ومن عجائب ما جاء في رسالة الشيخ العبيكان , قوله " و أقول لمن قال: إن هذه الفتوى تقتضي السماح للسحرة بمزاولة عمل السحر , بأن هذا الكلام باطل , بل المطلوب القضاء على السحرة , وهذا ما تقضي به أنظمة بلادنا المباركة , ولكن هناك من يقوم بمزاولة العمل سراً منذ سنين طويلة , ولم تستطع السلطة القضاء التام عليهم , كما أننا نعلم أن السحرة في دول كثيرة بعضها عربية إسلامية , يقومون بمزاولة عملهم بدون معارض , فلو استطعنا القضاء على جميع السحرة في العالم لما احتجنا إلى الفتوى بذهاب المسحور عند الضرورة إلى أولئك السحرة " اهـ.
قال سمير: لا أدري , هل الشيخ موافق للأنظمة " المباركة " , في القضاء على السحرة , أم هو يخالفها , كما يظهر من فتواه؟ وإذا رأى – فضيلته – أن القضاء على السحرة , بمعنى إقامة حد الردة عليهم , أو بسجنهم و تعزيرهم , ومنعهم من مزاولة السحر , كما هو الحال عليه عندنا , وكما ينبغي أن يكون في كل مكان , لأن شرع الله لا يخص مكاناً دون مكان , فإذا رأى الشيخ أن هذا هو المطلوب فعله مع كل السحرة , في شرع الله , وأن أئمة المسلمين يلزمهم تطبيق هذا الشرع، فكيف يبيح بعد ذلك أن يلجأ المؤمنون إلى أولئك السحرة لحل السحر بالسحر؟
ثم إن كان أولئك المجرمون المفسدون في الأرض مستخفين عن أعين السلطة، ويعملون السحر في الخفاء، كما يعلم الشيخ، فكيف يصح أن يتستر عليهم أهل هذه البلاد؟
أليس الواجب الشرعي على كل مؤمن ومؤمنة، إذا عرف مكان أحد من هؤلاء السحرة أن يدل عليه السلطة حتى تخلص العباد والبلاد من شرهم؟
أم يرى الشيخ – أصلحه الله – أن يذهب إليهم هؤلاء المؤمنون ليعينوهم على جرمهم وفسادهم، ويدفعوا إليهم أموالهم، وربما أعانوهم على شركهم أيضاً، كذبح قربان ونحوه، مما اشتهر ذكره، ولا إخاله يخفى على فضيلة الشيخ خبره؟
ثم أليس في مثل تلك الفتوى العجيبة افتئات على ولاة الأمر من العلماء والأمراء، حيث يجاهر الشيخ بمخالفتهم ومعارضة أنظمتهم، التي وصفها الشيخ بأنها مباركة؟
كيف تكون مباركة أيها الشيخ، وأنت تقول: اذهبوا أيها الناس إلى أولئك السحرة المستخفين عن أعين العدالة والسلطة، وترددوا إليهم، ولا حرج عليكم في ذلك، من باب الضرورة؟!
ولو قال لك أحد المصابين بالسحر، إني وجدت ساحراً فهل أذهب إليه ليحل السحر عني أم أذهب إلى السلطة لأبلغهم عن مكانه حتى يقبضوا عليه، فبماذا تجيبه؟
إن أجبته بالأول، فقد نازعت الأمر أهله، وإن أجبته بالثاني فقد ناقضت نفسك وخالفت فتواك.
ثم نقول للشيخ: إن في ذلك فتحاً لأبواب من المفاسد والشر، وإعانة للمجرمين بل والمشركين ولا يبعد أن يقوم بعض الناس بإيواء السحرة والتستر عليهم، حتى يحلوا عنهم السحر، وقد صح في الحديث ((لعن الله من آوى محدثاً)). رواه مسلم [1978].
وأي حدث أعظم من الشرك والسحر والإفساد في الأرض. ويكفينا من ذلك كله قول الله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
شد الرحل لحل السحر
وأما قول الشيخ إن السحرة متوافرون في دول كثيرة، فإن معناه: أن من أصابه شيء من السحر، وعجز عن أن يجد ساحراً يحل عنه السحر في هذه البلاد، فليشد رحله إلى أي بلد من تلك البلدان التي تسمح للسحرة " بمزاولة عملهم بدون معارض "!
ولا أدري هل يعلم فضيلته خطر مثل هذا القول؟
أيصح أن يسافر المسلمون من بلاد التوحيد , لا لكسب العلم , و لا لتجارة ولا لمنفعة مباحة , بل ليبحثوا عن السحرة ويطلبوا منهم النشرة؟
سبحان الله! أي فساد سيجره مثل هذا القول الذي يزعم قائله أنه ينصح به المسلمين , ويستدل بقوله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة "؟!
أي نصيحة يا شيخ , و أنت تسوق الناس إلى بلدان يكثر فيها الكفر و الشر , وينتشر فيها الشعوذة والكهانة و السحر؟.
وأي نصيحة تلك التي تزعمها، وتستدل عليها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تجاهر بمخالفته وعصيان أمره، حيث قال ((اجتنبوا السبع الموبقات)) وذكر منها السحر، وقال ((من أتى كاهناً أو عرافاً .. )) وقال عن الكهان ((فلا تأتوهم)) وقال أيضاً ((ليسوا بشيء))؟.
لا تداووا بحرام
¥