وَقَدْ كَانَ مِنَ المُحَدِّثِينَ الَّذِيْنَ لَهُمْ دَوْرٌ فِي نَشْرِ عِلْمِ الحَدِيْثِ بَعْدَ
الشَّيْخِ أَحْمَدَ شَاكِرٍ وَالشَّيْخِ نَجِيْب المُطِيْعِيّ رَحِمَهُمَا اللهُ ....
وَاخْتَصَّ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ عَمْرو بْن عَبْدِ اللَّطِيْفِ بِالشَّيْخِ المُطِيْعِيِّ حَتَّى أَجَازَهُ
بِصَحِيْحِ البُخَارِيِّ وَبِتَكْمِلَةِ المَجْمُوعِ لِلنَّوَوِيِّ ... , وَقَدْ عَكَفَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ عَمْرو بْن عَبْدِ اللَّطِيْفِ عَلَى دِرَاسَةِ كُتُبِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ وَكَانَ بِهِ مُغْرَمًا، مُحِبًّا مُعَظِّمًا، وَهَكَذَا كُلُّ طَلَبَةِ عِلْمِ الحَدِيْثِ فِي هَذَا العَصْرِ، مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ عَالَةٌ عَلَى الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ-رَحِمَهُ اللهُ- فِي فَهْمِ العِلْمِ وَحُبِّهِ وَالتَّعَمُّقِ فِيْهِ .. وَلَا أُعَدُّ مُغَالِيًا إِنْ قُلْتُ إِنَّهُ لَولَا مُؤَلَّفَاتُ
الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ وَمَا قَدَّرَهُ اللهُ تَعَالَى لِعَمَلِهِ مِنَ الانْتِشَارِ مَا كَانَ
لِعِلْمِ الحَدِيْثِ أَنْ تَقُومَ لَهُ قَائِمَةٌ فِي هَذَا العَصْرِ الحَدِيْثِ ...
فَجَزَى اللهُ الشَّيْخَ الأَلْبَانِيَ خَيرَ الجَزَاءِ ... وَرَحِمَ اللهُ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ عَمْرو بْن عَبْدِ اللَّطِيْفِ
,وَدَرَّسَ الشَّيْخُ كَثِيرًا مِنَ الكُتُبِ، سَوَاءٌ فِي المُصْطَلَحِ، مِثْلُ نُزْهَةِ
النَّظَرِ، وَعِلَلِ التِّرْمِذِيِّ وَغَيرِهِمَا أَوْ فِي غَيرِهِ
وَكَانَ فِي دُرُوسِهِ يُحَقِّقُ وَيَشْرَحُ وَيَتَوَسَّعُ حَتَّى تَخَرَّجَ عَلَى يَدَيْهِ
الكَثِيرُ مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ إِلَّا أَنَّهُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ آثَرَ التَّفَرُّدَ وَالبُعْدَ عَنِ الظُّهُورِ, وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ -قَلِيْلَ التَّصْنِيْفِ, وَيَنْدَمُ عَلَى كُتُبِهِ الَّتِي خَرَّجَهَا وَرَعًا مِنْهُ وَدِيَانَةً لِمَا يَظْهَرُ لَهُ مِنْ نَقْصٍ أَوْ مَزِيْدِ كَمَالٍ.
وَقَدِ ابْتُلِيَ الشَّيْخُ بِالفَقْرِ وَالعَوزِ وَالضِّيْقِ وَلَا يَسْأَلُ أَحَدًا بَلْ كَانَ يَعْمَلُ مُحَقِّقًا فِي دَارِ التَّأْصِيْلِ ذِهَابًا وَإِيابًا عَلَى دَرَّاجَةٍ لَهُ مَعَ شِدَّةِ مَرَضِهِ الَّذِي أَلَمَّ بِهِ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، وَكَثِيرًا مَا كَانَتْ دُرُوسُهُ تُمْنَعُ لِأَسْبَابٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ.
وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ فِي مِصْرَ إِلَّا وَهُوَ يُقَدِّمُ
الشَيْخَ مُحَمَّدُ عَمْرو بْن عَبْدِ اللَّطِيْفِ وَخَاصَّةً فِي الحِفْظِ وَالاسْتِحْضَارِ.
وَالشَّيْخُ كَانَ شَدِيْدَ التَّوَاضُعِ، خَفِيْضَ الجَنَاحِ لِإِخْوَانِهِ، وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ
كَانَ شَدِيْدَ الصَّرَاحَةِ قَوِيًّا فِي اتِّبَاعِ السُّنَّةِ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَومَةُ
لَائِمٍ، وَكَمْ جَنَتْ صَرَاحَتُهُ عَلَيْهِ مَعَ إِخْوَانِهِ، فَكَانَ يَظُنُّ البَعْضُ بِهِ
الشِّدَّةَ فِي حِينِ أَنَّ الشَّيْخَ لَا يُبْغِضُ أَحَدًا، فَإِنَّهُ إِذَا نَبَّهَ أَحَدًا
عَلَى سُنَّةٍ وَزَجَرَهُ، فَهَذَا مَعَ كَمَالِ حُبِّهِ لِلإِخْوَةِ وَشِدَّةِ تَوَاضُعِهِ
لَهُمْ ...
وَكَانَ إِذَا رَأَى أَحَدَ الشَّبَابِ المُلْتَزِمَ يَبْتَسِمُ وَيُسَرُّ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ
كَأَنَّهُ عَالِمٌ مِنَ العُلَمَاءِ ...
وَكَانَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الحُوَيْنِيُّ يُكْثِرُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ, وَيَقُولُ: كُنْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُرَوِّحَ عَنْ قَلْبِي أَذْهَبُ إِلَى الشَيْخِ مُحَمَّدِ عَمْرو بْن عَبْدِ اللَّطِيْفِ فَأَعُودُ بِخَيرٍ كَثِيرٍ, وَقَدْ أَثْنَى الشَّيْخُ مُقْبِلٌ- رَحِمَهُ اللهُ -عَلَى عِلْمِهِ, وَشَهِدَ لَهُ بِالفَضْلِ وَالمَكَانَةِ, فَرَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ, وَغَفَرَ لَهُ, وَأَسْكَنَهُ فَسِيْحَ جَنَّاتِهِ- اللَّهُمَّ آمِينَ
http://www.salahmera.com/
ـ[عبد الله آل صالح]ــــــــ[23 - 01 - 08, 01:04 م]ـ
رحم الله الشيخ محمد عمرو رحمة واسعة.
وإنا على فراقه لمحزونون.
لم أتشرف بلقاء الشيخ الفقيد، ولكنني أعرفه من خلال كتبه وجهوده في نشر السنة وتصفيتها.
وإن العين لتدمع، والقلب يحزن عند سماع نبأ نفقد فيه أحد أعيان المشتغلين بالسنة والدعاة لها.
وإنني إذ أعزي أسرة الفقيد، أعزي كذلك أصحابه وطلابه من مشايخ الحديث في بلاد مصر خاصة، وفي غيرها عامة، ونسأل الله أن يخلف على الأمة من أمثاله الكثير الطيب.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[كاتب]ــــــــ[24 - 01 - 08, 12:43 م]ـ
اللهم ارحم الشيخ واجزه بخير الجزاء عما قدم .. وأسكنه الرفيق الاعلى من الجنة
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[24 - 01 - 08, 02:11 م]ـ
من شب على شيئ شاب عليه
ومن شاب على شيئ مات عليه
مات الشيخ وهو يخرج أحد الأحاديث
فاللهم بلغه مايريد
فإنه لم يرد غير رضاك يارب وغفرانك
وألحقنا به يارب
¥