تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من خالفكم فلا تجمعوا بين ظهر ولا عصر، ولا مغرب ولا عشاء، لا يجوز غير هذا وأنتم خارجون من الحديث [72]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: يجوز الجمع بين صلاة المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر عند كثير من العلماء للسفر والمرض ونحو ذلك من الأعذار [73].

وحديث الباب حجة لمن قال بالجمع في الحضر عند وجود العُذر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك توسعة لأمته، ورَفْعُ الحرج من قواعد الشريعة.

وقال الأُبّي: وبالجمع للمطر قال مالك والشافعي وجمهور السلف، وأباه الحنفية وأهل الظاهر والليث إلا أن مالكاً قَصَر الجمع للمطر في المعروف عنه على المغرب والعشاء، وعمّمه الشافعي فيهما وفي الظهر والعصر، وهو ظاهر ما لِمالِك في الموطأ، وألحق مالك بالمطر اجتماع الطين والظّلمة، وجاء عنه ذِكر الطين مُفرَدا [74].

فائدة:

في قول ابن عباس رضي الله عنهما: أراد أن لا يحرج أمته.

قال ابن سيد الناس: قد اختُلف في تقييده، فرُوي بالياء المضمومة آخر الحروف، وأمتَه منصوب على أنه مفعوله، ورُوى تحرج بالتاء ثالثة الحروف مفتوحة، وضم أمتُه على أنها فاعلة، ومعناه إنما فعل تلك لئلا يشق عليهم ويثقل، فقصد إلى التخفيف عنهم [75].

وفائدة أخرى:

قوله: " صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء " فيه تقديم وتأخير.

فإن السبع هي صلاتي المغرب والعشاء.

والثَّمان هي صلاتي الظهر والعصر.

وهذا يجوز لغة، قال الله تبارك وتعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [76].

فقدّم وأخّر.

والله تعالى أعلى وأعلم.

الموضوع الاصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t44269.html#post134521)

ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:27 م]ـ

الخاتمة

الحمد لله الذي هدى ويسّر

وبعد:

فهذه جولة في بعض دواوين العِلم وبعض مصنفات أئمة الإسلام، وما مثلي أمام هذه الكُتب إلا كما قال أبو عمرو بن العلاء: ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال [77].

وحسبنا أن نقتبس من نورهم، وأن نأخذ بآثارهم، فنعرف لهم قدرهم، ونُنزلهم منازلهم

فلا نُقدّس أقوالهم، ولا نطّرحها، بل ما وافق الكتاب والسنة أخذنا به، وما خالفهما تركناه، نزولا عند رغباتهم في ذلك، وتحقيقاً لما أمروا به " إذا رأيتم كلامي يخالف كلام رسول الله فاعملوا بكلام رسول الله واضربوا بكلامي الحائط " [78].

ومن هنا كان هذا البحث عبارة عن استنطاق كتب أئمة الإسلام.

ويسّر الله بحث مسألتين:

الأولى: الجمع بين الصلاتين للمسافر.

والثانية: جمع المقيم.

وقد جمعت فيه شتات مسائل متفرّقة، ولا أزعم أني جمعت كل ما قيل في هذه المسائل.

وأسأل الله أن ينفع به كاتبه وقارئه.

والله أعلم.

كتبه

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

الرياض – محرّم 1425 هـ

الموضوع الاصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t44269.html#post134521)

ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:28 م]ـ

المراجع

الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار تأليف الإمام ابن عبد البر النَّمَري. ط. دار قتيبة ودار الوعي. الأولى 1414

الإعلام بفوائد عمدة الأحكام. تأليف الإمام عمر بن علي (ابن الملقِّن). ط. دار العاصمة. الأولى 1417

إكمال إكمال المعلِم. تأليف الإمام محمد بن خليفة الأُبّي. ط. دار الكتب العلمية. الأولى 1415

الأم. تأليف الإمام محمد بن إدريس الشافعي. ط. دار المعرفة. الثانية 1393

الأوسط. تأليف الإمام محمد بن إبراهيم بن المنذر. ط. دار طيبة. الأولى 1985 م

تاريخ مدينة دمشق. تأليف الإمام علي بن الحسن بن هبة الله (ابن عساكر). ط. دار الفكر 1995 م

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي , تأليف الإمام محمد بن عبد الرحمن المباركفوري. ط. المكتبة التجارية 1415

تفسير القرآن العظيم. تأليف الإمام إسماعيل بن كثير القرشي. ط. دار المعارف. الثانية 1408

جامع البيان عن تأويل آي القرآن. تأليف الإمام محمد بن جرير الطبري. ط. دار هجر. الأولى 1422

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير