَيْسَ بِأَهْلٍ لِذَلِكَ عِنْد اللَّه تَعَالَى، وَفِي بَاطِن الْأَمْر، وَلَكِنَّهُ فِي الظَّاهِر مُسْتَوْجِب لَهُ، فَيَظْهَر لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتِحْقَاقه لِذَلِكَ بِأَمَارَةٍ شَرْعِيَّة، وَيَكُون فِي بَاطِن الْأَمْر لَيْسَ أَهْلًا لِذَلِكَ، وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَأْمُور بِالْحُكْمِ بِالظَّاهِرِ، وَاَللَّه يَتَوَلَّى السَّرَائِر. وَالثَّانِي أَنَّ مَا وَقَعَ مِنْ سَبّه وَدُعَائِهِ وَنَحْوه لَيْسَ بِمَقْصُودٍ، بَلْ هُوَ مِمَّا جَرَتْ بِهِ عَادَة الْعَرَب فِي وَصْل كَلَامهَا بِلَا نِيَّة، كَقَوْلِهِ: تَرِبَتْ يَمِينك، عَقْرَى حَلْقَى وَفِي هَذَا الْحَدِيث (لَا كَبِرَتْ سِنّك) وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة (لَا أَشْبَعَ اللَّه بَطْنك) وَنَحْو ذَلِكَ لَا يَقْصِدُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَقِيقَة الدُّعَاء، فَخَافَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَادِف شَيْء مِنْ ذَلِكَ إِجَابَة، فَسَأَلَ رَبّه سُبْحَانه وَتَعَالَى وَرَغِبَ إِلَيْهِ فِي أَنْ يَجْعَل ذَلِكَ رَحْمَة وَكَفَّارَة، وَقُرْبَة وَطَهُورًا وَأَجْرًا، وَإِنَّمَا كَانَ يَقَع هَذَا مِنْهُ فِي النَّادِر وَالشَّاذّ مِنْ الْأَزْمَان، وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا لَعَّانًا وَلَا مُنْتَقِمًا لِنَفْسِهِ، وَقَدْ سَبَقَ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُمْ قَالُوا: اُدْعُ عَلَى دَوْس، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوْسًا " وَقَالَ: " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " وَاَللَّه أَعْلَم. اهـ
بمعنى أن هذا الكلام يجري على اللسان ولا يقصد به الدعاء
رغم ذلك خاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب يوما
فدعا الله أنه إذا جرى على لسانه مثل ذلك أن لا يستجيب الله
وذاك من حرصه عليه الصلاة والسلام على أمته ودليل على كرم خلقه