ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 12:32 ص]ـ
مع أن هذه الأخت التي ذكرت يا أم ديالى يبدو عليها الاستهتار يبدو عليها كذلك أنها متأثرة بالدعاية التي تثار هذه الأيام ضد النقاب و أنه بدعة كما يقال في بعض البلاد أو يخالف قول الجمهور كما يقال في بعض البلاد أو أنه مستحب و ليس بواجب كما يقال في بلاد أخرى أو أنه قول مرجوح لكن لا ينكر على من يعمل به كما يقال في بلاد أخرى فدعاة السفور يتدرجون في دعوتهم
لذلك أفضل شيء لمكافحة هذه الدعايات في رأيي إثبات الإجماع على منع خروج النساء من بيوتهن سافرات الوجوه و أنه هو المعمول به في الأمة منذ فرض الحجاب إلى ما قبل ما يسمى الاستعمار و أن محاربته لم يزرعها في الأمة إلا الإستعمار
أما السلف فلا يختلفون في منع النساء من الخروج من بيوتهن سافرات الوجوه و لكن يختلفون فيما إذا احتاجت للكشف و هي خارج البيت لحاجة كالعلاج و شق عليها الستر فتكشف وجهها لتقضي حاجتها ثم تستره هذا فقط الذي اختلف فيه السلف أما غيره فلم يأت به إلا الاستعمار
لذلك سأنقل لك نقول الإجماع على مر العصور التي نقلتها في موضوع سابق:
قال ابن عابدين الحنفي: وتستر وجهها عن الأجانب بإسدال شيءٍ متجافٍ لا يمسُّ الوجه، وحكى الإجماع عليه. (حاشية ابن عابدين 2/ 488).
قال السهارنفوريُّ الحنفيُّ، رحمه الله: ويدلُّ على تقييد كشف الوجه بالحاجة: اتفاق المسلمين على منع النِّساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لاسيما عند كثرة الفساد وظهوره (بذل المجهود شرح سنن أبي داود 16/ 431).
قال إمام الحرمين الجوينيُّ الشافعي، رحمه الله: اتفق المسلمون على منع النِّساء من الخروج سافرات الوجوه؛ لأنَّ النَّظر مظنَّة الفتنة، وهو محرك للشهوة، فاللائق بمحاسن الشرع سدُّ الباب فيه، والإعراض عن تفاصيل الأحوال، كالخلوة بالأجنبية.
(روضة الطالبين 7/ 24)، و بجيرمي على الخطيب (3/ 315).
وقال ابن رسلان الشافعي، رحمه الله: اتفق المسلمون على منع النِّساء أن يخرجن سافرات عن الوجوه، لاسيما عند كثرة الفسَّاق (عون المعبود 11/ 162).
وقال ابن حجر الشافعي، رحمه الله: استمر العمل على جواز خروج النِّساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات؛ لئلا يراهنَّ الرِّجال.
وقال الغزَّاليُّ الشافعي، رحمه الله: لم يزل الرجال على مرِّ الزمان مكشوفي الوجوه، والنِّساء يخرجن منتقبات (فتح الباري 9/ 337).
وقال الموزعيُّ الشافعيُّ، رحمه الله: لم يزل عمل النَّاس على هذا، قديماً وحديثاً، في جميع الأمصار والأقطار، فيتسامحون للعجوز في كشف وجهها، ولا يتسامحون للشابَّة، ويرونه عورة ومنكراً، وقد تبين لك وجه الجمع بين الآيتين، ووجه الغلط لمن أباح النَّظر إلى وجه المرأة لغير حاجة. والسلف والأئمة كمالك والشافعيِّ وأبي حنيفة وغيرهم لم يتكلموا إلا في عورة الصلاة، فقال الشافعيُّ ومالك: ما عدا الوجه والكفين، وزاد أبو حنيفة: القدمين، وما أظنُّ أحداً منهم يُبيح للشابَّة أن تكشف وجهها لغير حاجة، ولا يبيح للشابِّ أن ينظر إليها لغير حاجة (تيسير البيان لأحكام القرآن 2/ 1001).
وقال ابن تيميّة الحنبلي، رحمه الله: وقبل أن تنزل آية الحجاب كان النِّساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرِّجال وجهها ويديها، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تُظهر الوجه والكفين ... ثم لما أنزل الله -عز وجل- آية الحجاب بقوله: [يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ] حجب النِّساء عن الرِّجال. وقال: وكشف النِّساء وجوههنَّ بحيث يراهنَّ الأجانب غير جائز، وعلى ولي الأمرِ الأمرُ بالمعروف والنهي عن هذا المنكر وغيره، ومن لم يرتدع فإنَّه يعاقب على ذلك بما يزجره.
قال بكر أبو زيد الحنبلي: معلوم أن العمل المتوارث المستمر من عصر الصحابة -رضي الله عنهم- فمن بعدهم حجة شرعية يجب اتباعها، وتلقيها بالقبول، وقد جرى الإجماع العملي بالعمل المستمر المتوارث بين نساء المؤمنين على لزومهن البيوت، فلا يخرجن إلا لضرورة أو حاجة، وعلى عدم خروجهن أمام الرجال إلا متحجبات غير سافرات الوجوه، ولا حاسرات عن شيء من الأبدان، ولا متبرجات بزينة، واتفق المسلمون على هذا العمل المتلاقي مع مقاصدهم في بناء صرح العفة والطهارة والاحتشام والحياء والغيرة، فمنعوا النساء من الخروج سافرات الوجوه، حاسرات عن شيء من أبدانهن أو زينتهن. فهذان إجماعان متوارثان معلومان من صدر الإسلام، وعصور الصحابة والتابعين لهم بإحسان، حكى ذلك جمع من الأئمة، منهم الحافظ ابن عبد البر، والإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرهم رحمهم الله تعالى، واستمر العمل به إلى نحو منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقت انحلال الدولة الإسلامية إلى دول.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[09 - 11 - 09, 10:55 ص]ـ
جزاكم الله جنات النعيم
وبالنسبة للادلة النقلية واقوال الاجماع على النقاب فقد تم نقله .. ولكن رد هذه الاخت هداه الله لم يتم الرد عليه .. وان شاء الله ارد عليها الان
¥