فإذا اعترضت وقلت: "لا بل هما إله واحد"، نقول لك: إذن أبوه وأبوهم واحد. وعدت بذلك لقولنا الذي رفضته منذ البداية، فلا تمييز كما تدعي.
"ابن العرب": قول المسيح "أبي وأبيكم" لا تجعل منه إلهاً طبعاً. لكنها تبني مع غيرها شيئاً فشيئاً الإيمان المسيحي.
"أبي وأبيكم" ليست دليلاً على إلوهية المسيح، إنما هي محطة أخرى على طريق برهنة ألوهية المسيح.
(9)
بعد فشل "ابن العرب" في النقطة السابقة، واعترافه بأنه لم يقدم دليلاً قاطعًا بعد، يواصل دروسه الإنجيلية من لوقا!
هذا رجل لم تفتح له الكنائس صدرها ولم تفسح له مكانًا ليلقي بمحاضراته، فوجد الفرصة سانحة في منتديات الإنترنت لإشباع رغبته في الحديث عن أي شيء والسلام.
الأعجب هو رحابة صدر أخينا "العميد"! .. فمع كل هذا يسمح ل"ابن العرب" بإكمال دروسه، لعله يظفر في النهاية بشيء يسميه "ابن العرب": "دليل قاطع على ألوهية المسيح".
بعد فاصل وعظي من "ابن العرب" في إنجيل لوقا، قال "العميد": «الزميل "ابن العرب" .. هل يمكنك متابعة فكرتك حتى النهاية؟ أي حتى تقول "هذا هو الدليل القاطع على الثالوث"، لأني لا أريد أن أعلق ثم تقول لي في النهاية: "لا، هذا ليس دليلًا ولكن أنا أسير معك رويدًا رويدًا". فسِرْ - مشكورًا - إلى النهاية حتى يكتمل دليلك القاطع، ثم نعالج ما تقول تدريجيًا».
بعبارة أخرى (خلاف عبارة "العميد" المهذبة): سأنام حتى تنتهي من محاضراتك الشائقة، وحينما تبدأ في موضوع حوارنا أيقظني رجاء لأنقض لك ما تتوهمه دليلاً!
رد "ابن العرب" قائلاً: ما قدمته ليس أدلة وبراهين جازمة. إنما هي إشارات وتلميحات ستحملنا في نهاية الأمر إلى رؤية الحقيقة الأكيدة.
"ابن العرب" يصارحنا بهذا أول الصفحة الرابعة في المشاركة الواحدة بعد الستين! .. بعد ستين مشاركة يخبرنا "ابن العرب" – بضمير مستريح – أنه لم يقدم دليلاً واحدًا في موضوع الحوار .. ستين مشاركة!
هذا الرجل عندما كرر على مسامعنا أن وقته من ذهب، كان يعني ما يقول حقًا!!
الأنكى من هذا أن "ابن العرب" يقول بعدها: "سأتابع اقتباساتي من إنجيل لوقا فقط، ثم في مرحلة ثانية سأدعمها باستشهادات من بقية الأناجيل".
أي أن محاضرات "ابن العرب" لن تنتهي بانتهاء إنجيل لوقا، بل سيحتاج "ابن العرب" إلى الأناجيل الثلاث الأخرى أيضًا، كل هذا حتى يخرج لنا بدليل على ألوهية المسيح أو ألوهية الثالوث!!
لعلك أدركت الآن لماذا يفضل القساوسة التبشير باستخدام الطعام والنقود على التبشير باستخدام العقل والإقناع!
المهم .. بعدها يسرد لنا "ابن العرب" العديد من المسائل والكثير من الفقرات، دون أن يجرؤ على القول بأن فيما قدمه دليل قاطع على أي شيء.
ولكن "العميد" كعادته المهذبة يفترض أن فيما قدمه "ابن العرب" الدليل المطلوب، فيلتقط مسألة مما قدمه "ابن العرب" ليناقشها.
التقط "العميد" النص الخاص باعماد يسوع وانفتاح السماء ونزول الحمامة في (لوقا 3). وتساءل: ما علاقة هذا بألوهية المسيح؟!
قال "العميد": أرجو أن تحدد موطن الدلالة على الثالوث إن كنت تعتقد أنه يدل عليه، وإن كنت تقصد أنه لا يدل على الثالوث بمفرده إلا إذا ضممنا له النقاط الأخرى، فأرجو البيان.
"ابن العرب": هنا تحديداً لا نتحدث عن ألوهية الأقنوم الثاني، لكننا نتحدث عن ذكر الثالوث كاملاً.
"العميد": ليس حوارنا عن نص يجمع هذه الأسماء الثلاثة. بل نريد منك أن تثبت لنا أنهم إله واحد كما تقولون.
قال "ابن العرب": إليك ما يثبت أن الروح القدس شخص له إرادة وأنه روح الله وليس إلهًا منفصلاً عن الله.
ثم سرد "ابن العرب" العديد من الفقرات والمسائل دون أن يصرح بأن ما يقدمه هو الدليل القاطع على ألوهية الروح القدس مثلاً.
وانتهى الحوار ..
أخيرًا فاض الكيل بـ"العميد" الصبور، وصرح بأن الحوار يتبعثر والنقاط تتشتت. اقرأ المشاركة السابعة والستين، التي لخص فيها مظاهر التبعثر والتشتت، والتي قال في نهايتها: «لهذا ولغيره أرى أن الموضوع في تشتت مستمر، و أصبح الحوار مملًا لضياع التنظيم ومعرفة الهدف، فأطلب من الأخ المشرف التدخل لتحديد مسار الحوار وضبط الأمور حتى لا تتبعثر وتتفرق».
¥