تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رغم ما أشرنا إليه من ضعف الحديث، فإن الظاهر أن أهل الجنة لا يتساوون في رؤية الله جل جلاله التي هي أعظم نعيمهم، فإن الرؤية إذا كانت ثوابا لهم على إيمانهم وأعمالهم، كان من المعقول أن تتفاوت منازلهم في هذه الرؤية، ويتفاوت تنعمهم بها، بحسب تفاوت منازلهم في الجنة؛ بل إن بعض أهل العلم قد ذهب إلى القول بموجب هذا الحديث، رغم ما في إسناده من مقال.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيَاقَ " الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ " عَلِمَ أَنَّ التَّجَلِّيَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ لَهُ عِنْدَهُمْ وَقْعٌ عَظِيمٌ لَا يُوجَدُ مِثْلُهُ فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ؛ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ هَذَا النَّوْعَ أَفْضَلُ مِنْ الرُّؤْيَةِ الْحَاصِلَةِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ وَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ أَكْثَرَ ".

ثم قال:

" ثُمَّ هَذَا مِنْ الْمُمْكِنِ: أَنَّ " الرُّؤْيَةَ جَزَاءُ الْعَمَلِ "؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرُّؤْيَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَوَابُ شُهُودِ الْجُمُعَةِ؛ بِدَلِيلِ أَنَّ فِيهَا يَكُونُونَ فِي الدُّنُوِّ مِنْهُ عَلَى مِقْدَارِ مُسَارَعَتِهِمْ إلَى الْجُمُعَةِ، وَتَفَاوُتِ الثَّوَابِ بِتَفَاوُتِ الْعَمَلِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مُسَبَّبٌ عَنْهُ ... ، وَهَذَا مُنَاسِبٌ لِحَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ الصَّالِحَ إذَا انْقَضَتْ الْجُمُعَةُ اشْتَغَلَ بِمَا أُبِيحُ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَأُولَئِكَ اشْتَغَلُوا بِالتَّقَرُّبِ إلَيْهِ بِالنَّوَافِلِ، فَكَانُوا مُتَقَرِّبِينَ إلَيْهِ فِي الدُّنْيَا بَعْدَ الْجُمُعَةِ، فَقَرُبُوا مِنْهُ بَعْدَ الْجُمْعَةِ فِي الْآخِرَةِ، وَهَذِهِ " الْمُنَاسَبَةُ الظَّاهِرَةُ " الْمَشْهُودُ لَهَا بِالِاعْتِبَارِ تَقْتَضِي أَنَّ ذَلِكَ التَّجَلِّيَ ثَوَابُ أَعْمَالِهِمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ .. " انتهى.

"مجموع الفتاوى" (6/ 455 - 457).

وقال الشيخ عبد الغنيمان حفظه الله:

"كل من دخل الجنة فسيرى الله، ولكن الرؤية تتفاوت؛ منهم من يراه بكرة وعشياً، ومنهم من يراه في الأسبوع مرة في يوم جمعة، كما جاء النص في ذلك؛ فالرؤية تتفاوت حسب الأعمال والإيمان كما تتفاوت درجات الجنة " انتهى.

"شرح الواسطية"، الغنيمان.

وسئل الشيخ العثيمين - رحمه الله -:

هل هناك تفاوت بين المؤمنين في رؤية الله عز وجل؟.

فأجاب:

" الظاهر: أنها حسب العمل والدرجة؛ لأنه لا يستوي أبو بكر رضي الله عنه مع مؤمن ناقص الإيمان " انتهى من " لقاء الباب المفتوح " (228 / السؤال رقم 3).

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/144199)

ـ[السوادي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:58 م]ـ

جزاك الله كل خير

ـ[أم ديالى]ــــــــ[06 - 12 - 09, 06:21 م]ـ

جزاكم الله خيرا

اللهم اجعل خير ايامنا يوم نلقاك وارزقنا لذة النظر الى وجهك الكريم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير