تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ليس لهم مستند إطلاقاً، لكن الذين يريدون أن يفتخروا بآثار الفراعنة -وبئس ما فخروا وفرحوا به- هم الذين يقولون: إن فرعون صاحب موسى موجود في الأهرامات، هذا كذب وكلام لا أصل له، رجل في وسط البحر وفي عذاب كيف يمكن لأحد أن يجرأ على أن يستخرج هذه الجثة من البحر؟ هل يمكن؟! وأين الأدوات وأين الآلات التي تحفظه حتى يأتي من يبني الأهرام ويجعله في الأهرام؟ أين هذا؟! هذا كذب وباطل.

لكن كما قلت: الذين صار فيهم جنون حب الآثار هم الذين يأخذون مثل هذا.

ثم أي فخر لنا -أيها الإخوان- في جسد أهلكه الله عز وجل، كذب الله وكذب رسوله؟ أي فخر لنا بهذا؟ لا فخر بهذا، لكن الله نجى فرعون ببدنه؛ لأن بني إسرائيل كان فرعون قد أرهبهم وأخافهم، وتعرفون الإنسان إذا كان أمامه من يخافه لا يطمئن قلبه حتى يراه هالكاً ميتاً، لأنه يلقي الشيطان في قلبه أن فرعون نجا، وفرعون سوف يرجع إليكم يا بني إسرائيل! ويفعل فيكم كذا وكذا، فقوله: (لمن خلفك) أي: لبني إسرائيل، و (لمن خلفك) أي: في نفس الوقت، ولا يبعد أن تكون هناك قراءة ولكن لا تحضرني الآن هل هناك قراءة (لمن خَلَفَكَ) أي: لمن خَلَفَكَ في أرضك، والذين خلفوه في أرضه هم بنو إسرائيل في وقته، لكن لا أدري عن هذه الآية، لا تعتمدوا أنها قراءة لا أذكر، لكن (لمن خلفك) أي: من بني إسرائيل في ذلك الوقت) اهـ. (لقاء الباب المفتوح) شريط (183) ب.

الفتوى تتحدث عن الفرعون الذي حارب نبي الله موسى عليه السلام ..

وليس كل الفراعنة (حكام مصر) حاربوا النبي وأتباعه ..

والقول الراجح والسديد أراه هنا:

الجمع بين افتخار النبي _صلى الله عليه وآله وسلم_ بنسبه ونهيه عن ذلك

اجاب عليها فضيلة الشيخ د. عمر بن عبد الله المقبل ( http://www.almoslim.net/elmy/author_fatawa/57)

التاريخ 19/ 12/1426 هـ

http://www.almoslim.net/node/60891

*******************

نص السؤال:

كيف نرد على من قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفتخر بالأنساب ويستدل على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم ولا فخر وبقول النبي أيضا في معركة حنين أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب؟ وجزكم الله خيرا.

الجواب:

اعلم – بارك الله فيك – أنه لا يمكن أن يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ويكون متعارضاً ومتناقضاً، فيبقى دور طالب العلم هو في التوفيق بين ما صح عنه صلى الله عليه وسلم بأحد الأوجه المعروفة عند أهل العلم في التوفيق بين النصوص التي ظاهرها التعارض، وحينما أقول: صح، فهذا يعني أننا يجب أن نتأكد من صحة ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ ليس كل ما يروى عنه صحيحاً – كما هو معلوم-.

وفيما يتصل بسؤالك فيقال: أما الحديثان اللذان ذكرتهما فهما صحيحان – مع التنبيه إلى أن زيادة "ولا فخر" ليست في صحيح مسلم، وكذلك ما يتعلق بالنهي عن التفاخر بالأحساب، فهو يكاد يصل إلى حد التواتر، فيبقى الجمع بين ما ذكرته فيقال: الجمع بين هذه النصوص بأحد الأوجه التالية:

الوجه الأول: أن الذي ورد ذمه في النصوص هوما كان على سبيل التفاخر، والتنقص للآخرين، وهذا ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم، وعليه فإذا خلا الإخبار من هذا السبب فلا حرج فيه، قال شيخ الإسلام – في المنهاج 7/ 256 - : "إن التفضيل إذا كان على وجه الغض من المفضول في النقص له نهي عن ذلك، كما نهى عن تفضيله على موسى، وكما قال لمن قال: يا خير البرية، قال: "ذاك إبراهيم وصح قوله: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر آدم" انتهى، وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في كلام ابن القيم بعد قليل.

الوجه الثاني: أن قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا النبي لا كذب" كان في غزوة حنين، وفي مقام حرب، وهو مقام يحتاج إلى إظهار القوة البدنية والقلبية، ومن ذلك الفخر على العدو – وهو جائز حينها – وعلى هذا توجه كلمة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام، وينظر في هذا منهاج السنة 8/ 77 - 78 للإمام ابن تيمية ففيه بحث لطيف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير