[الجمع بين الصلاتين للمسافر وجمع المقيم .. عبد الرحمن السحيم]
ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:21 م]ـ
المقدمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإن من نِعمة الله عليّ أن مِنّ عليّ بمحبة العِلم وأهله، فجعل نهمتي في مدارسته.
ومن تمام النعمة أن يسر لي دراسة علم الحديث ضمن برنامج الدراسات العليا، وبالأخص دراسة أحاديث الأحكام التي لا يستغني عنها مسلم فضلا عن طالب عِلم، ذلك أنه ما مِن مُصلٍّ ولا صائم ولا عابد لله إلا وهو مُحتاج إلى معرفة أحكام عباداته لتكون عبادته على بصيرة.
ولما كان من المقرر دراسة أحاديث الأحكام فقد كُلِّفت بدراسة بعض أحاديث الجمع بين الصلاتين في السفر، وما يتعلق بجمع المقيم.
وقد استعنت بالله لدراسة هذه الأحاديث، دراسة حديثية فقهية.
وقد خرّجت الأحاديث تخريجا متوسّطا مع بيان درجة الحديث من خلال أحكام العلماء المتقدّمين أو المتأخرين، أو أجمع بين الأقوال ما أمكن.
كما ذَكَرْت بعض المباحث الفقهية المستنبطة من هذه الأحاديث قيد الدراسة.
وقسّمت البحث إلى مبحثين:
المبحث الأول: الجمع بين الصلاتين في السفر.
والمبحث الثاني: جمع المقيم.
وتحت كل مبحث مسائل.
وأتوجه بالشكر الجزيل لفضيلة أستاذنا د. عبد الله السوالمة – حفظه الله – على ما أولاه من عناية وتوجيه.
وأسأل الله أن يستعملنا في طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الرياض – محرّم 1425 هـ
الموضوع الاصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t44269.html#post134521)
ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:22 م]ـ
المبحث الأول: الجمع بين الصلاتين في السفر
أولاً: روايات الحديث
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخّر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما، وإذا زاغت قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب. متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع بينهما.
وفي رواية لمسلم: إذا عَجِلَ عليه السفر يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما، ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق.
ثانياً: تخريج الحديث:
رواه البخاري في كتاب الكسوف باب يؤخر الظهر إلى العصر إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس.
وفي باب إذا ارتحل بعد ما زاغت الشمس صلى الظهر ثم ركب [1].
ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها [2].
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وإذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخّر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك؛ إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء وإذا ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخّر المغرب حتى ينزل للعِشاء ثم جمع بينهما [3].
قال الترمذي: والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ من حديث أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء. رواه قرّة بن خالد وسفيان الثوري ومالك وغير واحد عن أبي الزبير المكي، وبهذا الحديث يقول الشافعي، وأحمد وإسحاق يقولان: لا بأس أن يجمع بين الصلاتين في السفر في وقت إحداهما [4].
وفي رواية لمسلم [5] قال معاذ: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك، فكان يجمع الصلاة، فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا، حتى إذا كان يوما أخّر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل، ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا.
وفي رواية لأحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله يجمع بين الصلاتين في السفر المغرب والعشاء، والظهر والعصر [6].
الموضوع الاصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t44269.html#post134521)
ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:23 م]ـ
ثالثاً: من مباحث الحديث الفقهية
المسألة الأولى:
ما حدّ السفر؟
أو ما هي المسافة التي تُبيح الترخّص؟
لم يرِد في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تحديد مسافة السفر [7].
¥