تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ المهاجي (72):" .. كنت حضرت ذات ليلة بعد المغرب حلقة عالم نجدي أعمى يعقدها قبالة الكعبة المشرفة، فتعرض إلى مسألة التوسل للخالق بالمخلوق، وأطال الكلام عليها ثم منع التوسل على الإطلاق منعا باتا وقال إنه بدعة منكرة لا يحل السكوت عنها فقلت له وكنت جالسا عن يمينه: ثبت من طرق أن عمر بن الخطاب استسقى بالعباس عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده في يدي، وقال هذه حجة عليكم لا لكم، فقلت له: من هو المقصود بالخطاب في قولك (عليكم لا لكم) فإن كان المقصود عامة المسلمين ففضيلتكم داخلون في عموم الخطاب وإن كان المقصود بخطابكم فريقا من المسلمين وطائفة منهم مخصوصة فنحن لا نوافقك على هذا القصد، لأن المسلمين كلهم فرقة وكلهم إخوة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم، وحينئذ يحق أن نقول لا معنى لتخصيص طائفة منهم بالخطاب ما دامت تشهد أن لا إله إلا الله وتصلي وتصوم وتزكي وتؤم بيت الله الحرام لأداء النسك، وحولك من المسلمين على اختلاف ألسنتم وألوانهم عدد كبير يبتغون من فضيلتكم أن تزودوهم من نصائحكم وإرشاداتكم ما ينقلبون به إلى أهليهم شاكرين لكم صنيعكم معهم، وغير خاف عليكم أن كل فرد منهم وهم في حلقتك يشعر بجاذبية الأخوة الإسلامية تجذبه إلى التفاني في محبة أخيه المسلم، فلم يلتفت إليَّ، واستمر في تقرير ما هو بصدده مما يرى أنه الحق في مسألة التوسل التي كانت بالحجاز إذ ذاك حديث المجالس."

كلمة حق في الحكومة السعودية

قال الشيخ المهاجي (76):" .. وبالجملة فالحكومة السعودية تعتني اعتناء لا مزيد عليه باتخاذ الوسائل التي تكفل راحة الحاج وتضمن أمنه وسلامته من الاعتداء عليه حتى ينفصل عن أرض الحجاز، فالمسافر من أرض الحرمين إلى الآخر راكبا

أو ماشيا وحده أو في جماعة في ليل أو نهار لا يخاف إلا الله تعالى حيث تسهر الحكومة على استتباب الأمن في المدن والقرى، وفي الطريق وسائر أنحاء الحجاز بعدما كان الأمر قبل المملكة السعودية من عدة قرون بالعكس، لا يأمن الحاج على نفسه وماله حتى في مكة الحرم الآمن."

مع الشيخ أحمد الأمين بن عزوز والشيخ عبد القادر بن أحمد الجزائري

قال الشيخ المهاجي (78):" .. أوصيت بعض أصدقائي وهو الفاضل السيد عبد القادر ابن المفتي الجزائري المجاور بالمدينة المنورة، وأنبته أن يتسلم لي من الشيخ الأمين إجازة بخط يده أتبرك بها كما وعدني بذلك وقت توديعي له، وبد مدة كتب إلي الأخ المذكور بما مضمونه:

(يسلم عليكم فضيلة الشيخ سيدي أحمد الأمين (بن عزوز)، ويقول لسيادتكم يكفيك عن الكتابة ما أخذته عني، لأن الإجازة مشافهة أقوى منها كتابة، لأن الأولى تعد عند أرباب هذا الشأن من السماع المعتبر دون الثانية، ثم يقول وإن رغبت في الكتابة فإني مستعد لإجابة رغبتكم."

مسألة التوسل بالمخلوق

قال الشيخ المهاجي (79): " ... وبعد هذا فمسألة التوسل بالمخلوق أعطيت من الأخذ والرد في العالم الإسلامي أكثر مما تستحق وفوق ما يجب، لأنها ليست من المسائل التي لا نص فيها حتى يتطرق إليها الخلاف أو تضطرب فيها الأقوال، بل في المسألة نصوص صريحة في إباحة التوسل في مواطن وفي ندبه والترغيب فيه والحث عليه في مواطن أخرى تكلم عليها النبهاني في تأليف له سماه: (شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق) وأرشد إلى مواضع ذلك النصوص من كتب القوم وغيرها من كتب التفسير والحديث والفقه والسير، وكفى الناس طلب الحق في غير ما نص عليه رحمه الله .. ! "

حقيقة العالِم

قال الشيخ المهاجي (81):" .. وقد قيل العلم يزيد بالإنفاق والمال ينقصه الإنفاق، على أن العلم ليس هو مجرد محفوظات واستحضار نقول، بل هو ملكة راسخة لا تفارق من قامت به تغنيه عن حمل الأسفار في الأسفار، لانتقالها بانتقاله، يستخدمها متى شاء، وبأية كيفية شاء، في أي موضوع من المواضيع شاء، مهما دقت تلك المواضيع، وصعب منالها، وهذا أمر مشاهد ملموس باليد، إذ كثيرا ما نرى بعض من حضر معظم الفنون، وحفظ من المسائل الشيء الكثير، ولكنه فقد الملكة فوقف عند ما سمع أو حفظ، ويقي أسير التقليد، عاجزا عن تطبيق القواعد وعن استخراج الجزئيات من كلياتها لا يقدر على التصرف حتى فيما له من محفوظات، بينما نرى بعضا آخر دون الأول في الحضور على الأشياخ، وأقل منه في المحفوظات، ولكنه بواسطة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير