قال السخاوي عن شيخه النووي أنه طلب منه اكمال مجموع المهذب:: [ ... ودفع لي ورقة بتعيين مواده في تصنيفه، وقال لي: إذا انتقلت بالوفاة إلى رحمة الله تعالى فأتممه منها، فلم يقدر لي ذلك]
ويقول الأزهري محمد نجيب المطيعي: [ ... سجنت في آخر الجزء السابع عشر، هنالك حيث ابتلي المومنون وزلزلوا زلزالا شديدا، وظن بعضهم أنه لم يؤذن لي في إتمامه كما لم يؤذن لسلفي العظيمين، وظن كثير منهم أن في حبسي هذه المرة نهاية الأجل وختام الحياة ... الأمر الذي أغرى بعض ذوي النفوس الصغيرة والقلوب المريضة أن يتطاول على هذا الأمر الجلل، فاهتبلوا فرصة غيابي في غيابات سجن عبدالناصر، وأخرجوا شيئا شائها قد حشي بالجهالات والضلالات والعظائم الجسيمات، وأسموه الجزء الثامن عشر، حتى فك الله قيدي وخلصني .. ] (المجموع، ص12/ 3 - 4).
وكان الكتاب قرابة ستة قرون من الزمان متفرقا مخطوطات بعضها في تركيا، وبعضها في أوربا، وبعضها في دار الكتب المصرية، إلى أن قامت لجنة من العلماء برئاسة الشيخ محمود الديناري –حين كان محمد مصطفى المراغي شيخا للأزهر- بطبعه لأول مرة سنة 1925م. وكانت هذه الطبعة تعوزها سد ثغراتها والبياضات الموجودة في الأصل، وتحقيق النصوص المنقولة…هذا بالإضافة إلى نفاذها من السوق بسرعة…فآل أحد العلماء على نفسه القيام بتحقيق الكتاب تحقيقا دقيقا للمرة الثانية. وكان هذا عمل محمد نجيب المطيعي.
فأصل الكتاب المخطوطة مبيّضة ومفقود منها كثير .. من صفحاتها، والذين ألفوا الكتاب ثلاثة هم النووي والسبكي والمطيعي؟!
ومما يؤكد ذلك .. ما نقله ابن حجر عن النووي ..
يقول ابن حجر رحمه الله تعالى في " فتح الباري " > ونقل النووي في " شرح المهذب " باب حمل الرجال الجنازة دون النساء: أنه لا خلاف في هذه المسألة بين العلماء، والسبب فيه ما تقدم، ولأن الجنازة لا بد أن يشيعها الرجال، فلو حملها النساء لكان ذلك ذريعة إلى اختلاطهن بالرجال فيفضي إلى الفتنة. المصدر ( http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2418&idto=2419&bk_no=52&ID=846#docu) .
وهذا النقل لابن حجر رحمه الله عن النووي رحمه الله لـ" شرح المهذب " غير موجود في النسخ التي لدينا ..
وهذا يعني أن: إما أن ابن حجر رحمه الله يكذب أو وهِم وحاشاه الله ذلك، لو كذّبنا أو قلنا وهمّ وخلط ابن حجر رحمه الله لقضينا على ثلاثة أرباع علم الحديث وخاصة علم الرجال .. !
وإما أن لدى ابن حجر رحمه الله نسخة أخرى ل" مجموع شرح المهذب " للنووي غير التي لدينا ... وهذا ما أظنه ويؤيد ما ذهبت إليه .. بل .. ويؤيد النقولات الخمسة الأخرى للنووي رحمه الله من "شرح مسلم" و"شرح المهذب" والتي حرّم بل وشنّع في تحريم الاختلاط ..
فيكون هذا النقل عن ابن حجر الذي نقل عن النووي هو الدليل السادس للنووي في تحريمه للاختلاط ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 11 - 09, 10:06 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل عبدالله ونفع بك ..
[من البدع القبيحة ما اعتاده بعض العوام في هذه الأزمان من إيقاد الشمع بجبل عرفة ليلة التاسع أو غيرها، ويستصحبون الشمع من بلدانهم لذلك ويعتنون به، وهذه ضلالة فاحشة جمعوا فيها أنواعا من القبائح (منها): إضاعة المال في غير وجهه (ومنها) إظهار شعار المجوس في الاعتناء بالنار (ومنها) اختلاط النساء بالرجال، والشموع بينهم، ووجوههم بارزة (ومنها) تقديم دخول عرفات على وقتها المشروع، ويجب على ولي الأمر - وفقه الله - وكل مكلف تمكن من إزالة هذه البدع إنكارها، والله المستعان.] اهـ.
ذكر ذلك النووي في المجموع شرح المهذّب: [8/ 87] .. كما في الطبعة التي عندي .. دار إحياء التراث العربي .. ت: محمد المطيعي ..
والقول الآخر:
وهذا الكلام مبتور وأصله هو: ولا تجب على المرأة لما روى جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا على امرأة أو مسافر أو عبد أو مريض ولأنها تختلط بالرجال وذلك لا يجوز الشرح حديث جابر رواه أبو داود والبيهقي وفي إسناده ضعف ولكن له شواهد ذكرها البيهقي وغيره ويغني عنه حديث طارق بن شهاب السابق والإجماع فقد نقل ابن المنذر وغيره الإجماع أن المرأة لا جمعة عليها وقوله ولأنها تختلط بالرجال وذلك لا يجوز ليس كما قال فإنها لا يلزم من حضورها الجمعة الاختلاط بل تكون وراءهم وقد نقل ابن المنذر وغيره الاجماع على أنها لو حضرت وصلت الجمعة جاز وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة المستفيضة أن النساء كن يصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده خلف الرجال ولأن اختلاط النساء بالرجال إذا لم يكن خلوة ليس بحرام).
ذكر ذلك في المجموع شرح المهذّب: [4/ 244] ..
وذكرت هذا التنبيه في موضوع: [الاختلاط] المُثبت في الملتقى .. حيث أن الإحالة في المقال فيها اختلاف الصفحات فقط .. والله أعلم ..
¥