فقال أحمد: رجل صالح ابتُلي بِنا! فما نعمل؟!
طبقات الحنابلة (2/ 45)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 10 - 10, 06:25 م]ـ
قال تعالى:
إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً (النساء/ 105)،
يتلخّص سبب النّزول في «أنّ طعمة ابن أبيرق سرق درعا في جراب فيه دقيق لقتادة بن النّعمان، وخبّأها عند يهوديّ، فحلف طعمة مالي بها علم، فاتّبعوا أثر الدّقيق إلى دار اليهوديّ، فقال اليهوديّ: دفعها إليّ طعمة» البحر المحيط (3/ 358)
يقول أحد العلماء المعاصرين معلّقا على هذه الواقعة:
يا للّه! إنّه الإسلام! الإسلام وحده في تاريخ البشريّة كلّه. وغير الإسلام لم يكن ضميره ليتحرك لتبرئة متّهم ينتمي إلى قوم بينه وبينهم كلّ ذلك العداء.
ألا إنّها القمّة السّامقة الّتي لا يقيمها ابتداء إلّا الإسلام، ولا يرقاها إلّا المسلمون في كلّ التّاريخ.
لقد كانت كلّ الظّروف «مشجّعة» على اتّهام ذلك اليهوديّ وتبرئة ذلك المنافق الّذي ينتمي ولو شكلا إلى الإسلام!.
فالعداوة بين المسلمين واليهود قائمة في المدينة، وكيد اليهود للمسلمين قائم واضح للعيان.
إلّا أنّ الإسلام ما جاء ليتستّر على انحرافات البشريّة أو يتسامح مع شيء منها! وما جاء ليجاري الجاهليّات فيما تقع فيه من انحراف. وإنّما جاء لينشأ الإنسان الصّالح في الأرض.
إنّها ليست حادثا عارضا يمرّ فينسى، إنّها درس هائل في التّربية على الأفق الأعلى لا يقدّمه إلّا الإسلام، ولا يقدر عليه إلّا المسلمون. وإنّه لدرس في التّطبيق العمليّ للإنصاف الإلهيّ والعدل الرّبّانيّ الّذي لم تعرفه أمة في التّاريخ، إلّا الأمّة الّتي ربّاها القرآن الكريم. تسع آيات كريمة تنزل لكشف ذلك المنافق الّذي انضمّ إلى المشركين بعد فضحه، ولتبرئة ساحة ذلك اليهوديّ، وما كان الإسلام ليتألّف قلب المنافق لأنّه يحمل اسما مسلما على حساب الإنصاف والعدل الّذي يريد إقامتهما في الأرض نبراسا لكلّ البشريّة .. لقد ذهب ابن أبيرق مع الشّيطان، وبقي ذلك الدّرس الرّبّانيّ الخالد درسا وعاه المسلمون وحفظوه، لتتعلّمه البشريّة منهم يوم تفيء إلى رشدها وتحبّ أن تعرف الطّريق إلى ما فيه خيرها وسعادتها
نضرة النعيم (3/ 580)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 11 - 10, 06:46 ص]ـ
قال الشعبي –رحمه الله-:
كان بين عمر بن الخطاب وبين أبى بن كعب رضى الله عنهما تدارى فى شىء وادعى أبى على عمر رضى الله عنهما فأنكر ذلك فجعلا بينهما زيد بن ثابت فأتياه فى منزله
فلما دخلا عليه قال له عمر رضى الله عنه أتيناك لتحكم بيننا وفى بيته يؤتى الحكم فوسع له زيد عن صدر فراشه فقال ها هنا يا أمير المؤمنين
فقال له عمر رضى الله عنه لقد جرت فى الفتيا ولكن أجلس مع خصمى
فجلسا بين يديه فادعى أبى وأنكر عمر رضى الله عنهما فقال زيد لأبى أعف أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لأسألها لأحد غيره
فحلف عمر رضى الله عنه ثم أقسم لا يدرك زيد بن ثابت القضاء حتى يكون عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء.
السنن الكبرى (10/ 136)