ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:26 م]ـ
هل رضاع الكبير محرِّم ومؤثر و يعمل به الآن؟
سنن الترمذي (3 / ح 1152)
- حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن أبيه عن فاطمة بنت المنذر (و فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام وهي
امرأة هشام بن عروة) عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي
وكان قبل الفطام
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه
و سلم وغيرهم أن الرضاعة لا تحرم إلا ما كان دون الحولين وما كان بعد الحولين الكاملين فإنه لا يحرم شيئا. انتهى
قال ابن قدامة في المغني (9/ 201):
فإن من شرط تحريم الرضاع أن يكون في الحولين وهذا قول أكثر أهل العلم. . . " انتهى
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (34/ 59 في الشاملة):
. . . ولهذا كان جمهور العلماء والأئمة الأربعة وغيرهم على أن رضاع الكبير لا تأثير له واحتجوا بما فى
الصحيحين. . . " انتهى
فجمهور الصحابة والتابعين والعلماء المتقدمين والمتاخرين ومتأخري المتأخرين كلهم يذهبون إلى
عدم اعتبار رضاع الكبير وعدم العمل به ونذكر على سبيل المثال لا الحصر
فمن الصحابة:
1 - عمر بن الخطاب
2 - علي بن أبي طالب
3 - عبد الله بن مسعود
4 - عبد الله بن عمر
5 - أبو هريرة
6 - ابن عباس
7 - سائر أمهات المؤمنين غير عائشة
وجمهور التابعين وجماعة فقهاء الامصار ومنهم على سبيل المثال: 1 - الثوري
2 - والامام مالك وأصحابه
3 - الإمام الاوزاعي
4 - ابن أبي ليلي
5 - الإمام أبو حنيفة وأصحابه
6 - الامام الشافعي وأصحابه
7 - الامام احمد بن حنبل
8 - اسحاق
9 - ابو ثور
10 - أبو عبيد
11 - الطبري
فإذا جمهور السلف والخلف رضوان الله عليهم يذهبون إلى عدم اعتبار رضاع الكبير وعدم العمل به وعلى هذا
اتفق الأئمة الاربعة ائمة المذاهب الفقهية. على ذمة من نقل
قال ابن عبد البر: "وممن قال أن رضاع الكبير ليس بشيء (ممن رويناه لك عنه وصح لدينا)
، عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وابن عمر وأبو هريرة وابن عباس وسائر أمهات المؤمنين غير عائشة
وجمهور التابعين وجماعة فقهاء الأمصار منهم الثوري ومالك وأصحابه والأوزاعي وابن أبي
ليلى وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد والطبري. . . "
قال الشيخ سليمان سعود الصقر: وممن روى حديث سهلة هذا، عبد الله بن أبي مليكة عن عروة
بن الزبير، قال ابن أبي مليكة: " فمكثت سنة أو قريبا منها لا أحدث به رهبة له، ثم لقيت القاسم فقلت له لقد حدثتني حديثا ما حدثته بعد
، قال: "ما هو فأخبرته. قال حدث به عني أن عائشة أخبرتنيه".
وهذا يوحي أن رضاعة الكبير لم تكن معروفة عن جماعة التابعين من أهل المدينة، وقد كانت
معرفتهم بالفقه حجة آنذاك ولأنهم الأقرب عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وباقي الصحابة. ذلك أن ابن أبي مليكة
من علماء التابعين من أهل المدينة ولقي الكثير من الصحابة وحدث عنهم (فحدث عن عائشة أم المؤمنين وأختها أسماء أبنة ابي بكر
الصديق، وأم سلمة وأبي محذورة وابن عباس وعبد الله بن عمرو وابن عمر وابن الزبير والمسور بن مخرمة وغيرهم – سير أعلام
النبلاء – المجلد 5 صفحة 88) ومع ذلك لم يحدث بحديث إرضاع سالم مولى أبي حذيفة عاما كاملا رهبة لذلك. وهذا يدل على أن
موضوع إرضاع الكبير كان مستغربا للغاية عندهم.!!
قال ابن عبد البر: " هذا يدلك على أنه حديث ترك قديما، ولم يعمل به
ولم يتلقه الجمهور بالقبول على عمومه بل تلقوه على أنه مخصوص والله أعلم".
وهناك حقيقة أخرى: وهي أن الذي خالف أهل المدينة هو من أهل المدينة، وهي عائشة رضي الله عنها، ولا يختلف إثنان على ذلك.
لأنه لو كان أحدا من أصحاب محمدا صلى الله عليه وسلم الذين خرجوا إلى الأمصار، لربما قلنا أنه حفظ شيئا لم يحفظه الآخرون ..
انتهى
أقول: ومن العلماء المعاصرين:
1 - سماحة الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية السابق محمد بن أبراهيم آل الشيخ.
2 - سماحة الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية السابق عبد العزيز بن باز
3 - سماحة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين الفقيه الاصولي المعروف
¥