تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل للقمر علاقة بسلوك الناس، وخصوبة المرأة؟]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 12 - 09, 05:43 م]ـ

[هل للقمر علاقة بسلوك الناس، وخصوبة المرأة؟]

السؤال: إنني طالب في كلية " الطب "، وقد أُخبرت بأن القمر ومراحله يحدد خصوبة المرأة، فما رأيكم؟.

الجواب:

الحمد لله

من يطلع على موروثات الأمم السابقة يجد مِن بينها مَن يعتقد في القمر تأثيراً بالغاً، وخاصة إن كان مكتملاً، وذلك التأثير في سلوك العنف، والإجرام، والتسبب في نوبات الصرع، وتأثيره في خصوبة المرأة، وغيرها.

ومن يطلع على بعض البحوث المعاصرة يجد تأييداً لتلك الموروثات من قبَل بعض الأطباء والباحثين، ويؤيدون ذلك في أبحاثهم، حتى غدا ذلك - عند كثيرين - عقيدة لا تتزحزح، وقناعة لا يُشك فيها.

وقد تتبع الدكتور حسن محمد صندقجي حفظه الله "استشاري أمراض الباطنية والقلب في مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض" تلك الدراسات المثبتة لذلك التأثير، ونقل أسماء القائلين بها، ومراكزهم العلمية، ثم ذكر الدراسات التي ترد على تلك السابقة، والتي تُبين خطأها، وعوارها، وأيَّدها، وبيَّن أنها هي الصواب.

قال الدكتور حسن محمد صندقجي – وفقه الله -:

وكان الدكتور " إيفان كيلي " الباحث النفسي بجامعة " ساسكاتشوان " في " ساسكاتون " قد تعمق في بحث موضوع القمر وتأثيراته على حياة الناس، ونشر أكثر من 15 بحثاً طبيّاً نفسيّاً عن هذا الموضوع، وراجع أكثر من 200 دراسة علمية طبيَّة عن علاقة القمر بحياة الناس النفسيَّة، والصحيَّة، وعبَّر عن رأيه الصريح في الأمر برمته قائلاً: " رأيي الشخصي هو أن الادِّعاء بوجود تأثيرات لاكتمال القمر بهيئة البدر لم يثبت علميّاً، والدراسات التي تم إجراؤها لم تكن نتائجها متوافقة، ومنضبطة، ولكل دراسة إيجابية في نتائجها: هناك دراسة أخرى سلبيَّة النتائج، تُقابلها، وتُلغيها ".

... .

وتساءل الدكتور " إيريك تشدلر "، الباحث النفسي بجامعة " واشنطن " في " سياتل " بالولايات المتحدة بالقول: " هل من الممكن أننا – كثقافة - نُحب الفكرة القائلة بوجود قوة غامضة مُؤثرة للقمر على الأحداث في حياتنا؟! وأننا بالتالي ندعم تلك الخرافة إلى الأمام، وقُدماً، لأننا نُريد إثبات ذلك، بأي شكل؟! ".

وأضاف: " حينما يحصل أمر غير معتاد، ويكون القمر آنذاك بَدْراً: فإن الناس عادةً ما يُلاحظون ظهور القمر بهيئته المكتملة، ويلومونه في التسبب بحصول تلك الأمور.

وعلق الدكتور " سكوت براندهورست " الباحث النفسي في " روبرت ميوري كلينك " التابع لمؤسسة " فورست " بالولايات المتحدة على الموضوع بالقول: " إنها واحدة من الخرافات myths التي استمرت بالحضور بقوة عبر الأجيال المتعاقبة، ونحن – كمجتمع - لا نزال نستخدم اكتمال القمر لتعليل سلوكيات الناس ".

وفي عدد شتاء عام 1986 من مجلة البحث عن حقائق الشكوك Skeptical Inquirer ، صدر تقرير " الهيئة العلمية للتحقيق في مزاعم الأمور الخارقة للعادة " CSICO ، الذي تفحص بالتحليل نتائج العديد من الدراسات العلمية التي تناولت بالبحث علاقة مراحل ظهور القمر lunar phases بالتصرفات غير الطبيعية، وأعطى هذا التقرير رأيه في الأسباب التي لا تزال تجعل الكثيرين يستمرون في الاعتقاد بتأثيرات مراحل القمر!.

... .

ووفق ما قاله التقرير صراحة: " وفي 23 دراسة تم فحص نتائجها: تبيَّن أن في نصفها تقريباً - وعلى أقل تقدير - خطأ، أو خطأين، في طريقة البحث العلمي، وبتصحيح تلك الأخطاء المنهجية في البحث، وبالعودة إلى النتائج الأصلية لتلك الدراسات: فإننا لم نجد أن هناك علاقة ثابتة ومتوافقة بين مراحل القمر وبين تلك التصرفات غير الطبيعية من الناس، والتي تُوصف عادة بأنها نتيجة لتأثيرات القمر عليهم ".

وقال العلماء في تقريرهم: " إن كانت البراهين العلمية تقول لنا بأنه لا تُوجد تلك التأثيرات المزعومة للقمر: فلماذا تستمر فرضية " القمر المكتمل " بين الناس؟ ".

وأجابوا: " بأن هناك ثلاث عوامل تؤدي إلى استمرار ذلك المعتقد، وهي: انحدار مستوى التقارير الإعلامية، وضحالة المعرفة بعلم الفيزياء الطبيعية، والانحياز، والميل لدى بعض المتخصصين في علم النفس ".

... .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير