تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أنفس الذخائر وأطيب المآثر في أهم ما اتفق لي في الماضي والحاضر تأليف الأستاذ الشيخ الطيب المهاجي الجزائري (1389 - 1969م) (صور ومقتطفات)]

ـ[آل شطارة الجزائري]ــــــــ[13 - 11 - 09, 08:10 ص]ـ

####

أنفس الذخائر وأطيب المآثر في أهم ما اتفق لي في الماضي والحاضر تأليف الأستاذ الشيخ الطيب المهاجي الجزائري (1389 - 1969م) (صور ومقتطفات) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

لقد ترك العالم المسنِد الجامع الشيخ الطيب المهاجي في قلوب محبيه تقديرا كبيرا وحبا عظيما، هذا المجاهد الذي أفنى عمره في التعليم والتوعية، بعدما قضى شبابه في طلب العلم وتقفره والجلوس بين يدي أهله، مع مكابدة المشقة ومسايرة الصعاب، إلى أن فتح الله عليه بما كان يرجو من علوم المنقول والمعقول الشيء الكثير، فألقى عصا التسيار بأرض وهران الباهية، وسخر ما فتح الله تعالى عليه في سبيل التعليم والإصلاح التربوي منذ عام (1906م) (1)، في مرحلة عانت فيها الجزائر ألوان الضيم وأنواع الظلم، اللذين حلا بأرضها وثقافتها، فسعى الشيخ المهاجي إلى ما سعى إليه إخوانه من مشايخ الدعوة الإصلاحية، فكانوا على قلب رجل واحد رغم تباعد الأقطار، لأن وحدة المنبع والشعور بالمسؤولية اتجاه الدين والوطن، ترك أفكارهم وعزائمهم تتحد وتتفق، إلى أن منّ الله تعالى بالنصر المبين.

هكذا كانت حياة الشيخ الطيب المهاجي، مِلؤها العلم والعمل، بل كان لا يجد اللذة الحقيقية من انتعاش الروح وانشراح الصدر إلا بمزاولة مهمته الإصلاحية، رغبة في الأجر والمثوبة من الله تعالى، حتى وصفه بعض تلامذته بقوله:"وإن قل اجتماع العظمة والعلم والكتابة والزعامة في شخص واحد فلقد اجتمعت في شخصية العلاّمة المحقق والبحاثة المدقق أحد بحار العلم الزواخر الملتهب غيرة على الإسلام والمحتدم غضبا على فرق الزيغ اللئام والصاعقة الماحقة لآثار الإلحاد والملحدين والغارة الشعواء على الاستعمار وكل من انحرف عن الحق الظاهر خادم العلم ومدرس السنة النبوية أستاذنا الشيخ الطيب المهاجي" (2) هكذا وصفه الواصفون المحبون له، لأنهم رأوْ في شخصه القدوة والمثال للمعلِّم الغيور على دينه ووطنه، فاحتفُّوا حوله ونهلوا من معين معارفه حتى "أنجب على يديه رجالا دعاةَ خيرٍ ورسلَ إصلاحٍ اشربوا حب الفضيلة وتمّت فيهم نازعة الخير وانتفعت بهم الأمة، إذ منهم كوّن جيشه الذي خاض به المعركة طويلا، وله في كلٍّ ملحمةٌ ضد المستعمر الغاشم وأولى الزندقة والإلحاد، فمن ذلك الجيش من قضى نحبه أيام حرب التحرير وعلى رأسهم من كان كبش الفداء قربانا لله والوطن ابن الأستاذ البار والبطل الشهيد -إن شاء الله- خريج جامعة الحقوق بالقاهرة الأستاذ القاسم وما أدراك ما القاسم .. " (3)

القاسم زدور أو بالاسم النضالي (بلقاسم زدور) (4) هذا الشاب الذي كان يصحب والده إلى مجالس الفقهاء والأدباء منذ الصغر, فحفظ القرآن الكريم وأتقن اللغة العربية وبعض مبادئ الأدب والفقه وكانت أمنية الشيخ الطيب المهاجي أن يربيه تربية إسلامية حتى يكون جديرا بأن يحمل مَشْعَل والده العلمي. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

رحل الابن إلى الزيتونة حيث التقى بمجموعة من الطلبة الجزائريين منهم مولود قاسم رحمه الله الذي عاشره مدة من الزمن من أواخر سنة 1946م إلى سنة 1953م ثم رحل إلى جامعة الأزهر الشريف حيث بقي بها أربع سنوات نال خلالها شهادة ليسانس في الأدب العربي وأتقن عدة لغات أجنبية حتى لمََََََََعَ اسمه بين أقرانه، وبعد عودته إلى الوطن انخرط في سلك الجهاد الثوري ليصبح مجاهدا ومنسِّقا بين الحركة الوطنية في الجزائر والقاهرة. وقد تعرف بلقاسم أثناء نضاله على كثير من الشخصيات الثورية البارزة منها (أحمد بن بلّة، وعبد الحميد مهري، ومولود قاسم).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير