ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[14 - 02 - 10, 01:38 م]ـ
الفصل الخامس:- بعض من شذ فخالف شيئا من اعتقاد بني العباس
3 - أمير المؤمنين الخليفة الواثق بالله (232هـ)
بويع له بالخلافة بعد أبيه المعتصم , وشدد في المحنة بسبب اللعين ابن أبي دؤاد.
قال الخطيب في تاريخ بغداد (6\ 177):-
وكان ابن أبي داود قد استولى على الواثق وحمله على التشديد في المحنة ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن.
قال الذهبي في السير (10\ 312):-
قتل أحمد بن نصر الخزاعي الشهيد ظلما، وأمر بامتحان الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن، وافتك من أسر الروم أربعة آلاف وست مئة نفس، فقال ابن أبي دواد من لم يقل القرآن مخلوق، فلا تفتكوه. اهـ.
قلنا: ومن كرامات الواثق أن أنعم الله عليه بنعمة عظيمة وهي التوبة من القول بخلق القرآن , ووقف المحنة وتهديد من قال بخلق القرآن بالقتل.
قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (1\ 235):-
وفي أيام هرثمة هذا ورد كتاب الخليفة المتوكل إلى مصر بترك الجدال في القرآن واتباع السنة وعدم القول بخلق القرآن , ولله الحمد , وسببه أن الواثق كان قد تاب ورجع عن القول بخلق القرآن، فأدركته المنية قبل إشاعة ذلك وتولى المتوكل الخلافة.
وقال أيضا عند كلامه عن رجوع الواثق (1\ 237):-
ولما وقع ذلك كتب للأقطار برفع المحنة والسكوت عن هذه المقالة بالجملة، وهدد كل من قال بها بالقتل , وكان هرثمة هذا يحب السنة، فأخذ في إظهار السنة والعمل بها، وفرح الناس بذلك وتباشروا بولايته فلم تطل مدته على إمرة مصر بعدذلك حتى مرض ومات.
قال ابن بطة في الإبانة (6\ 5):-
باب ذكر محنة شيخ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه. اهـ.
قلنا: وقد روى قصة رجوع الواثق بعدة أسانيد دلت على صحتها وكذلك رواها غيره.
قال الخطيب في تاريخ بغداد (2\ 244):-
أخبرنا محمد بن الفرج بن علي البزار أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي حدثنا جعفر بن شعيب الشاشي حدثني محمد بن يوسف الشاشي حدثني إبراهيم بن منبه قال: سمعت طاهر بن خلف يقول سمعت محمد بن الواثق الذي يقال له المهتدي بالله يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلاً أحضرنا ذلك المجلس فأتى بشيخ مخضوب مقيد فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه يعني ابن أبي دؤاد قال: فأدخل الشيخ والواثق في مصلاه فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له: لا سلم الله عليك فقال: يا أمير المؤمنين بئس ما أدبك مؤدبك قال الله تعالى: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " والله ما حييتني بها ولا بأحسن منها. فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلم فقال له: كلمه فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن قال الشيخ: لم تنصفني يعني ولي السؤال فقال له: سل فقال له الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق فقال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون أم شيء لم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه فقال: سبحان الله شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت؟ قال فخجل فقال: أقلني والمسألة بحالها قال نعم؟ قال: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق فقال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون أم لم يعلموه؟ فقال: علموه ولم يدعوا الناس إليه قال: أفلا وسعك ما وسعهم؟ قال: ثم قام أبي فدخل مجلس الخلوة واستلقى على قفاه ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت؟ سبحان الله؟ شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه؟ أفلا وسعك ما وسعهم؟ ثم دعا عماراً الحاجب فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطيه أربعمائة دينار ويأذن له في الرجوع وسقط من عينه ابن أبي دؤاد ولم يمتحن بعد ذلك أحداً.
قال الخطيب في تاريخ بغداد (4\ 345):-
¥