تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمنع والضر والنفع، لا يسأل عما يفعل، والجزم أيضا بأن كل شيء بقضاء وقدرن أليس كل هذا وذاك مما يبعث على الحيرة ويبعث على السؤال عن الحكمة التي من أجلها ينقد الديوان، حتى يهتدي إليه العقل، ويطمئن من قلقه بتلك الأنظمة والكيفيات الغريبة ... ؟ بلى، إن الحيرة موجوة، والحكمة في بادئ النظر مفقودة، ولكن الإسلام هو أن لا ننازع الأمر أهله!!! وأهل مكة أدرى بشعابها، والذين قرروا المسألة وأقروها في مؤلفاتهم، فضلهم معروف ورسوخهم في العلم مشهور، وخيريتهم مشهود بها، فلا ينبغي أن يقال لهم لم؟ .. وكيف؟ .. بل نتوقف ونجوز أن يكونوا على حق، ولا يقدح في حقيتهم كون المسألة لم يطلع لها على علة ولم يدرك أنها معقولة المعنى، إذ يوجد الكثير من الأحكام الشرعية غير معقولة المعنى، وتسمى تعبدية، بمعنى أننا مأمورون بالعمل بمقتضاها على وجه التعبد، ولا يتوقف العمل بها على الاطلاع على العلة، وتكون من مواقف العقول، نعم الأحكام التعبدية لا تخلو من حكمة وسر يترتب عليها، وإن لم تصل إلى ذلك عقولنا، وإلا كانت عبثا وهو على الله محال قال جل ذكره: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ) (الأنبياء: 16) "

خرافة ابن عم المؤلف في مولاي الحسن سلطان مراكش

قال الشيخ المهاجي (37 - 38):" قرأت بمكتب قريتنا على ابن عمنا الزاهد الورع الشيخ سيدي محمد بن سيدي قدور ابن الأقرع، قرأ هذا الشيخ بالقبائل الريفية التابعة لمملكة مراكش فحفظ القرآن بها حفظا جيدا، ثم عاد إلى مسقط رأسه ونصب نفسه لإقراء القرآن احتسابا لا يطلب أجرا على تعليمه فنفع الله به الصغار والكبار، طبقة بعد طبقة إلى أن انتقل إلى جوار مولاه، وقد جاوز الثمانين سنة قضاها كلها في التعبد بالقرآن الكريم، تعلما وتعليما وتلاوة، رحمه الله تعالى، رجع هذا السيد من المغرب بخرافة سمعها من المغاربة فرسخت في ذهنه وانطبعت في حافظته وصار يتحدث بها في المجالس ويحكيها دائما لتلامذتهن وهي أن مولاي الحسن سلطان المغرب سيطرد الفرنسيين من أرض الجزائر التي احتلوها بغير حق ويرمي بهم إلى البحر، وكان رحمه الله تعالى يجلس على قارعة الطريق الممتد من حدود المغرب إلى تخوم الجزائر وكل مشرق أو مغرب يمر به يسأله، فإذا قال له أنا مغربي يقول له ما لفظه أو معناه (ما بال السلطان تأخر عن طرد الفرنسيين إلى هذا الوقت ونحن ننتظر بفارغ صبر ما يفعله السلطان؟!) واستمر رحمه الله يؤمن بهذه الخرافة حتى لقي الله، وسبب رسوخ إيمان الشيخ بها هو ما يعتقده المغاربة في السلطان من أنه لبركته ولنسبه الشريف قادر على أن يمحق الكافرين، وقادر على أن ينقد المسلمين ويخلصهم من أعدائهم، كل هذا كان يزيد الشيخ المذكور إيمانا بخرافته عندما يسمعه من المغاربة أيام قراءته بالريف المغربي، في عهد جلوس مولاي الحسن على عرش المملكة المراكشية ...

ولو أنه تمادى به الأجل لرأى بعين رأسه الاستعمار الجشع كيف ضم القطر المغربي إلى القطر الجزائري، وصير الجميع مستعمرة له يستعمل فيها نفوذه."

قرية المناصرة وطعام الطلبة بها

قال الشيخ المهاجي (40):"سافرت صحبة أخي السيد محمد الصادق إلى قرية المناصرة قرب بطيوة، وكانت عادة الطلبة بهذه القرية أن يطوفوا على الأبواب في الصباح والمساء يجمعون غَذاءهم وعشاءهم، وبعد مشاق وأتعاب ونبح كلاب، يعودون إلى المكتب بأطعمة مختلفة الألوان متباينة الشكل والمقدار قد اختلط رطبها بيابسها، وحارها بباردها، وجامدها بمائعها، فصارت بالخلط بشعة كريهة المذاق، بل استحالت إلى مادة سامة لو فحصها الطبيب وحللها تحليلا كيماويا لمنع تناولها حتى على من لا يجد ما يسد رمقه، لهذا لم أمكث بهذه القرية ذات العيش الشظف سوى شهرين."

______

يتبع إن شاء الله ...

ـ[آل شطارة الجزائري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 12:25 ص]ـ

من أسباب هزيمة الأمير عبد القادر

قال الشيخ المهاجي (29):" وأما الأمير عبد القادر فقد قام بواجبه الديني والوطني ووقف أمام دولة تعد من أعظم الدول وقومها ست عشرة سنة ولو لم يخنه من أبناء جنسه أمثال الزمالة والدوائر أولا, ولم يخذله المغاربة آخرا لانتصر على الجيوش الفرنسية رغم خبرتها بأساليب الحرب وأنظمة القتال ويبقى هذا الانتصار الباهر تتناقله الأجيال, ولكن القضاء غالب.".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير