يقول الحافظ الذهبي: (ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن) " سير أعلام النبلاء 20/ 46 ".
وقد قيل: كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.
وأيضا قيل:
سامح أخاك إذاخلط # # # منه الإصابة بالغلط
وتجاف عن تعنيفه # # # إن زاغ يوما أو قسط
واعلم بأنك إن طلبت # # # مبرأ رمت الشطط
من ذا الذي ما ساء قط # # # ومن له الحسنى فقط
قال البخاري رحمه الله: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: منذ أن
عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا قط " التاريخ الكبير 4/ 336 "
وقال البخاري رحمه الله: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت
أحداً قال (الذهبي): صدق رحمه الله، ومن ينظر في كلامه في الجرح والتعديل، علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعفه ... حتى إنه قال: إذا قلت: فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه، وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحداً، وهذا والله غاية الورع " سير أعلام النبلاء 12/ 439 ".
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلمة لطيفة: ولكن كثير من الناس من يرى المثالب، ويعمى عن المناقب، وفي ذلك يقول الشعبي رحمه الله: (والله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة، وأخطأت مرة، لأعدوا على تلك الواحدة) " سير أعلام النبلاء 12/ 308 ".
فعلى كل من يصنف مسلما مهما علا شأنه أو صغر أن يتقي الله عز وجل في نقده وألفاظه، ويخلص النية لله ويتجرد عن الهوى وحظوظ النفس، ولا يتكلم إلا بعلم وعدل وإنصاف ويقدم حسن الظن بالمسلم، ويوازن بين المحاسن والمساوئ، ويجعل لكثرة الحسنات أو قوتها اعتبارها، ويتذكر أن الشخص الواحد غالباً ما يجتمع فيه أمران، فيحمد ويحب بسبب أحدهما، ويذم ويبغض بسبب الآخر، ثم تكون ألفاظه مهذبة ويبتغي بذلك وجه الله تبارك تعالى.
فمن سلك هذا السبيل، فيرجى له الصواب والسداد، وعدم التبعة يوم القيامة بما يقول، ومن أخل بشيء مما سبق. فقد وقف على حفرة من حفر النار فلينظر موقع قدمه أن تزل وهو لا يشعر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وعلى طلاب العلم بالمنتدى أن يستفيدوا من كلام السلف الصالح عند الكلام على العلماء فإنهم إذا كان لا بد لهم من الحديث عرضوا ما للعالم وما عليه, ولا ينسفوا الإنصاف بما يسموه " منهج الموازنات الفاسد " وإلا كفوا عن ذلك وشغلتهم عيوبهم عن عيوب غيرهم.
والله أعلى وأعلم.
وصلى الله على سيدنا وقرة عيننا نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[10 - 12 - 09, 12:15 ص]ـ
بوركت أخي الفاضل، أثريت الموضوع بإضافتك القيمة
ـ[بهاء الدين السماحي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:16 ص]ـ
وفيك بارك أخي جهاد
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[15 - 12 - 09, 02:36 ص]ـ
بارك الله في الشيخ المفضال جهاد وسدد خطاه وحقق له في الدارين ما تمناه فما زلنا مذ عرفناه نقطف من ثمار حدائقه الغناء ما لذ ونفع
قواعد مهمة وفقه جهله كثير من طلبة العلم وإنما يؤسف على حال كثير من العلماء الذين غاب عنصر الإنصاف بينهم فعادى بعضهم بعضا بسبب فرع وسع الخلاف فيه السلف (ولا أقصد المخالف في الأمور العقدية) فتراه يسبه ويشوه ذكره وينعته بكل قبيح من القول.
(قال يونس الصدفي ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا أبا موسى: ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة) (سير أعلام النبلاء 10/ 16)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 12 - 09, 10:40 م]ـ
بارك الله في الشيخ المفضال جهاد وسدد خطاه وحقق له في الدارين ما تمناه فما زلنا مذ عرفناه نقطف من ثمار حدائقه الغناء ما لذ ونفع
قواعد مهمة وفقه جهله كثير من طلبة العلم وإنما يؤسف على حال كثير من العلماء الذين غاب عنصر الإنصاف بينهم فعادى بعضهم بعضا بسبب فرع وسع الخلاف فيه السلف (ولا أقصد المخالف في الأمور العقدية) فتراه يسبه ويشوه ذكره وينعته بكل قبيح من القول.
(قال يونس الصدفي ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا أبا موسى: ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة) (سير أعلام النبلاء 10/ 16)
الأخ الفاضل / محمد الشنقيطي
جزاك الله خيراً، على حسن ظنك بأخيك.
ولكن أخي، من الإنصاف -أيضاً - أن تنزل الناس منازلهم.
فما أنصفتني بكلامك، إذ نعتني بلفظ لست له - والله- أهلاً، لا اسماً ولا رسماً
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 12 - 09, 10:58 م]ـ
قال أحمد بن حنبل في اسحاق بن راهويه:
لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق،
وإن كان يخالفنا في أشياء،
فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.
«السير» (11/ 371)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[26 - 12 - 09, 06:50 ص]ـ
قال ابن عبد البر –رحمه الله-:
من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم، ولم يتفهم!
«تفسير القرطبي» (1/ 286)
¥