تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التوفيق والهداية إلى أرشد طريق والسلام، في الثاني والعشرين من محرم الحرام فاتح سنة أربع وستين ومائتين وألف} انتهى نص الكتاب الشريف بحروفه.

نحن لا نؤمن بكون هذا الكتاب صادرا عن إذن السلطان، ولا نصدق بأنه وافق عليه، كما لا نصدق أنه كُتب في عصره، بل الذي نعتقده ونجزم به جزما مطابقا للواقع، كما يجزم به كل عاقل هو ان الكتاب مختلف وملفق لحاجة يراد قضاؤها، فنسبه صاحبه زورا لجلالة السلطان على أمل أن يروج بواسطة هذه النسبة ما تضمنه الكتاب من الألفاظ الجارحة والعبارات المستهجنة التي كلها شتم للأمير عبد القادر وقدح في عرضه النقي مع نسبته للمروق من الدين وإتباعه هواه ونبذه للأحكام الشرعية وعصيانه لأوامر السلطان، وما إلى ذلك من السخافات والبذاءات التي هي لشناعتها ودناءتها ولدلالتها على سقوط همة مرتكبها، لا يبقى معها أدنى شك في كون مقام السلطان الرفيع يجل عن أن يتنازل إلى هذا الدرك، ويأمر بتسطير ما لا يتصور صدوره من عاقل، فضلا عن فاضل، ولذا فغننا كما قدمنا على يقين من كون السلطان منزها عن أمثال هذه الترهات مبرأ منها كل البراءة، خصوصا وأن جلالته مشهور بالفضل، معروف بالنبل، على جانب عظيم من التقوى والورع مع رجاحة العقل وأصالة الرأي، ورفع همة، وما إلى ذلك من كمالات آل بيت النبوة الذين طهرهم الله تطهيرا، وفي مقدمتهم جلالة هذا السلطان المعظم مولانا عبد الرحمن بن هشام رحمهما الله؛ ولو لم يكن لجلالته من المناقب إلا ما خصه به عمه السلطان مولاي سليمان من الوصاية له بتقليد الملك بعده وتقديمه إياه على أنجاله الكرام لكفاه فخرا وسؤددا، كيف ومناقبه رحمه الله لا تحصى قد سارت بها الركبان، بقيت غرة في جبين الدهر إلى انقضاء الزمان، خلد الله ذكره وجعل ذريته هم الباقين."

صاحب الاستقصى وموضعه من الخلاف بين السلطان والأمير عبد القادر

قال الشيخ المهاجي (32):" ثم إن صاحب الاستقصى لما أوغل في شتم الأمير عبد القادر تلويحا وتعريضا وتصريحا، وبالغ في تضليل الرأي العام بالتلبيس ومسخ الحقيقة استشعر من نفسه أنه يناقش الحساب، ومن نوقش الحساب عُذب، قال ما نصه بالحرف:

{واعلم أنه قد يقف بعض المنتقدين على ما حكيناه من أخبار هذا الرجل فينسبنا إلى التعصب وسوء الأدب والجواب أننا ما حكينا إلا الواقع} انتهى كلامه.

وهكذا يعترف صاحب الاستقصى بتعصبه وسوء أدبه من حيث لا يشعر، أما قوله في الجواب عن نفسه، إننا ما حكينا إلا الواقع فهو خلاف الواقع، إذ الواقع أن أكثر كلامه على الحادثة غير صحيح وغير قريب من الصحة، وإنما هو تمويهات وتلبيسات يحاول بها عبثا إلقاء المسؤولية على عاتق الأمير عبد القادر وتبرير الأعمال الوحشية التي ارتكبتها الجيوش المراكشية في تلك الحادثة المحزنة، ثم الذي استفدناه بالسماع الفاشي- ومن تتبع الواقعة من أولها إلى آخرها كما هي مدونة غير متحيزين لإحدى الطائفتين- هو أن فعلة السلطان التي فعلها أولا ببني عامر بعد الإحسان إليهم، وثانيا مع الأمير عبد القادر مبناها على مجرد وشاية مختلقة أثّرت على جلالته، فكان منه ما كان، وصورة الوشاية ذكرناها سابقا، سامح الله الجميع، وجعلهم إخوانا على سرر متقابلين."

اضطراب قول الشيخ في أهل الديوان من الصوفية

قال الشيخ المهاجي (34 - 35):" ... وللشيخ أبي راس المعسكري في ذلك تأليف سماه: (انصباب رحمة الله في انعقاد ديوان أهل الله)، وذكر أن هذا الديوان يغشاه من الأنوار ما يغشى، ويكسوه من المهابة والإجلال ما لا يتكيف، وفي كتاب (الإبريز) لسيدي أحمد بن المبارك الفاسي فيما سمعه من شيخه سيدي عبد العزيز الدباغ كلام طويل في وصف الديوان وفي ماله من أنظمة وترتيبات، مع ذكر من يحضره من الأحياء والأموات! وما يعرف به الحي من الميت! وحضور الملائكة والجن وما إلى ذلك مما يقف أمامه العقل حائرا، يسأل عن الباعث على عقد هذا الديوان الفريد في نوعه، وما الغاية منه، وماذا يترتب عليه من متجدد غير سابق، والأمر كما هو معلوم مفروغ منهن قد رفعت الأقلام وجفت الصحف وما تعلق علم الله أزلا بوقوعه من الممكنات وقع وما قضاه الله لا يرد، كما هو صريح الآيات والأحاديث وإجماع سلف الأمة المحمدية وخلفهن ومدار صحة العقيدة هو الجزم بأن الله تعالى وحده المنفرد بالإيجاد والإعدام والنقض والإبرام والإعطاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير