ـ[احمد العابد]ــــــــ[20 - 11 - 09, 06:42 م]ـ
التعليق:
هذا الداء الذي يمارسه الفسقة والأراذل ولا يرضاه الصادقون وأهل التقى إن نفوس من يقدم عليه تتصف بالخبث والدنائة والمكر تسلب كل الوسائل مهما خبثت وتقتحم السبل مهما انحطت ليس لصاحبه في الآخرة من خلاق و فساد في الدين وشر في العمل وتهويل ودجل هؤلاء العلماء من شياطين الإنس لا يحبون الخير للناس نزعت الرأفة من قلبوهم والرحمة همهم المال وإيذاء الناس قبحاء المسلك في أعمالهم ما يوقع في الكفر أو يوصل إليه يقول تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ ... (102 سورة البقرة) .. سبحان الله لا يتوانون عن الكذب ولا يتورعون عن الخداع والتلون!!.
وهؤلاء العلماء السحرة الدجلة المشعوذين لم يقدموا على سحرهم إلا لإعراضهم عن ربهم وشرعه وقد علم أن كثيرا من أنواع السحر لا يحصل إلا بالكفر والتقرب إلى الجن والشياطين مما لم يأذن به الله.
يقول الإمام الذهبي رحمه الله: ترى خلقًا كثيرًا من الضلال يدخلون في السحر ويظنون أنه حرام فقط وما يشعرون أنه كفر " .. وفي الحديث: ثلاثة لا يدخلون الجنة: " مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر " .. ومن دقائق المعاني أن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم أن الذين اتبعوا ما تتلوا الشياطين هم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم .. فقال سبحانه: وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ... الآية (89 سورة البقرة)
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد " رواه أبو داود بإسناد صحيح.
وعن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالا يأتون الكهان؛ قال: لا تأتهم؛ قلت: ومنا رجال يتطيرون؛ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا تصدقهم " رواه مسلم.
وعن أبي مسعود البدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن. رواه البخاري ومسلم.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قال: " سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان، فقال: ليسوا بشيء. فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بشيء فيكون حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك كلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبه ". رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة في دبرها، فقد برئ مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " رواه أبو داود ... ، قال العلماء فيحرم تعاطي هذه الأمور والمشي إليها، وتصديقهم، ويحرم بذل الأموال لهم، ويجب على من ابتلي بشيء من ذلك المبادرة بالتوبة منه. والله أعلم.
فتاوى الإمام النووي 230.
وجاء في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
ولا شك أن هؤلاء العلماء المنجمين يدخلون في قول النبي عليه الصلاة السلام "من أتى عرافًا .. الخ
وينبغي أن تعلموا أن التنجيم يقوم على الكذب والدجل، ولا يوجد للتنجيم أساس علمي صحيح، حتى لو ادعى علمائكم المنجمون أنهم يستخدمون الوسائل الحديثة في معرفة العلاقة بين مواقع الكواكب والنجوم وبين ما يحدث للأشخاص.
وقديما قالوا: كذب المنجمون ولو صدقوا.
والحادثة المشهورة التي حصلت للخليفة العباسي المعتصم عندما أراد أن يفتح عمورية وقد نصحه المنجمون أن الوقت غير مناسب لتسيير الجيوش، ولكنه كذبهم وسار بجيشه وفتح عمورية على خلاف دعوى المنجمين، وفي هذا المناسبة قال أبو تمام قصيدته المعروفة التي مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
¥