تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم ذكر الشيخ عن الحنفية أنهم قالوا هذا نص على أن التختم بالحجر والحديد والصفر حرام للحديث المأثور أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على رجل خاتم صفر فقال:"مالي أجد منك ريح الأصنام"؟. ورأى على رجل خاتم من حديد فقال: "مالي أرى عليك حلية أهل النار"؟.

قال الشيخ: ومثل هذا كثير في مذهب أبي حنيفة وأصحابه انتهى.

والقول في ساعة الحديد والصفر والنحاس كالقول في الخاتم منها سواء. وهذا إنما هو في حق النساء فهي مكروهة في حقهن كراهة تحريم على الأظهر لما في الصفر والنحاس من ريح الأصنام ولما في التحلي بالحديد من التشبه بأهل النار، والمسلم منهي عن التشبه بأعداء الله تعالى.

وقد ورد النهي عن التشبه بأهل النار كما في سنن ابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه قال مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مضطجع على بطني فركضني برجله وقال: "يا جنيدب إنما هي ضجعة أهل النار" وفي سننه أيضا عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله قال:"قم أو اقعد فإنها نومة جهنمية".

وستفاد أيضا المنع من التشبه بأهل النار من قوله - صلى الله عليه وسلم - للرجل: "مالي أرى عليك حلية أهل النار"؟

ومن قوله أيضا في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "هذا شر هذا حلية أهل النار" فظاهر هذين الحديثين إنكار التختم بالحديد من أجل أنه حلية أهل النار ولا يجوز للمسلم أن يتشبه بهم والله أعلم.

وأما الرجال فلا يجوز لهم لبس الساعات بالكلية لما في ذلك من التشبه بالنساء وقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال رواه الإمام أحمد وأبو داود الطيالسي والبخاري وأهل السنن إلا النسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وروى الإمام أحمد أيضا وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي في تلخيصه وصححه أيضا النووي وغيره.

وروى الإمام أحمد أيضا والطبراني وأبو نعيم في "الحلية" عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال" قال الهيثمي: رجال الطبراني كلهم ثقات. قلت: وكذا رجال أبي نعيم وأما إسناد أحمد ففيه رجل مبهم وبقية رجاله ثقات. وإذا كانت الساعة من حديد ونحوه فللمنع منها في حق الرجال علتان التشبه بالنساء والتشبه بأهل النار وهذا مما يزيد المنع تأكيدًا والله أعلم.

وقد رأينا المتحلين بالساعات من الرجال يضعونها في اليسار تقليدا للإفرنج وذلك أن أعداء الله تعالى يعظمون اليسار كما يعظم المسلمون اليمين فهم يأكلون باليسار ويشربون باليسار وكتابتهم وكتبهم منكوسة من جهة اليسار ولبسهم للساعات في اليسار وهم أول من لبسها وتحلى بها. وقد قلدهم كثير من جهال المسلمين في تعظيم اليسار بالأكل والشرب بها والتحلي فيها بالساعات وغير ذلك مما تبعوهم فيه وهؤلاء قد جمعوا بين التشبه بالنساء والتشبه بالأحياء من الكفار وبالأموات منهم وهم أهل النار فالله المستعان.

وقد تقدم في أول الكتاب قول شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية

رحمه الله تعالى: إن الشريعة إذا نهت عن مشابهة الأعاجم دخل في ذلك ما عليه الأعاجم الكفار قديما وحديثا ودخل في ذلك ما عليه الأعاجم المسلمون مما لم يكن عليه السابقون الأولون.

قلت ولبس الساعات في الأيدي هو مما أحدثه الأعاجم الكفار من الإفرنج وأشباههم من أعداء الله تعالى فلا يجوز للمسلم أن يتشبه بهم في لبس هذه الحلية لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من تشبه بقوم فهو منهم" وللحديث الآخر: "ليس منا من تشبه بغيرنا" وقد تقدم ذكر هذين الحديثين في أول الكتاب وفي أثنائه مرارًا والله الموفق.

الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين للشيخ حمود التويجري

ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 04:45 م]ـ

.......

ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[07 - 11 - 09, 04:58 م]ـ

كل شيء حلال ما لم يأتي فيه نص يحرمه لأن الله سبحانه وتعالى فصل ما حرم ولم يفصل ما أحل والله أعلم.

كما ان الساعة ليست ذهبا

والله اعلم

ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[07 - 11 - 09, 05:02 م]ـ

يعني المشكل يدور حول ما اذا كان لبس الساعة يدخل في:

التشبه بالكفار

ـ[محمد ين منير اليعقوبي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 10:56 م]ـ

للرفع

ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 12:06 ص]ـ

جزاك الله خير يا أبا حمزة و رحم الله الشيخ فلم تكتحل عيناي برؤيته لكنه شيخ مشايخنا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير