تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلام نفيس للشيخ عبد الرحمن السعدي حول الحجاب]

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[20 - 11 - 09, 11:37 م]ـ

قال رحمه الله في شرحه على عمدة الأحكام (3/ 1163):

وقوله في حديث عائشة: " إنَّ أفلحَ أخا أبي القعيس استأذن عليَّ بعدما أُنزل الحجاب " وكان عادتهم في الجاهلية لا يحتجب النساء عن الرجال، مع ما فيهم من الغيرة الشديدة؛ خصوصًا الأحرار، واستمرت هذه العادة في أول الإسلام، فلم يؤمر به في مكة، ولا غرابة في ذلك؛ فإنَّ كثيرًا من [الشرائع] التي هي أعظم من ذلك لم يؤمر بها إلا بعد الهجرة؛ كالصيام والحج والزكاة، فكانت الشرائع تنزل شيئًا فشيئًا مدة ثلاثٍ وعشرين سنة؛ لأجل تدريج الناس؛ ليتقنوا الشرائع إلى غير ذلك من الحكم.

ولم تنزل آية الحجاب إلا في المدينة، وسبب نزولها: عمر؛ فإنه قال: " يا رسول الله! نساؤك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أنْ يحتجبن؟ " فنزلت آية الحجاب، فاحتجب نساء الصحابة والتابعين وتابعيهم، واستمر على ذلك عمل القرون المفضلة، فكان كالإجماع عندهم؛ حتى شذَّ بعض الفقهاء فقال بعدم وجوبه، فَنَمَا هذا الأمر إلى أنْ عُدَّ هذا القول الباطل خلافًا في هذا الزمان، وأخذَ بِهِ كثيرٌ من المنتسبين للعلم؛ بل ومن العلماء الذين يعدون علماء في هذا الزمان، فأخذوا ينشرون على صفحات المجلات والجرائد الإسلامية إباحةَ السفور للنساء.

والحال أنَّ هذا قولٌ باطل، لا يُعَدُّ خلافًا في المسألة؛ لأنه خارق لِمَا أَجمعَ عليه الصحابة وسائر القرون المفضلة، فلو أنَّ أحدًا استعمله في تلك الأزمنة، لأنكروا عليه أشدَّ الإنكار، ولعدُّوهُ مخالفًا لِمَا عُلِمَ بالضرورة وجوبه، هذا مجرد فعله، فضلاً عن القول بجوازه وإباحته.

والعجب أنَّ العلماء من المصريين نصروا هذا القول نصرًا عظيمًا، مع أنه مخالف لصريح القرآن، ولا نقول هذا قدحًا بهم، ولكن نبين أنَّ هذا القول باطل، وإنما دخلَ عليهم هذا من التعشُّق لحالة الفرنج، وتسميتهم تلك العوائد تمدنًا، وإنكارهم على من خالفهم، وهذه الأحوال أعظم طريق يتوصل بها الفرنج إلى إخراج المسلمين من دينهم؛ فإن المبشرين – وهم الدعاة الذين بثوهم في البلاد، وفتحوا لهم المدارس، واتفقت دول الفرنج على مساعدتهم – مقصودهم: إخراج المسلمين عن دينهم، وإذهاب روح الإسلام عنهم؛ ومن أعظم الطرق لهم: هذه المسألة، ونشر زيهم ولغتهم، إلى غير ذلك من الطرق، وليس مقصودهم أن يقولوا: هم نصارى؛ بل يكفيهم أن يسلبوهم دينهم، ولو قالوا: إنهم مسلمون.

ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:04 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالله على هذا النقل النادر عن ذلك الإمام الفذ رحمه الله

لكن هل يوجد الكتاب على الشبكة؟

ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:19 ص]ـ

رحم الله العلامة ابن سعدي ..

وجزاكم الله خيرا يا ابا معاذ.

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:34 م]ـ

جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالله على هذا النقل النادر عن ذلك الإمام الفذ رحمه الله

لكن هل يوجد الكتاب على الشبكة؟

وجزاك خيرًا أخي الفاضل ... لا أعرف أنه موجود على الشبكة حاليًا.

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:35 م]ـ

رحم الله العلامة ابن سعدي ..

وجزاكم الله خيرا يا ابا معاذ.

وجزاك خيرًا.

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[22 - 11 - 09, 01:00 ص]ـ

أحسنت أخونا الغالي الشيخ عبدالله ..

نقل موفّق وفي وقته نفع الله بك وبارك فيك ..

ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[22 - 11 - 09, 03:37 ص]ـ

رحم الله العلامة ابن سعدي ..

وجزاكم الله خيرا يا ابا معاذ.

آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير