تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ المهاجي (43):" وكان في الغالب يسوق أثناء الدرس حكاية تعين على فهم الموضوع، منها ما حكاه لنا عند تقريره لقول ابن آجروم التثنية ترفع بالألف، وتنصب وتجر بالياء؛ أن أحدا فقهاء البادية استمنح الأمير عبد القادر ما يمير به أهله من حبوب الزكاة فمنحه الأمير حملا، وكتب لحارس الزكاة: اعط الفقيه حملا، فاستقل الفقيه المبلغ وزاد نونا بعد ألف حملا (حملان) ليكون المبلغ حملين، وكان الأمير لا يولي الوظائف الحكومية إلا من له إلمام بالمبادئ النحوية، فلما قرأ الحارس الكتاب قال هذا الكتاب مزور، قال الفقيه: وكيف يكون مزورا وهو مختوم بخاتم الأمير .. ؟! فقال الحارس إن في الكتاب لحنا، وكاتب ديوان الأمير لا يلحن، وكان يكتب حملين بالياء التي هي علامة نصب التثنية، وأما الألف فعلامة رفع التثنية، فاعترف الفقيه بالتزوير ولم يعط سوى حمل، فكانت هذه الحكاية بمثابة مثال جزئي وضح لنا قاعدة إعراب المثنى، وجميع حكاياته في أثناء دروسه هي من هذا القبيل توضح معنا أو تعين على فهم مسألة أو تزيل إشكالا."

بيت شعري واحد في المدونة

قال الشيخ المهاجي (64):" .. كان فضيلته (القاضي سيدي أحمد بن حسن المختاري) رقيق الطبع خفيف الروح، شغوفا بالأدب ومجالسة الأدباء، ينقبض إن لم يجد في المجلس من يجاذبه أطراف الحديث، ويمد يده معه إلى اقتطاف أزهار رياض الأدب، وكان كثيرا ما يتمثل بقول ابن النحوي:

أصبحت فيمن لهم دين بلا أدب ***** ومن له أدب عار من الدين

أصبحت فيهم غريب الشكل منفردا ***** كبيت حسان في ديوان سحنون

أراد بديوان سحنون المدونة التي هي كتاب واسع جمع فيه سحنون أكثر مسائل مذهب مالك، ولم يوجد فيه مع سعته سوى بيت واحد من الشعر ذكره سحنون في باب الجهاد من المدونة، وهذا البيت كما في البخاري ينسب إلى حسان بن ثابت الصحابي رضي الله عنه، وهو قوله:

وهان على سراة بني لؤي **** حريق بالبويرة مستطيرالتسهيلات التي كانت تمنحها فرنسا للحاج الجزائري

قال الشيخ المهاجي (67 - 68):" .. وكنت سنة خمسين وثلاث مائة وألف عولت على السفر لأداء فريضة الحج، فطلبت رخصة السفر التي لا تنال ولا يمكن الحصول عليها إلا بعسر بسبب ما تطلبه الحكومة من المفروضات التي فرضها القانون الفرنسي على المسافر، والتي هي مجرد عراقل يضعها الاستعمار في طريق اجتماع المسلم بأخيه في صعيد واحد، وبعد صعوبات حصلت على رخصة لا تتعدى مدتها أربعين يوما ذهابا وإيابا في مركب مخصوص مع تعيين موضع الركوب والنزول، ككونه مثلا من وهران إلى جدة ومن جدة إلى وهران، وزيادة على هذه التضييقات تصحب الحاج عيون من طرف الحكومة تراقب حركاته وسكناته، وتحصي عليه عدد أنفاسه، حتى يعود إلى المكان الذي ركب منه عند خروجه من منزله، هذه هي التسهيلات التي تمنحها الحكومة الفرنسية حجاج الجزائر، ثم تنشر على ألسنة الجرائد، وبواسطة الخطب المذاعة التي يخطبها أقوام اصطنعتهم الحكومة لنفسها أنها تعين المسلمين الجزائريين على إقامة شعائر دينهم، وتتبجح دائما بأنها تسهر على راحة الحجاج، وتهيئ لهم المراكب المحتوية على جميع المرافق، وهكذا تُلبِّس الحكومة الفرنسية على من لا يعرف مقاصدها ونواياها السيئة تجاه أبناء الجزائر، فلقد رأيت بعين رأسي المركب البحري الذي أقلّ الحجاج إلى جدة، وقد أفرغ من حمولته وهي كميات من أطنان الحنطة، ثم غسل بماء البحر، وبقيت حبوب الحنطة في شقوق المركب، كما بقي في بعض زواياه أثر أرواث البقر والأغنام، وباقي الدواب التي كان المركب ينقلها من بلد إلى بلد، ولا تسأل عن رداءة الطعام الذي يقدم للركاب والذي أخذ منهم ثمنه مقدما قبل الركوب، كاللحم المثلج المتغير الرائحة والطعم، يعطونه في الأسبوع مرتين أو ثلاثا .. "

نقاش مع عالم نجدي حول مسألة التوسل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير