تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:19 م]ـ

فن إدارة الحوار بين الآباء والأبناء والزوجين

أيها الأب أيتها الأم إنك تحب أن يكون أبنك أحسن منك ولا أحد غيره، ابنك امتداد لحياتك وهو صورة المستقبل لك، فماذا تريد هذه الصورة أن تكون؟ إن الحوار هو الذي يستطيع أن يصنع هذه الصورة الجميلة، فهل تستخدمه مع أبنائك وبناتك وهل تستخدمينه أيتها الأم مع بناتك؟ وهل تستخدمه أيها الزوج مع زوجتك؟

فن إدارة الحوار مع الأبنا ء والزوجات من أفضل السبل لحل المشكلات، وما كان لكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية أن تظهر للسطح بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين المتخاصمين إلا بانعدام الحوار الهادئ الخالي من النرفزة والصراخ، والحوار معناه الاتصال بين شخصين بينهما خلاف يحاولان أن يقلصا أو يقربا من وجهة نظريهما بالمناقشة والمحاورة لتزول المشكلة التي تؤرق أحدهما أو كليهما، ومع الأسف الشديد أن كثيرا من الأسر العربية تحل خلافاتها عن طريق أحد الأقرباء أو الأصدقاء أو المحاكم،أو بالصراخ والعنف والمقاطعة، مهما كان السبب المختلفين عليه تافها وبسيطا، وكم من مشكلة وصلت للمحكمة وهي تافهة، يستطيع أبسط إنسان أن يقرب وجه النظر بين الاثنين المتخاصمين فيها، وقد ذكر لي أحد الزملاء أنه كان يوما ما في المحكمة لغرض ما فلاحظ أن هناك رجلا وزوجته قدما للمحكمة لتنفيذ قرار الطلاق بينهما فتدخل زميلي وتحدث مع الزوج، ورأى أن المشكلة سهلة جدا وأن الخلاف يمكن أن يحل بالمناقشة والحوار بينهما ولا داعي للحضور للمحكمة، واستطاع زميلي هذا أن يعيد لأسرتهما وأطفالهما البسمة التي كاد الطلاق أن يعصف بها، أنا أردت من هذه المقدمة أن أمهد لموضوع مهم جدا وهو: فن الحوار بين الآباء والأبناء وبين الزوجين وسوف أركز في تناولي للموضوع على النقاط التالية:

• لماذا يلجأ الآباء إلى العنف مع الأبناء، ولماذا يلجأ الزوج – أيضا- إلى استخدام العنف مع زوجته؟

• ما هي العقبات التي تعترض النجاح في الحوار؟

• عندما يختفي الحوار بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين ماذا يحدث؟

يلجأ الأب أو الزوج للعنف بدل الحوار لأنهما يجهلان شيء اسمه الحوار والمناقشة لتقريب وجهة نظريهما أو أنهما تعلما هذا الأسلوب من أبويهما فهما نشأ وقد اقتنعا أن خلافاتهما لاتحل إلا باستخدام العنف والتسلط، كما كان يفعل ذلك والداهما 0

ومن الأمور التي تفشل الحوار الهادف والبناء بين الآباء وأبنائهم أو بين الزوجين مايلي:

1. التفكير في العقاب أولا قبل النظر في أسباب الخلاف 0

2. العصبية والتسرع في حسم الأمور وعدم التريث والتفكير السليم 0

3. عدم الاقتناع بأهمية الحوار الهادف في حل المشكلات 0

4. عدم الإنصات والاستماع للأبناء أ والزوجة وعدم التسامح معهم وتقبلهم وعدم مراعاة مشاعرهم واحترام شخصياتهم الحديث 0

5. عدم الثقة في الابن أ والزوجة 0: إ ذا وثق الأب في ابنه فإنه سوف يستطيع أن يوصل لابنه مايريد توصيله وسيؤثر فيه بشكل جيد، وإذا فقد الأب ثقة ابنه فيه فسيحرم الأب نفسه من هذه الصفة وهي التأثير الجيد في أفكار واتجاهات ابنه، وسيصعب عليه تعديل سلوكه، أما الأم إذالم تثق في ابنتها فسيكون باب الحوار موصودا بينها وبين ابنتها ولن تستطيع أن تقيم معها حوارا ناجحا 0

6. العلاقة السيئة بين المتحاورين، فلا بد أن تكون بين المتحاورين علاقة جيدة قائمة على الحب والألفة والاحترام المتبادل ومراعاة المشاعر 0

7. عدم مقاطعة الابن أو البنت أو الزوجة حتى ينتهوا من حديثهم 0، أيها المربي الكريم عندما تتحدث مع ابنك أو تلميذك لاتقاطع كلامه دعه يتحدث ويعبر عما في نفسه وهذا من أدب الحديث، ينبغي أن إشارات جسدية تدل على الموافقة والإنصات (أنا أسمع ---تابع ---أنا معك ---000الخ) كما أن على المربي أن يعيد عبارة المحاور لابألفاظها ولكن بمفهومها ومثال ذلك:

المسترشد– والدي أزعجني كثيرا بكثرة طلباته، إنه لايدع لي وقتا للراحة ولا حتى لاستذكار دروسي، كأنني خادم عنده0

المرشد- أنت مستاء جدا من معاملة والدك لك،

المسترشد – نعم إنه لايحب أصدقائي، فإذا جاءوا لزيارتي طردهم، إنه يحرجني أمامهم0

المرشد –هذا الأمر قد أثر في نفسك كثيرا، أليس كذلك 0

المسترشد- إنني أفكر أن أهرب من البيت 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير