تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 - يجب أن يعلم من يبحث في إعجاز القرآن أن خير من يفسر القرآن هو القرآن نفسه، ثم يأتي بعد ذلك أحاديث الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، ثم اجتهادات الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، ثم من تبعهم من العلماء والأئمة الثقات رحمهم الله ورضي عنهم جميعاً.

7 - كما ينبغي الإحاطة بدلالات الآية ومعانيها المتعددة وألا نخرج خارج قواعد اللغة العربية ولا نضع تأويلات غير منطقية بهدف التوفيق بين العلم والقرآن، بل يجب أن نعلم بأن المعجزة القرآنية تتميز بالوضوح والتفصيل التام، ولا تحتاج لالتفافات من أجل كشفها. يقول تعالى: (ألر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1].

8 - ينبغي أن نعلم بأن المعجزة العلمية هي هدف وليست غاية لحد ذاتها، فهي هدف للتقرب من الله تعالى وزيادة اليقين به وبلقائه. ونتذكر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام. يقول تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: 260].

سؤال: ما هو العمل إذا حدث تناقض بين القرآن والعلم؟

قبل كل شيء يجب أن نعلم بأن الذي أنزل القرآن هو نفسه الذي خلق الكون، فلا يمكن أبداً أن يخلق الله شيئاً ثم يتحدث عنه في القرآن بشكل يخالف حقيقة هذا المخلوق. إذن عندما نفهم الحقيقة الكونية ونفهم الحقيقة القرآنية فهماً صحيحاً فسوف نجد التطابق التام.

بل إن وجود تناقض أو اختلاف بين الحقيقة العلمية الثابتة والواضحة وبين آية من آيات القرآن يعني أن الحقيقة العلمية فيها شك أو غير صحيحة لأن العلم يجب أن يطابق القرآن! وإذا رأينا الآية تتطابق تماماً مع العلم فهذا يعني أن الآية صحيحة ومنزلة من عند الله تعالى، وهذا ما تحدث عنه الله بوضوح عندما قال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

ولكننا قد نجهل التفسير الدقيق للآية القرآنية فلا يجوز لنا أن نحمّل الآية غير ما تحتمله من الدلالات والمعاني، وأن نبني عقيدتنا على لغة الحقائق العلمية.

ولكن إذا كانت النظرية العلمية تتفق مع القرآن تماماً فيمكن الاستئناس بها، أما إذا خالفت القرآن بشكل صريح فلا يجوز لنا أن نعتقد بصحتها.

سؤال: ما هي فوائد الإعجاز العلمي؟

1 - زيادة الإيمان لدى المؤمن.

2 - إقناع الملحدين بصدق القرآن العظيم، وأن التوافق بين العلم والقرآن هو دليل وبرهان مادي ملموس في عصر العلم على أن القرآن لم يُحرّف وأن الله قد حفظه كما نزل منذ 1400 سنة.

3 - إن الإعجاز العلمي وسيلة لتوسيع مدارك المؤمن وزيادة معرفته العلمية، ولكن على أساس إيماني، وليس كما يقدمها لنا الغرب على أساس من الإلحاد. فهم يردون كل شيء للطبيعة، ونحن ينبغي أن نصحح هذه العقيدة فنرد كل شيء لله القائل: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر: 62].

4 - الإعجاز العلمي وسيلة للدعوة إلى الله تعالى وتعريف غير المسلمين بهذا الدين الحنيف.

5 - إظهار عظمة القرآن وعظمة الأحاديث الشريفة، وأن القرآن يحوي جميع العلوم.

سؤال: لماذا لا نكتشف هذه الحقائق قبل الغرب؟

هذا السؤال يتكرر كثيراً، فالقرآن مادام يحوي كل هذه الحقائق العلمية فلماذا لا نكتشفها نحن المسلمون ونسبق الغرب إليها، وأقول: إن السبب هو تقصيرنا وإهمالنا لكتاب الله وللبحث العلمي. والدليل على ذلك أن أجدادنا رحمهم الله عندما تدبروا القرآن وعملوا بما فيه واستجابوا للتعاليم الإلهية التي تأمرهم أن يسيروا في الأرض ويفتشوا عن أسرار الخلق، صنعوا أعظم حضارة علمية في التاريخ، وهذا باعتراف الغرب نفسه.

وإنني أرى بأن أفضل طريقة للنهوض بأمتنا أن نلجأ إلى كتاب الله وسنة نبيه، وأن نبني علومنا على أساس إيماني، والله تعالى يعطي من يشاء من فضله فهو القائل:

(قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [البقرة: 73 - 74].

ثم دخل أحد الأعضاء ورد عليه بهذا الكلام:

تعليق مهم على ضوابط الاعجاز العلمي

أول تعليق:

عندما نطلق العبارات ينبغي أن نفطن لمعانيها اللغوية ولتعريفاتها الاصطلاحية (الحد أو الرسم)

الاعجاز العلمي

المعجزة: هي خرق الحكم العادي

والحكم العادي: هو الربط بين أمر وأمر وجوداً وعدماً دون تأثير لأحدهما على الآخر البتة

وانفكاك هذا الربط يكون بمعجزة لنبي أو كرامة لولي.

أما العلم: فعلى صعوبة تعريفه منطقياً إلا أن أجمع تعريف له هو إدراك الأشياء على حقيقتها بدليل

والعلم: يرادف اليقين

فأي إدارك حصله الانسان بشكل قاطع بدليل قاطع فهو علم

فإدراكنا أن الله عز وجل واحد بدليل قاطع هو علم

لذلك لا يجوز أن نطلق العلم على الأمور المدركة عن طريق الحس فقط

ونجاري بذلك فلسفة كانت وماركس المادية

خاصة وأن جميع العقلاء يسلمون أن العلم لا يحصر بالمدركات عن طريق الحواس فحسب

اعجاز علمي

وهل معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي حصلت في عهد الصحابة لم تكن علمية

هل العلم فقط هو المحصور بالمدركات الحسية

ثم قولك ياأ خ أن الحقيقة العلمية إذا تعارضت مع القرآن يكون مشكوك فيها هذا كلام يحتاج إلى تدقيق

لأن الحقيقة العلمية كما قلت هي مدرك يقيني مطابق للواقع خارج الذهن

لذلك الجواب على سؤالك إذا تعارض الحكم العقلي مع القرآن ما العمل

الجواب أن هذا مستحيل الوقوع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

فأرجو من الإخوة أن يوجهوني إلى الصواب في الموضوع وكيف ترد على من يناقش عن الموضوع وحبذا لو يجمع لنا بعض الإخوة كلام العلماء القدامى في الموضوع مع المصدر شاكرا لكم ولجهودكم جزاكم الله خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير