تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ المهاجي:" .. قال تعالى: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) (النساء: 3) ومعنى ألا تعولوا، ألا تجوروا، وللشيخ رشيد رضا في مناره عند الكلام على هذه الآية بحث مستفيض تكلم فيه بإسهاب وأوغل في التفلسف بذكر مقدمات وتمهيدات يرجع أكثرها إلى مباحثَ من علم الطبيعة وعلم الاجتماع، ثم استنتج من ذلك أن ضرر تعدد الزوجات أكبر من نفعه وعلل ذلك بما يعلم بالوقوف على كلامه في تفسير المنار، والله أعلم بالصواب."

تعريف التراجم والفهرس والثبت والبرنامج

قال الشيخ المهاجي (21):" التراجم جمع ترجمة تطلق على التعبير عن معنى قائم بالنفس بلفظ يؤدي المعنى بتمامه, ويدل عليه مطابقة كقولنا لا إله إلا الله, ترجمة على ما في القلب من الإيمان, وتطلق على تفسير لغة بلغة, ويسمى التفسير بالعربية لغيرها من اللغات تعريبا, وترجمة الشيخ ذكر اسمه ولقبه ونسبته إلى بلد أو قبيلة أو حرفة وذكر تاريخ ولادته ووفاته مع سيرته المحتوية على ماله من مآثر ومحاسن, وما له من المشايخ الذين تلقى منهم أو أجازوه, وعلى عدد ماله من مؤلفات إن كانت, وما إلى ذلك مما يتفق له من رحلة وفتوى ومناظرة, ويعرض من نكبة أو حظوة عند أمراء عصره وما يسند إليه من وظيفة أو خطة, وسائر ما تقلب فيه أيام أدوار حياته.

وأما الفهارس فجمع فهرسة بكسر الفاء والراء, وبعضهم ضبطها بفتح الراء.

وأما الأثبات فجمع ثبت بفتح الباء الموحدة.

والبرامج جمع برنامج بفتح الميم وكسرها, والثلاثة متقاربة المعنى بل لا يبعد أن تكون مترادفة, وما بينها من الفرق الدقيق لا يمنع ترادفها وتواردها على معنى واحد, وذلك المعنى هو جمع العالم مروياته وأسانيده وما تلقاه أو أجيز له به من العلوم مع ذكر شيوخه وسنده المتصل بمؤلف الكتاب الذي حضره أو المجاز به في أي موضوع كان, وفي أي فن وجد من حديث وتفسير وفقه ونحو وبلاغة وتصوف, وما إلى ذلك من العلوم المتنوعة المجاز بها من شيوخه, مع ذكر إجازتهم بالحرف, هذا وأكثر المتأخرين عدلوا عن تسمية هذا النوع بالفهرسة أو البرنامج واقتصروا في التسمية على لفظ الثبت بفتح الباء الموحدة وصار هو المتداول عند علماء هذا الشأن.".

مبايعة بنو عامر بن زغبة للأمير عبد القادر

قال الشيخ المهاجي (24):" ولما بويع الأمير عبد القادر البيعة الثانية العامة سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف هجرية كان بنو عامر هؤلاء أول من بايع الأمير وانتظموا في سلك طاعته وكان الأمير كثيرا ما ينتصر على عدوه بواسطتهم لشجاعتهم وتدربهم على حسن الرماية بحيث لا تسقط لهم رصاصة بالأرض, كما شهد لهم بذلك صاحب الاستقصى وصاحب تحفة الزائر.".

الرد على صاحب الاستقصى في تسمية غلبة جيش الأمير مولاي سيدي عبد الرحمن لقبيلة بني عامر فتحا

قال الشيخ المهاجي (28):" قال صاحب الاستقصى: ولما كان هذا الفتح كتب السلطان إلى البلاد, وزينة الأسواق وأعملت المفرحات إلى آخر ما قال. أما ما كتب به السلطان إلى رعاياه من التبشير بالفتح فإنا سننقله حرفيا كما هو مسطر في تاريخ الاستقصى ثم نعلق عليه هناك. وأما ما سماه صاحب هذا التاريخ فتحا تقام له الأفراح وتزين من أجله السواق وتتطاير به البشائر وتتبادل فيه التهاني فنحن لا نراه فتحا, بل نراه كما يراه كل مسلم خزيا وعارا إن لم نقل كما قال الشارع إنه فسوق وكفر ففي كتابي (الإيمان) و (الأدب) من صحيح البخاري ما لفظه قال حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن منصور قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. وبهذا اللفظ أخرجه مسلم والترمذي في كتاب الإيمان وزاد عليه الترمذي كما هي عادته: (صحيح حسن) كما رواه النسائي في الحرابة. فهذا الحديث الثابت في الصحاح وله غيرها من الشواهد والمتابعات يرد تسمية قتال المسلمين وتقتيلهم وسبي نسائهم وذراريهم ثم بيع الجميع في الأسواق فتحا؛ فصاحب الاستقصى مخطأ في تعبيره بالفتح عن تغلب الجموع المراكشية, وعن أعمالها المضادة لشرع الإسلام والمنافية للإنسانية خصوصا وان هذا المعاملة القاسية عُومل بها جماعة من المسلمين هم بالنسبة للجموع المغربية شرذمة قليلون لا يعد كسرهم وصدهم عن المعركة غلبة.".

من أسباب استسلام الأمير عبد القادر

قال الشيخ المهاجي (28 - 29):" وأمير كبير من أمرائهم (المسلمين) يجاهد جهادا تعين عليه بفجئ العدو أرضه, كما تعين على الدولة المغربية نفسها لأنها أقرب بلاد المسلمين على القطر الجزائر المنكوب والمصاب بالاستعمار الفرنسي الذي هو أشر استعمار في العالم. غير أن تلك المملكة بدل أن تقوم بما تعين عليها من إعانة قوم مسلمين يقاومون عدوا جبارا يحاول الاستيلاء على أرضهم عدوانا وظلما, بدل هذا كله طعنت تلك الدولة المسلمة إخوانها هؤلاء طعنة من خلف أفنت رجالهم وأوهنت قوتهم وكانت السبب الوحيد في تسليم الأمير عبد القادر وطنه العزيز لدولة هي أعدى الأعادي للإسلام والمسلمين, ولكنه ما سلم ولا أظهر الضعف بل تظاهر بالقوة حتى شرط لنفسه ولوطنه شروطا لم تف الحكومة الفرنسية بشيء منها وكان أمر الله قدرا مقدورا.".

_______

يتبع إن شاء الله ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير