هل في لبس النبي صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء يوم الفتح دليل على التزام لبس السواد وجعله علما للدولة؟
...
ليس في هذا تأسٍّ به فاللباس أمره من المباحات إلا ما حظل الشرع، وأين الدليل على التزامه صلى الله عليه وسلم لبس العمامة السوداء فضلاً عن تسويد اللباس كله فضلاً عن أمرِه الناسَ بذلك؟!.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 10:02 م]ـ
عمداً لم نجب على هذه الأسئلة لأنها خارجة عن الموضوع , ولا مصلحة في الإجابة عنها , والكلام فيها معروف في كتب أهل العلم.
لكن مع ذلك سنجيب عنها بعد إصرارك.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القاسم بن محمد
ألا ترون أن قتل العَكَوّك كان لحظ النفس لا لأنه ارتدّ، وهل سل اللسان من القفا هو حد المرتد؟!!
اعلم بارك الله فيك أن تعذيب المرتد والمبالغة في إهانته مذهب معروف عند أهل العلم بل كان بعض الصحابة كعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري يرون إحراقه بالنار.
وأنا في هذا المقام لا أرجح إنما أعرض فقط.
قال ابن حجر في فتح الباري (13/ 379):-
فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ: وَيْحَ أُمِّ اِبْنِ عَبَّاس " كَذَا عِنْد أَبِي دَاوُدَ وَعِنْد الدَّارَقُطْنِيِّ بِحَذْفِ " أُمّ " وَهُوَ مُحْتَمَل أَنَّهُ لَمْ يَرْضَ بِمَا اِعْتَرَضَ بِهِ وَرَأَى أَنَّ النَّهْي لِلتَّنْزِيهِ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَان الِاخْتِلَاف فِيهِ، وَسَيَأْتِي فِي الْحَدِيث الَّذِي يَلِيه مَذْهَب مَعَاذ فِي ذَلِكَ وَأَنَّ الْإِمَام إِذَا رَأَى التَّغْلِيظ بِذَلِكَ فَعَلَهُ.
قال ابن حجر في فتح الباري (13/ 380):-
وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ مَعَاذًا وَأَبَا مُوسَى كَانَا يَرَيَانِ جَوَاز التَّعْذِيب بِالنَّارِ وَإِحْرَاق الْمَيِّت بِالنَّارِ مُبَالَغَة فِي إِهَانَته وَتَرْهِيبًا عَنْ الِاقْتِدَاء بِهِ.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القاسم بن محمد
هل في لبس النبي صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء يوم الفتح دليل على التزام لبس السواد وجعله علما للدولة؟
...
ليس في هذا تأسٍّ به فاللباس أمره من المباحات إلا ما حظل الشرع، وأين الدليل على التزامه صلى الله عليه وسلم لبس العمامة السوداء فضلاً عن تسويد اللباس كله فضلاً عن أمرِه الناسَ بذلك؟!.
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه من العبادات والعادات أمر مستحب مطلوب.
وهذه طريقة السلف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وتابعيهم.
وهي مسألة معروفة بين أهل العلم , والخلاف فيها متأخر.
والذي أرجحه وأراه أقرب إلى الصواب هو أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم دائرة بين الوجوب والاستحباب بالنسبة لنا إلا فيما ثبتت خصوصيته.
وكان بعض السلف يتأسون بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه حتى لو لم يداوم على بعضها.
ومن هؤلاء السلف التابعي الكبير معاوية بن قرة وابنه القاضي قرة بن إياس.
جاء في سنن أبي داود
[4082] حدثنا النفيلي وأحمد بن يونس قالا حدثنا زهير حدثنا عروة بن عبد الله قال ابن نفيل ابن قشير أبو مهل الجعفي حدثنا معاوية بن قرة حدثني أبي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة فبايعناه وإن قميصه لمطلق الأزرار قال فبايعته ثم أدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم قال عروة فما رأيت معاوية ولا ابنه قط إلا مطلقي أزرارهما في شتاء ولا حر ولا يزرران أزرارهما أبدا. (صححه الألباني).
فهؤلاء الأئمة تأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في أمر لا يفعله دائما.
فلو فعل بعض الناس كفعلهم لكان لهم سلف ونعم السلف.
وكلامي في هذه المسألة الأخيرة ليس من باب الترجيح وإنما من باب عرض الأقوال.
تنبيه: من أراد مناقشة الصواب في هذه المسائل الأصولية فليفتح موضوعا خاصا بذلك.
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[09 - 01 - 10, 02:30 ص]ـ
تركنا العكَوّكَ والمأمون لمن بَرَأهما فهو بِهما أعلم.
ولكن العمامة في الظاهر من حديث الفتح هي العمامة التي تعلو الرأس، وليست لباساً أسودَ يكسو الجسم كله يداوم على لبسه المرء ويتخذه شعارا للدولة وأهلها زاعماً الائتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم!!
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 07:09 ص]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 10):-
وقد توارث بنو العباس هذه البردة خلفا عن سلف كان الخليفة يلبسها يوم العيد على كتفيه، ويأخذ القضيب المنسوب إليه (صلوات الله وسلامه عليه) في إحدى يديه، فيخرج وعليه من السكينة والوقار ما يصدع به القلوب، ويبهر به الابصار، ويلبسون السواد في أيام الجمع والاعياد، وذلك إقتداء منهم بسيد أهل البدو والحضر، ممن يسكن الوبر والمدر، لما أخرجه البخاري ومسلم إماما أهل الاثر، من حديث عن مالك عن الزهري، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر، وفي رواية وعليه عمامة سوداء، وفي رواية قد أرخى طرفها بين كتفيه، صلوات الله وسلامه عليه.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 277):-
أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وقد وقعت ولايته في حدود سنة ثلاثين ومائة، ثم ظهر بأعوانه ومعهم الرايات السود، وشعارهم السواد، كما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، وعلى رأسه المغفر وفوقه عمامة سوداء.
هذا كلام من هو أعلم مني ومنك.
فجعل ما فعله بنو العباس من لبس السواد في الجمع والأعياد واتخاذهم السواد شعارا لدولتهم جعل ذلك كله اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واستدل لهم بحديث دخوله عليه الصلاة والسلام مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء.
¥