[وعادت سويسرا ... صحوة النصارى ... لحرب المآذن أم لحرب الإسلام]
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[07 - 12 - 09, 10:49 ص]ـ
سويسرا ... صحوة النصارى ... لحرب المآذن أم لحرب الإسلام
الحمد لله القائل: " وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ" , والصلاة والسلام على من بعثه بالهدى والدين فكان للبشرية رحمة وهداية , حتى قال ربه له " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".
أثار استغراب الناس تصويت شعب سويسرا في عام 1430 الموافق نهاية عام 2009 ميلادي بمنع المسلمين في بلاد سويسرا من بناء المآذن في مساجدهم , مع انه يبلغ تعداد المسلمين في سويسرا أكثر من ثلاثمائة ألف من أصل ثمانية ملايين من السكان , وليس في سويسرا أصلاً إلا أربعة مآذن فقط!!.
كانت نتيجة التصويت الذي طالب به الشعب قوية , فقد عارض (57 %) من السكان بناء المآذن , وهذا مبني على خلفية مسبقة عندهم عن الإسلام وأهله , ورغم أن الحكومة عارضت التصويت وكثير من السياسيين لمعرفتهم بابعادها الإقتصادية والثقافية على سويسرا , لكن الشعب قال كلمته وأبدى رأيه بكل وضوح.
وقد قابل العالم الإسلامي هذا التصويت بكثير من الاستهجان والتنقيص والاستغراب , خاصة مع ما يشاهدونه من نداءات ومؤتمرات من الغرب لتقبل الآخر , ونداءات محمومة من هيئة الأمم في العالم لنبذ التعصب الديني , ولم يتحدث الإعلام الغربي كعادته بحقد وغيض عن الشعب السويسري ونصرانيته المتعصبة , وأعتبر الإعلام الغربي الأمر لالتصويت شأناً داخلياً لاعلاقة له بالدين , وأنه تصويت نزيه وحرّ.
وقد صدق الله تعالى في وصف أعدائه: " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر ".
والحق الذي لا مرية فيه , أنّ هذا التصويت لو صدر من دولة إسلامية أو عربية بمنع بناء الكنائس , أو التحكم في شأنها وطريقة بنائها , لقامت قيامة الإعلام النصراني واليهودي في العالم , ولحركوا جمعيات الحقوق المدنية والدينية , ولهددت بعض دول النصارى بقطع العلاقات , أو تخفيف التبادل الدبلوماسي.
وليس حديثنا عما حصل يعتبر تدخلاً في شأن داخلي في أراضي الغير , ولكنه واجب شرعي , لأن وجود الأقليات هناك لم يكن أمراً عارضاً , فهناك الألوف المؤلفة من المسلمين من السويسريين الأصلين , وفيهم عشرات الألوف ممن اكتسبوا جنسيتها من عهد آبائهم وهم من يسمون بالجيل الثاني أو الثالث , وفيهم من أقام عشرات السنين , وقد ساهموا في عمارة البلد الذي يتشدق أهله باحترام الحريات الدينية , ثم إن السكوت عن هذا سيجر الدول الأخرى للعمل على خطوات مشابهة لهذا , ولعل أوروبا ستشهد عصراً جديداً من التضييق والحرب على الإسلام.
والمسلمون لا يعتبرون المآذن قضيتهم الرئيسية , ولا يتكلمون عن حكم المآذن في المساجد , فهي في تاريخ الإسلام ليست إلا رمزاً للمسجد , وقد جاء ظهورها متأخراً , وأما في عصر الإسلام الأول وهو عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان بلال رضي الله عنه يصعد لسطح المسجد ويؤذن بدون أن يكون هناك مئذنة , وبقي الأمر على ذلك حتى أنقضى عصر الخلفاء الراشدين وانعقد الاتفاق على أنها لم تظهر إلا بعد عصرهم , ولم تبن المآذن إلا بعد الخمسين من الهجرة , وقيل قبل ذلك , والخلاف في تحديد وقت ظهورها مبسوط في كتب أهل العلم.
ونحن نرى أقليات النصارى تعيش في بلاد العرب منذ أن أشرق نور الإسلام على أراضي قومها , وهي تزداد قوة ومنعة في ظل حكومات المسلمين على مر العصور والقرون.
ولعمر الحق لو أنه تخلى المسلمون عن بعض أتباع الكنائس النصرانية التي تعيش في أراضيهم وتحت حمايتهم (أثناء الفتوح الأولى أو في القرون الوسطى) , لهجم عليها خصومهم من أتباع الكنائس المخالفين , ولأبادوا منهم الأخضر واليابس , ومع ذلك حمى المسلمون النصارى مما يحمون أهليهم وأبنائهم منه , ووفروا لهم الرعاية والاهتمام , ولكن بعض المؤرخين يصر على المكابرة والمغالطة ولسنا في مقام تعداد فضائل المسلمين عليهم , والعقلاء من المؤرخين والباحثين يعلمون الخلاف المستعر والمشتط بين الكنائس الغربية والشرقية , وكيف حافظ الشرقيون على كتبهم وتراثهم ومؤلفاتهم وتواريخهم وصوامعهم في كنف حكومات الإسلام العادلة.
********************
الشعارات النصرانية وسويسرا
¥