تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و مثله إطلاق السراح لكتاب الجرائد المجلات الماجنة الخليعة، الذين يقودون الأمة إلى مهاوي الجهالة، و يبثون بينهم عوامل الفساد السفاهة، فهم كما قال تعالى:» لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تخفي صدورهم أكبر «فهم في لحن قولهم يحبون انتشار الفوضى اللادينية و الأخلاق البهيمية، لكون أحدهم يفضل الإباحة المطلقة على كل ما يقيد الشهوة من عقل و أدب و دين. فجناية التحرير الذي يتطلع عليها الصغير و الكبير يترتب عليها فتنة في الأرض و فساد كبير، لكون العامة بما طبعوا عليه من السذاجة و عدم الرسوخ في العلم و المعرفة قد يغترون بما يقول هؤلاء و يحسبونه هينا و هو عند الله عظيم، لأن من أوتي قدرة على صف الكلام قدر أن يغش به العوام و ضعفة العقول و الأفهام المنافقون في هذا الزمان هم شر من المنافقين الذين نزل فيهم القرآن،» الذين يبغونكم الفتنة و فيكم سماعون لهم «فهم يحبون أن تشيع الفواحش في بلدهم، و قد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم الدعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها.

ثم أنه في هذا الزمان انتشرت العقيدة الشيوعية اللادينية، حيث تسمم بها قلوب كثير من الشباب في هذا الزمان، و جعلوها طريقة لهم و عقيدة، و من عقائدها: وجوب الاشتراك بين الناس في الإبضاع و الأموال و يجعلون النساء السوائب اللاتي لا يحق لشخص أن يختص بواحدة منهن دون الثاني لا زوج و لا غيره، و يتمنون تنفيذ هذا الاعتقاد ليتوصلوا به إلى نيل أغراضهم و إشباع شهواتهم، لو لا معارضة المصلحين القائمين في الناس بالإصلاح و العدل لمنع هذه الفكرة التي لا تبقى شيئا من الدين و لا من الأخلاق و لا من الأموال،» و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض «الآية.

و الحاصل أن هذا الاختلاط الذي ننصح بمنعه و عدم إقراره أنه يفضى بأهله إلى أشر غاية و أسوأ حالة، فلا ينبغي أن نغتر بمن ساء فهمه و زل قدمه في الغرق في إثمه، فإنه لا قدوة في الشر، فإن غشيان النساء لهذه الجامعات من أقوى الوسائل لتعرف الفساق بهن وإغوائهن، والفساق هم الذين يحرصون على هذا الاجتماع بالنساء، فلا ينبغي أن نغش أنفسنا

و نتعامى عما يترتب عليه من فساد الأخلاق و الآداب.

يتبع .....

ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 02:33 م]ـ

تدخل البنت العذراء المصونة المحصنة هذا المجتمع المختلط و هي في غاية من النزاهة والعفة، فتقعد المرأة البرزة، بحيث تكون في متناول كل ساقط و فاسق، فيوجه السفهاء والفسقة إليها أنظارهم و أفكارهم، و يسترسلون معها في حديث الهزل و الغزل، و يعملون لها وسائل الإغراء و الإغواء، سيما إذا كانت ذا حسب و جمال، فلا تلبث قليلا حتى تلقي عن نفسها جلباب الحياء و الحشمة و تزول عنها العفة و تنحل منها رابطة العصمة، ثم تميل إلى الفاحشة المحرمة، لأنها ناقصة عقل و دين، و مشبهة عقولهن بالقوارير و الشباب قطعة من الجنون» و من العصمة أن لا تقدر و المعصوم من عصمه الله «و متى كثر الإمساس قل الإحساس.

و المسئولون عن هذا أمام الله و الناس هم الأمراء و الزعماء، الذين يجب عليهم منع طريقة اختلاط الجنسين إتقاء الفتنة، و قد قرر العلماء بأن المجموع الذي يتضمن المحظور يكون محظورا، و أن الوسائل لها أحكام المقاصد و أن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح، و من وقع في الشبهات وقع في الحرام فلأجله يجب النهي و الانتهاء عن مثل هذا، لأنه يجر إلى فنون من المضار المتنوعة متى اعتادها النساء أصبحن لا يرون بها بأسا.

إن أكبر أمر تخسره المسلمة الخفرة في هذا الاختلاط هو خسرانها للحياء الذي هو بمثابة السياج لصيانتها و عصمتها، فالحياء يحسبه بعض الناس هينا و هو عند الله عظيم، و في البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» الحياء من الإيمان «. و قال» الحياء خير كله «.لأن الحياء ينحصر في فعل ما يجملها و يزينها، و اجتناب ما يدنسها و يشينها، و الحياء مقرون به البهاء و الجلال و الجمال، كما أن عدم الحياء من لوازمه ذهاب البهاء و الجمال والجلال، ترى المرأة الملقية لجلباب الحياء في صورة قبيحة مترجلة لا تدري أ هي رجل أو امرأة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير