إن تحويل النساء المسلمات عن أخلاقهن الدينية أن يقع بتأثير روح الأخلاق أجنبية غايتها تحويل المسلمات عن دينهن و جميل أخلاقهن إلى إتباع الأوروبيات و تقليدهن في عاداتهن» و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى «فتقليد المسلمين لغير المسلمين في مثل هذا الاختلاط هو مدعاة إلى فتنة في الأرض و فساد كبير، و لن يخفى ضرره على من له مسكة من عقل و دين، و لكن الهوى يعمي و يعم.
و حتى النصارى على كفرهم أصبحوا و هم يعانون الشقاء و يشكون منه الويلات على أثر الويلات، من جراء إفساده لأخلاق البنين و البنات و سائر البيوت و العائلات، فهم يتمنون الخروج منه و أن تكون حالتهم في صيانة عائلتهم كحالة المسلمين.
و أن العرب المسلمين في تقليدهم لغيرهم فيه شبه الطفل الصغير مع الرجل الأحمق الفاجر، يحسب الطفل أن كل ما يفعله هذا الأحمق أنه مفيد له، فإذا رآه يشرب الدخان شربه، أو رآه يشرب الخمر، شربه، و هكذا الأمة الجاهلة بمصالحها و الضعيفة في دينها و مداركها، تحسب أن كل ما يفعله النصارى أنه مفيد لها فتقلدها على غير بصيرة من أمرها، لاعتقادها أنه محض التمدن و التجدد و جهلت بأن رؤساء الأمم أصبحوا و هم قلقون من هذا الاختلاط و ما ينجم عنه من فنون المضار و فساد الأخلاق إلى حالة أن بعض رؤسائهم امتنع عن الزواج، لما يشاهده من سوء الطباع و فساد الأوضاع، و يقول: كيف أتزوج امرأة يأخذ بيدها خدنها من الشباب إلى الصحراء و المغارات فتبقى عنده اليومين و الثلاثة و لا أقدر على إنقاذها منه و لأصده عنها.
و قال آخر: إني أغبط المسلمين على أشياء أهمها عندي صونهم لنسائهم.
إن كل ما قلنا فإنه يعد من البراهين التي لا مجال للجدل في صحتها لو كان للمسلمين رؤساء عقلاء يأخذون بأيدي سفهائهم عن إقرار مثل هذا فيأطرون على الحق إطرا، أي يلزمونهم به إلزاما، فيدبرون أمر بلدهم بحسن رأيهم و رعايتهم، و يتعاونون على جلب ما ينفعهم و دفع ما يضرهم و لكنهم و للأسف أصبحوا فوضى لا سراة لهم.
تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحوا ... فإن تولوا فبالأشرار تنقاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا
يتبع .....
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 02:31 م]ـ
و قد قال الحكماء: صنفان من الناس إذا صلحا صلح سائر الناس، و إذا فسدا، فسد سائر الناس: العلماء و الأمراء.
يا معشر المسلمين العرب، إني نذير لكم من شر قد اقترب، إنكم على ملة إسلامية ليست يهودية و لا نصرانية، دينها المحافظة على الفرائض الفضائل و اجتناب منكرات الأخلاق و الرذائل، و قد بعث نبيكم ليتم لكم مكارم الأخلاق.
و أن هذا الاختلاط يعد من مساوئ الأخلاق، و ليس من خلق أهل الإسلام في شيء، بل و لا من خلق العرب في جاهليتهم، فإن العرب على شركهم يتهالكون في حفظ أحسابهم و أنسابهم و صيانة نسائهم، فهم أباة العار وحماة الحرم، حتى أن الزنا يعد قليلا عندهم كما قالت هند: أو تزني الحرة يا رسول الله، استعادا لوقوع الزنا من الحرائر، و إنما يعرف من أخلاق الإماء،» و الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض «، فمتى زالت قوامية الرجل ورقابته على موليته و أمنت غيرته ساءت طباعها و فسدت أوضاعها ووقعت فيما يكره فعله.
إن مبدأ بدعة الاختلاط إنما نشأت من النصارى الأوروبيين، و كان في شريعتهم تحريم الزنا و دواعيه، لكنهم من أجل غلوهم في نسائهم اخترعوا بدعة الاختلاط بين الشباب الشابات، تمشيا مع شهوة نسائهم ليزيلوا بها الحياء و الحشمة و النفرة بين الجنسين، ثم استرسلوا معهن في توسيع النطاق في الانطلاق في مساوئ الأخلاق، فأعطوا المرأة كمال حريتها تتصرف في نفسها كيف شاءت ليس لزوجها و لا لأبيها عليها من سلطان، فلها أن تعاشر من شاءت من الأخدان و على أثر هذا جرى القانون في عرفهم بإباحة الزنا و اللواط، و صار كالشيء العادي التي لا تعاب به المرأة إلى حالة أنهم صاروا يمدحون المرأة المجربة، أي التي تأتي بولد أو ولدين من غير زوج، فهذه هي كمال الحرية التي ينوه بمدحها النصارى، و هي تفرق شمل أهل البيت و تلطخهم بالتهمة لمخالفتها لشرف الصيانة الإسلامية الجامعة بين الكمال و الجمال.
¥