[فائدة عظيمة للإمام الشوكاني]
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 04:32 م]ـ
قال الإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله: (اعلم أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هما من أعظم عمد الدين لإن بهما حصول مصاح الأولى و الآخرة فإن كانا قائمين قام بقيامهما سائر الأعمدة الدينية و المصالح الدنيوية, و ان كان غير قائمين لم يكثر الأنتفاع بقيام غيرهما من الأمور الدينية و الدنيوية.
و بيان ذلك أن أهل الإسلام إذا كان الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيهم ثابت الأساس و القيام به هو شأن الكل و الأكثر من الناس و المعروف بينهم معروف, و هم يد واحدة على إقامة من زاغ عنه و رد غواية من فارقه و المنكر لديهم منكر و جماعتهم متعاضدة عليه, متداعية إليه متناصرة الأخذ بيد فاعله و إرجاعه إلى الحق و الحيلولة بينه و بين ما فارقه من الأمر المنكر فعند ذلك لا يبقى أحد من العباد في ظاهر الأمر تاركا لما هو معروف و لا فاعلا لما هو منكر لا في عبادة و لا في معاملة فتظهر أنوار الشرع و تسطع شموس العدل و تهب رياح الدين و تستعلن كلمة الله في عباده و ترتفع أوامره و نواهيه و تقوم دواعي الحق و تسقط دواعي الباطل و تكون كلمة الله هي العليا و دينه هو المرجوع إليه المعمول عليه و كتابه الكريم و سنة رسوله المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو المعيار الذي توزن به أعمال العباد و ترجع إليهما في دقيق الأمور و جليلها و بذلك تنجلي ظلمات البدع و تنقسم ظهور أهل الظلم و تنكسر نفوس أهل معاصي الله و تخفق ريات الشرع في أقطار الأرض و يضمحل جولان الباطل في جميع بلاد الله عز و جل.
و أما إذا كان هذان الركنان العظيمان غير قائمين أو كانا قائمين قياما صوريا لا حقيقيا فيا لك من بدع تظهر و من منكرات تستبين و من معروفات تستخفى و من جولان العصاة و أهل البدع تقوى و ترتفع و من ظلمات بعضها فوق بعض تظهر في الناس و من هرج تمرج في العباد و يبرز للعيان و تقر به عين الشيطان و عند ذلك يكون المؤمن كالشاة العائرة و العاصي كالذئب المفترس و هذا بل شك و لا ريب بمحو رسوم الدين و ذهاب نور الهدى و انطماس معالم الحق.
و على تقدير وجود أفراد من العباد يقومون بفرائض الله و يدَعون مناهيه و لا يقدرون على أمر بمعروف و لا نهي عن منكر فما أقل النفع بهم و أحقر الفائدة العائدة عاى الدين منهم, فإنهم و إن كانوا ناجين بأعمالهم فائزين بتمسكهم بعروة الحق الوثقى لكنهم في زمان غربة الدين و انطماس معالمه و ظهور المنكر و ذهاب المعروف بين أهل السواد الأعظم و فيما يتظاهر به الناس و حينئذ يصير المعروف منكرا أو المنكر معروفا و يعود الذين غريبا كما بدأ). رفع الريبة عن ما يجوز و ما لا يجوز من الغيبة 18,17 ضمن كتاب الرسائل السلفية في إحياء سنة خير البرية.
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[04 - 12 - 09, 02:49 ص]ـ
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. آه ثم آه ...
قد أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت .. ولكنك تنفخ في رماد
..... اللهم استعملنا فيما يرضيك ..
و هذه فائدة للإمام النووي في شرحه على مسلم:
واعلم أن هذا الباب أعنى باب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة ولم يبق منه فى هذه الازمان الا رسوم قليلة جدا وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه واذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح واذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقابه فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم فينبغي لطالب الآخرة والساعى في تحصيل رضا الله عز و جل أن يعتنى بهذا الباب فان نفعه عظيم لا سيما وقد ذهب معظمه ويخلص نيته ولا يهابن من ينكر عليه لارتفاع مرتبته فان الله تعالى قال ولينصرن الله من ينصره وقال تعالى ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم وقال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وقال تعالى أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ..... الخ
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[04 - 12 - 09, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خير وللامام الخلال كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للفائده
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 10:27 ص]ـ
أشكرك أخي أبا فرحان على إثرائك الموضوع و نقلك عن الإمام النووي
جزاك الله خيرا
الأخ عبدالحميد الكتب التي كتبت في هذه الشعيرة العظيمة المعطلة كثيرة جدا, و كثير منها يندرج تحت عنوان الحسبة
و الله المستعان
ـ[السوادي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 06:22 م]ـ
جزاك الله كل خير