[الترغيب في فعل الخيرات بأحاديث موضوعات]
ـ[أبو محمد الوهبي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير منا يحب فعل الخير ويحب أن يفعل الناس الخير
وهذا أمر جميل جداً بل ضروري وفي غاية الأهمية قال الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104) سورة آل عمران.
فهو أمر مهم جداً ومن ساهم فيه فقد ساهم في أمر عظيم.
لكن البعض لا يحسن هذا فيحسن بأخيه المسلم أن ينبهه على ذلك ويرشده إلى ما هو أقوم وأفضل.
ومن ذلك الدعوة إلى فعل الخيرات والترغيب في فعلها بالأحاديث الموضوعة - والمراد بالحديث الموضوع أي المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم- فنرى كثيراً من الناس يتساهلون في ذلك جداً ويذكرون أحاديث يعلم أنها موضوعة بمجرد قراءتها والنظر فيها، وهذا أمر بالغ الخطورة لأن فيه كذب على الناس وتشويش عليهم إذ غلباً نجد هذه الأحاديث إن لم يكن جميعها تحتوي على معلومات مغلوطة وأحكام خاطئة سواء كانت تاريخية أو شرعية أو عقدية.
وأخطر من هذا أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) (رواه البخاري ومسلم) وهذا تهديد عظيم وزجر شديد عن الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم،
ولا تقل أنا لم أكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وإنما نقلت هذه الكذبة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ» (رواه مسلم في مقدمة صحيحه والترمذي وابن ماجة)،
ولا تقل إنما أردت النصيحة للناس وأن يعملوا الخير وسواء في ذلك عندي أن يكون الحديث صحيحاً أو ضعيفاً أو موضوعاً فإن هذا لا يشفع لك ولا يفيدك شيئاً لأنه لا يخرجك من مدلول الحديث الثاني ولأنه كذب على الناس والكذب محرم بلا شك وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الألباني) وفي هذا الحديث دلالة على المراد،
ولا تقل معرفة الحديث الصحيح من الضعيف والموضوع صعب علي وعسر جداً فإن هذا غير صحيح إذ الآن تحصيل العلم سهل والحمد لله فبإمكانك البحث في الكتب الموجودة عندك في المنزل وإن تعسر ذلك ففي الكتب المصورة أو المنقولة بكاملها والموجودة على الشبكة العنكبوتية وعلى أسواء الأحوال فبإمكانك البحث في أحد محركات البحث عن هذا الحديث أو في المواقع الموثوقة - وهذا أفضل بلا شك - مثل مواقع العلماء وغيرها الكثير الكثير,
ثم هناك أحاديث صحيحة مشهورة يعرفها الصغير والكبير وتكون غالباً دلالتها قوية وعبارتها واضحة وفيها الغنية بلا شك عن غيرها من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة فاستعمالها أولى من غيرها بلا شك.
أرجو أن تكون نصيحة مقبولة وأن ينفع الله بها كاتبها وقارئها.
تنبيه: أعلم أن هذا المنتدى أكثر ما يزوره طلبة العلم الذين لا يخفى عليهم غالباً مثل هذا الكلام لكن أردت به تنبيه من قد يغفل عنه ولأنه كثر جداً في المنتديات تناقل أحاديث موضوعة يعرف العامي قبل طالب العلم أنها مكذوبة ويساهم في انتشارها أناس كثر ما كنا نظن أنهم تنطلي عليهم مثل تلك الأحاديث فعسى أن يكون في كلامي هذا مساهمة في التوعية بخطورة مثل هذا , وجزاكم الله خيراً.