والنتيجة أيضًا (إذا اتبعنا طريقتك في الحساب): العليّ هو الله. العليّ هو المسيح. إذن المسيح هو الله.
فهل المسيح هو الله؟
"ابن العرب": طبعًا.
"العميد": عجيب منك هذا! ألست ترفض القول بأن "المسيح هو الله" وتعتبره غير دقيق وخصوصًا في الحوار مع المسلمين؟!
(وليس ذلك رفضًا منه الألوهية المسيح، بل لأنه يعتقد أن الله هو "الآب والابن والروح القدس" مجتمعة، ويرفض القول بأن "الآب هو الله" و"المسيح هو الله" و"الروح القدس هو الله" هكذا منفردة، ويؤمن بأن المسيح هو ابن الله وكلمة الله، ولكنه ليس الله.
قال "ابن العرب" في منتدى آخر: "فعندما يطلب مني المسلم أن أثبت أن المسيح هو الله، أقول بكل بساطة: لا أستطيع أن أثبت لك شيئا أنا شخصيا لا أومن به!!! فأنا أومن "وبحق" أن يسوع المسيح هو ابن الله وكلمته، لكنه ليس الله. فالله هو آب وابن وروح قدس).
قلت ["العميد"]: ولكن الآن يقول إن "المسيح هو الله"، فلك أن تعجب أيها القارئ الكريم!
وأذكر قول من قال "إذا اجتمع عشرة من النصارى خرجوا بأحد عشر رأيًا"!
"ابن العرب": يبدو أنك تتسلى بنصب الأفخاخ. فإن كان همكم هو إحراج طرف الحوار الآخر لا التحاور معه، أعلمني بذلك واتركني أنسحب بسلام لأني وقتي من ذهب.
"العميد": ليست المسألة فخاخًا وتسلية كما تظن. ولكنك فاجأتني بردك، فاضطررتني إلى بيان تناقضك، وهذا مؤشر عندي على عدم صدقك مع نفسك في البحث عن الحق.
(8)
"ابن العرب": المسيح كان دومًا يقول «أبي وأبوكم» يميز تمييزاً تاماً بين أبوة الله له وأبوة الله لبقية التلاميذ والبشر عامة.
"العميد": هذا حجة عليك لا لك. لأن المسيح بهذا يؤكد أن أباه هو أبوهم ولا فرق. حتى لا يزعم زاعم أن أباه غير أبي البشر.
وهاك أمثلة كثيرة من الكتاب المقدس تؤكد ما أقول:
«فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ وَإِلَهِ الأَرْضِ» (تك 24/ 3)
«إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ أَبِيكُمْ أَعْطَاكُمْ كَنْزاً فِي عِدَالِكُمْ» (تك 43/ 23)
«وَقَالَ يَعْقُوبُ: يَا إِلَهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهَ أَبِي إِسْحَاقَ» (تك 32/ 9)
«إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» (يو 20/ 17)
وهذا كما في القرآن: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} (المائدة 72)
وكذلك قوله تعالى: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} (البقرة 139)
"ابن العرب": جانبك الصواب. إصرار المسيح يسوع على التمييز بين "أبي وأبوكم" واضح. كيف تنكره؟!
أما اقتباسات العهد القديم فلا تصلح هنا. لأنها تتحدث عن استمرارية الرسالة الواحدة. إله إبراهيم وإله اسحق هو عينه إله يعقوب أي أنه لا يدعو إلى إله غريب. أما قول المسيح "أبي وأبيكم" فالتمييز فيها واضح.
"العميد": مجرد تحكم بلا برهان! فيا ليت شعري، ما الذي جعل "أبي وأبيكم" تمييزًا واضحًا، وقوله "إله إبراهيم وإله إسحاق" لا تمييز فيه؟!
ولو قال لك قائل: "بل كلام يعقوب تمييز واضح بين إله إبراهيم وإله إسحاق، وكلام المسيح لا تمييز فيه"، فهل بينك وبينه فرق؟ كلاكما يتكلم بالهوى.
"ابن العرب": لا يوجد في الأناجيل آية واحدة يقول فيها المسيح "أبانا" (غير التي يعلم فيها يسوع تلاميذه كيف يصلون)، بل يفصل دائما بين "أبي" و"أباكم". وصولاً إلى الآية شديدة الوضوح والتي يقول فيها بتمييز واضح: «إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» (يو 20/ 17).
"العميد": أولاً- بنفس منطقك تبطل ألوهية المسيح، لأن العهد الجديد ليس فيه مصطلح "الله الابن" وإنما فيه "الله الآب" فقط.
ثانيًا- لنفرض أن قوله "أبي وأبوكم" تمييز كما تقول، فلماذا امتنع عندكم أن يكون هذا تمييزًا لكونه رسولًا؟!
ثالثًا- أخبرنا كيف تذهب من قوله "وإلهي وإلهكم"؟ هل إلهه غير إلههم؟ وكيف يكون إلهًا وله إله؟
رابعًا- إذا قلت "إلهي وإلهكم" تمييز، فحاصل كلامك أن إلهه غير إلههم، فيكون المجموع إلهان اثنان، فهل تقولون بذلك؟!
خامسًا- إذا سرنا معك في قولك "أبي وأبيكم" تمييز، فحاصل كلامك أن أباه غير أبيهم، فوجب أن يكون في النصرانية أبوان، فهل تقولون بذلك؟!
سادسًا- لا شك أن عندكم أباه إله وأباهم إله، وإلهه غير إلههم، فوجب أن يكون عندكم إلهان، أحدهما غير الآخر.
¥