تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل تولت الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها أمر السوق في عهد عمر رضي الله عنه؟]

ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[04 - 11 - 09, 08:57 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البعض من الباحثين ينتصر لمذهبه بالأحاديث الضعيفة أو القصص الواهية ومنها هذه القصة التي تستخدم دوماً في الاستشهاد بدور المرأة في الإسلام، وهنا أنقل كلام للأخ سيف حفظه الله فيما يخص هذه القصة

السلام عليكم

الشفاء بنت عبد الله.أتحدى من يأتينا بسند متصل ولو ضعيف لتوليتها السوق وكل ما ذكر عنها فيه اضطراب ولو وجد لهذه القصة سند لأفحم به ابن حزم خصومه ولكنه ذكره بأضعف صيغة وهي التمريض وقال وروي عن عمر.فتأمل.

وأعجب ممن ينتسب لأهل الحديث من معاصرينا ممن يجادل في رواية ابن المسيب عن عمر ويردها ويريد ان يخرق اجماع عملي من الأمة برواية (لا شئ) عن عمر. لا حول ولا قوة الا بالله.

فما مثل عمر من يجعل امرأة تختلط بالرجال وتباشر التجار والوافدين الى السوق وهو المعروف بحزمه على النساء وامره اليهن بأن يلتزمن حافات الطرق. وما مثل عمر من يعدم كبار رجال الصحابة والتابعين فى عصره لكى يولى أحدهم قضاء السوق.

ولما بحثت فى مصادر هذا القول وجدته كله كلاما سردا بدون أى اسناد فى ترجمة الشفاء سواء عند ابن عبد البر أو ابن سعد او الحافظ المزى أو الحافظ ابن حجر او ابو نعيم الأصبهانى. ووجدت القاضى أبو بكر العربى رحمه الله يقول فى أحكام القرآن عند معرض تعليقه على آية (أنى وجدت امرأة تملكهم و أوتيت من كل شئ) النمل. فقد ناقش تولى المرأة القضاء ورد على ما نسب الى ابن جرير بأطلاق القضاء لها بأنه كذب على الطبرى ولم يصح وقال وروى ان عمر ولى امرأة السوق ثم قال (ولم يصح فلا تلتفتوا اليه.انما هو من دسائس المبتدعة فى الحديث) ونقله عنه القرطبى فى تفسيره فى نفس الأية.

أما أهل التراجم من ذكرتهم آنفا جلي جدا لمن طالع ما كتبوه عن الشفاء أنها أقاويل تقال بدون أى سند.

فمثلا ابن سعد يقول عن الشفاء فى الجزء المتمم للطبقات (ويقال ان عمر ولاها أمر السوق ولكن ولدها ينكرون ذلك ويغضبون منه)

وقال فى موضع آخر (وربما ولاها شئ من أمر السوق)

وخالف ابن عبد البر فقد قال ان من تولى السوق هو ابنها سليمان بن أبى حثمة وان عمر جمع الناس عليه فى قيام رمضان (وجدت رواية رمضان هذه وهى صحيحة) ونقله عنه ابن حجر فى ترجمة سليمان. وقال ابن عبد البر في موضع آخر (وربما ولاها شئ من أمر السوق)

وبما قاله ابن عبد البر قال الزرقانى فى شرحه .. التراجم تقول (يقال ,ربما ,ولكن ولدها ينكرون ويغضبون, سليمان هو الذى تولى السوق)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير