تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خطبة جمعة يوم عيد الاضحى عن الامطار بجده]

ـ[المعتصم بالله]ــــــــ[27 - 11 - 09, 05:03 ص]ـ

خطبة الجمعة الموافقة لعيد الأضحى المُبارك

ذياب بن رمضان الزهراني مسجد السعادة بجده

الخطبه الأولى:

الحمد لله الذي أثار السحاب وأرسله، وساق الغيث وأنزله، أحمده عدد ما هطل علينا من سحاب، وعدد ما ابتل من الحصى والتراب، حمدا يليق بجلاله، وينبغي لعظمته وكماله، وأشهد أن لا إله إلا الله الغني عنا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى العالمين إنسا وجنا، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:

أيها المسلمون: هل علمتم أن تقصيرنا هو سبب تكديرنا، وذنوبنا هي سبب كروبنا، قال العليم القدير (وَمَا أَصَـ?بَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) لو آمنا حق الإيمان لأمنا، ولو أسلمنا حق الإسلام لسلمنا، ولو اغتنمنا جواهر الزمن لغنمنا، قال اللطيف الخبير (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ?لْقُرَى? ءامَنُواْ وَ?تَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـ?تٍ مّنَ ?لسَّمَاء وَ?لأرْضِ وَلَـ?كِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـ?هُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)، المعاصي أيها المسلمون: تفسد الديار العامرة، وتسلب النعم الباطنة والظاهرة، زمانكم هذا زمان وأي زمان، تلطخت فيه القلوب بالأدران، وتلوثت فيه الجوارح بالإثم والعدوان، ذنوب ومعاصي، أثقلت الداني والقاصي، إلا من رحم ربي، فإلى الله المشتكى،، قنوات فضائية، ووسائل إعلامية، وشبكات معلوماتية، واتصالات سلكية ولاسلكية، جلبت الغرائب والمصائب، وأتلفت العفة والحشمة، وعصفت بالخلق والحياء، وهل جنينا مما ساء منها، إلا الجرائم والفسوق، والشذوذ والانحراف، فصرنا إلى ظلم بين العباد قد انتشر، وغصب لأموال الناس بالباطل قد ظهر، وأكل لحقوق البشر لانَّ من أعظم أسباب ضعف الإيمان: حب الدنيا وعدم ذكر هادم اللذات الموت، بل إن ذلك من أسباب تسلط العدو على المسلمين، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله! وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) فإيّاكم والانغماس في الدنيا والتعلق بها فإنها لا تزن عند الله جناح بعوضة, واجعلوها في أيديكم لا في قلوبكم. إن سعيتم في طلبها فاجعلوا ذلك من أجل الاستعانة بها على طاعة الله. أيها المسلمون: نعلم أن ما يحدث للناس من كوارث ومصائب في السيول وفي غيرها، قضاء وقدر، ولكن الأخذ بأسباب الوقاية والنجاة أيضا من القضاء والقدر، لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرقى والتعاويذ أهي تنفع من قضاء الله عز وجل وقدره قال عليه الصلاة والسلام (هي من قضاء الله عز وجل وقدره) فالأخذ بأسباب الهلاك والأخذ بأسباب النجاة كلها من قضاء الله عز وجل وقدره، أيها الناس الجهات الأمنية، والدفاع المدني، جهاز مسئول عن ذلك، لكنهم أيضا بشر لهم طاقات و إمكانات، وخصوصا إذا كثرت الحوادث، وأنت أيضا تقف معهم باتقائك الكوارث، والوقاية خير من العلاج، أنت أيها المسلم، الدفاع المدني الأول لنفسك وأسرتك، فلا تتهور وتجعل نفسك في هذا المأزق، ثم تلقي باللوم على غيرك، لقد رأيت بأم عيني صورا، لسيارات وبعضها مما يوصف بالقوة، يحملها السيل بين زبده، ويقلبها كأنها علب، ورجال ونساء كادت أن تكلبهم يد المنون، لولا أن من الله عليهم بمن أنقذهم، كل ذلك بسبب التهور، واستسهال الأمر،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير